الثلاثاء، 11 يناير 2011

الشباب مستعد يعترف!!

الشباب مستعد يعترف!!


"مستعد أعترف - نفسي أعترف - أنا أوَّل الْمُعترفين"... هكذا كانت التَّعليقات المضحكة المبكية في العديد من المواقع الإخباريَّة، على التَّصريح الذي ذكرَتْه إحدى المغنيات المشهورات في خلال استضافَتِها في أحد اللِّقاءات التليفزيونيَّة بأنَّه لا مانِعَ لدَيْها من الإنجاب بدون زواج بِشَرط اعتراف الأب بالْجَنين، وأنَّها تتمنَّى تغيير القوانين المدنيَّة الخاصَّة بالزَّواج، والتي تعوق الإنْجاب بدون زواجٍ.

ولا شكَّ أن "معظم المعلِّقين" لا يقصدون ذلك، ولا يُريدون فِعْل الفاحشة، وإنَّما دفعَتْهم سخريتهم من الخبَر أين يقولوا مثل هذا الكلام الخطير.

والمشكلة الكبرى ليست في مُجاهرة هذه المغنِّية بالمعصية، فعلى حدِّ علمي أنَّها ليست مُسْلمة وليس بعد الكُفْر ذنب، لكنَّ المشكلة تَكْمن في اتِّخاذ بناتنا هذه المغنِّية قدوة لَهنَّ ومثَلاً يُحتذى به، ولا شكَّ أن هذه التصريحات تُمثِّل قيمًا سيِّئة وأفكارًا غربيَّة تبثُّها تلك المغنية في عقول الملايين من معجبيها الذين ينامون ويستيقظون على أغانيها؛ لذلك لا بُدَّ أن يعلم شبابُنا أنَّ هؤلاء الفنانين ليسوا أهلاً لأنْ يكونوا قدوةً حسنة لَهم، وإنَّما علينا أن نقتدي بنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه، علينا أن نقتدي بصحابة نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذين تربَّوْا في مدرسته، علينا أن نقتدي بعلمائنا الأفذاذ في شتَّى شؤون الحياة، علينا أن نَقْرأ في سِيَرِهم ونقلِّب في صفحات التاريخ المشرقة؛ لنتشبَّه بِهم ونقتفي أثرَهم ونُصْبح مثلهم:
فَتَشَبَّهُوا إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ
إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالرِّجَالِ فَلاَحُ

يَجب على الآباء ترسيخُ هذا المفهوم في نفوس أبنائهم منذ الصِّغر؛ لأنَّ القدوة كالنجوم في السماء نَهْتدي بها؛ لذلك فإنَّ المسؤولية تزداد عليهم في توجيه أبنائهم نَحو النَّماذج الصالحة للاقتداء، ومن يَصْلح (أو تَصْلح) أن نتَّخِذه (نتَّخِذها) قدوةً لنا؟ ومن يُمكن له (لَها) أن تتبوَّأ مكانة الْمِثال المُحتذى والنَّموذج المقتدى؟ ولعلَّنا أن نتحدَّث في مقالات قادمة عن بعض النَّماذج الحديثة لعلماء نبغوا وبرزوا في مَجالات الحياة المختلفة.

وقبل أن أضع القلم أوجِّه رسالةً إلى الشَّباب الذين قاموا بالتَّعليق على هذه التَّصريحات، أُذَكِّرهم فيها بقول النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله لا يُلْقِي لَها بالاً يرفعه الله بِها درجات، وإنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله لا يُلْقي لَها بالاً يَهْوِي بِها في جهنم))؛ "صحيح البخاري"، كتاب الرقاق، حديث 5997.

وأقول للإعلام الذي قام بنشر مثل هذه التَّفاهات والترويج لَها، وكلُّ هَمِّه الإثارة فقط، وكسب المزيد من الْمُشاهدين والقارئين المهتمِّين بالفضائح: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

وأقول لتلك المغنِّية: صدق القائل: "إذا لَم تستحِ فاصْنَع ما شِئْتَ".

هناك 7 تعليقات:

  1. محمد هلال عامر11 يناير 2011 في 9:03 ص

    انا مش مستعد اعترف
    جزاكم الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن
    وهذه من الرويبضة

    ردحذف
  2. وجزاكم يا شيخ محمد
    عافانا الله وإياكم

    ردحذف
  3. جزاكم الله كل الخييييييييييييييير..

    ردحذف
  4. الله ينور يا شيخ عبده

    ردحذف
  5. عمر جمال عبد الرحمن31 مايو 2011 في 2:20 م

    بارك الله فيك أخي عبدالرحمن ووفقك الله قلمك السيال لتقديم الخير دائما للامة ...... محبك

    ردحذف
  6. وفيكم بارك الله شيخ عمر
    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

    ردحذف