الانتخابات والصحوة المصرية الواعية

 الانتخابات والصحوة المصرية الواعية 

عبد الرحمن المراكبي

عرس ديمقراطي جميل زيَّن مصر في الجولة الأولى من أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير والتي دلت على أن الشعب المصري شعب أريب كان يمتنع عن الإدلاء بصوته عندما كانت العملية الانتخابية مجرد تمثيلية عبثية ومسرحية هزلية نتيجتها معلومة مسبقاً ، وها هو شعب مصر اليوم يعطي للعالم كله درساً في الرقي والتحضر فنجد أصحاب الأعذار وكبار السن يحرصون على الإدلاء بأصواتهم ، ووقف الناخبون في طوابير طويلة تشبه نهر النيل كما وصفتهم بذلك صحيفة النيويورك تايمز ليرسموا صورة مبهرة لمستقبل مصر .تحية لهذا الشعب العظيم الذي تحدى كل المخاوف والصعاب وخرج حتى يقول للنخبة المزيفة التي نصَّبت من نفسها متحدثاً رسمياً باسم الشعب وأرادت أن ترسم مستقبله على حسب أمزجتها وأهوائها لا على حسب إرادته .

تحية لهذا الشعب العظيم الذي خرج ليقول لهؤلاء : نحن أصحاب الشرعية لا أنتم ولا من يقفون في الميادين ، خرج ليثبت أنه قادر على الاختيار بين المرشحين ، خرج ولسان حاله يقول : لن نسمح لأحد بعد اليوم أن يتحدث باسمنا وأن يختار لنا من يقودنا في المرحلة المقبلة ، فنحن قادرون على اختيار من يمثلنا ، فتحية لكل من وضع بصمته في بناء مستقبل مشرق للوطن .

وأخيراً : مهما كانت نتيجة الانتخابات فإن شعب مصر هو الفائز الحقيقي  ، ونرجو أن تُسفر الانتخابات عن برلمان توافقي يعبر عن إرادة الشعب بأكمله ، ويصبح قادراً على إعادة بناء هذا البلد العظيم .