أسلي النفس بالآمال
روى ابن الجوزي عن أبي حامد الخلفاني أنه قال لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ، هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها ؟ فقال : مثل أي شيء ؟ قلت : يقولون : إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ... وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني ؟ ! فقال : أعد علىَّ ، فأعدت عليه ، فقام ودخل بيته ، وردَّ الباب ، فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول : إذا ماقال لي ربي ... "تلبيس إبليس ، ابن الجوزي : ص 278" .
إِذَا مَا قَال لِي رَبِّي أَمَّا اسْتَحْيَيْت تَعْصِيْنِي
وَتـخَفِي الْذَنْب عَن خَلَقَي وَبِالْعِصْيَان تَأْتِيْنِي
فَكَيْف أُجِيْب يَا وَيْحِي وَمَن ذَا سَوْف يَحْمِيْنِي
أُسُلي الْنَّفْس بِالْآَمَال مِن حِيْن الَى حَيْنَي
وَأَنْسَى مَا وَرَاء الْمَوْت مَاذَا سَوْف تَكْفِيْنِي
كَأَنِّي قَد ضّمَنَت الْعَيْش لَيْس الْمَوْت يَكْفِيْنِي
وَجَائَت سَكْرَة الْمَوْت الْشَّدِيْدَة مِن سَيَحْمِينِي
نَظَرْت الَى الْوُجُوْه أَلِيـس مِنُهُم مِن سَيَفِدِيني
سَأَسْأَل مَا الَّذِي قَدَّمْت فِي دُنْيَاي يُنْجِيْني
فَكَيْف إِجَابَتِي مِن بَعْد مَا فَرَّطْت فِي دِيْنِي
وَيَا وَيْحِي أُلم أَسْمَع كَلَام الْلَّه يَدْعُوْنِي
أُلم أَسْمَع بِمَا قَد جَاء فِي قَاف وَيَس
أُلم أَسْمَع مُنَادِي الْموْت يَدْعُوْنِي
يُناديَي فَيَا رَباه عَبْد تائِب مَن ذَا سَيُؤْوِيْنِي
سِوَى رَب غَفُوْر وَاسِع لِلْحَق يَهْدِيِيْنِي
أَتَيْت إِلَيْك فَارْحَمْنِي وَثِقل فِي مَوَازِيْنِي
وَخَفَّف فِي جَزَائِي أَنْت أَرَجى مِن يُجَازِيْنِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق