السبت، 3 ديسمبر 2011

فوز الإسلاميين والاستهزاء بالدين

فوز الإسلاميين والاستهزاء بالدين
عبد الرحمن المراكبي
الشعب المصري شعب ظريف بطبعه يشهد بذلك القاصي والداني ، وروح الفكاهة لا تفارق المصريين حتى في أحلك الظروف ، وقد أطلق البعض على ثورة الخامس والعشرين من يناير لقب " الثورة الضاحكة " ، وذلك لخفة دم المتظاهرين وتعليقاتهم الساخرة في الميادين وعلى شبكات التواصل الاجتماعي .
ولكن بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب كثرت التعليقات الساخرة حول حصول الإسلاميين على الأغلبية فيها ، وصاحب ذلك للأسف الشديد سخريةً من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض مظاهر الإسلام كالحجاب واللحية وغيرها ، بل والإساءة إلى بعض الفائزين في الانتخابات من التيارات الإسلامية وبعض الرموز الدينية ، ولا شك أن في هذا إيذاء للإسلام والمسلمين ، وإن كان بعض من يتناقلون هذه التعليقات لا يقصدون الإساءة وإنما هم يفعلون ذلك من باب الضحك ونحوه .

وقد ذم الله سبحانه وتعالى موقف هؤلاء فقال : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } [التوبة:65].
لذا فإني أدعوا كل إخواني ألا يشاركوا في نشر هذه التعليقات الساخرة حتى لا يقعوا في الشبهات دون أن يشعروا ، قال تعالى : {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } [النساء/140]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي  لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم » .
فيجب على كل مسلم أن يصون لسانه ويحفظه وألا يطلق له العنان فلا يسمح لنفسه أن يتكلم بغير ما هو حق وخير ومعروف ، وأن يكف لسانه عما هو باطل وشر ومنكر ، قال تعالى : ] ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد[ ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت » .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق