الثلاثاء، 6 يوليو 2010

خبير أثري: 50% من "أضرحة أولياء" مصر زائفة

خبير أثري: 50% من "أضرحة أولياء" مصر زائفة


مفكرة الإسلام:
كشف المهندس إبراهيم أبو النجا، الخبير في ترميم الآثار الإسلامية أن أكثر من50من الأضرحة المنتشرة في محافظات مصر "زائفة"، وليست لرفات أولياء كما يُزعم، مؤكدًا أن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد باب يرتزق منه سدنة القبور.
وأشار أبو النجا إلى أنه ينطبق على عملية بناء القباب على القبور المثل القائل "فاكر تحت القبة شيخ" والذي يعود أصله عندما اتفق رجلان على إقامة ضريح فوق جثة حمار وفوق الضريح قبة ونصباه وليًا يزوره المريدون، "فكانت سبوبة للشريكين الذين اختلفا فأراد أحدهما أن ينبه الآخر فقال: "إحنا دفنينوا سوا".وأكد أن هناك عددًا من الأضرحة هي لأناس عاديين لا يملكون كرامات، مدللاً على ذلك بالضريح الذي يوجد على يسار بوابة الفتوح في شارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي يقال: إن بأسفله قبر "محب القاهرة حسن الذوق"، وهو مغربي الأصل هاجر من بلاده إلى القاهرة الفاطمية, ولما تقدمت به السن أراد أبناؤه إعادته لبلاده، ولكنه رفض فأجبروه فمات على مدخل القاهرة ودفن بها فكان المثل الشهير: "الذوق ما خرجش من مصر", إلا أن أهل الحي جعلوا منه شيخًا ووليًا من أولياء الله, فصنعوا فتحة في القبة لإلقاء النقود, ومن ثم الحصول على البركة المزعومة منه.
وقد انتهت هيئة الآثار من إعداد مشروع سيتم إحالته لمجلس الوزراء قريبًا، بهدف إزالة الأضرحة "الزائفة"، والمنتشرة في مختلف المحافظات المصرية، على أن تؤول ملكيتها للمحافظة التابع لها، بغرض الاستفادة من موقعها، خاصة وأن هناك عددًا منها يقع في مناطق مميزة، حيث تقدر الأرض المقامة عليها بملايين الجنيهات، وذلك في محافظات القاهرة والشرقية والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ.
أطفال ومجاذيب:
وقال أبو النجا: من العجائب أن يتم تنصيب طفل أو مجذوب أو مصاب بالتخلف العقلي وليًا؛ لأنه في الاعتقاد شخص "مبروك" ودعوته مجابة، ومن أهم القرى المصرية التي اشتهرت بهذه الظاهرة قرية سيف الدين مركز الزرقا بمحافظة دمياط، وفيها قبة الشيخ عصام, وهو طفل ولد مجذوبًا لأب من مواليد 1901 يعمل مفتشًا بإحدى المعاهد الأزهرية.
كما هناك الشيخ ياسر من مواليد أبريل 1971، والذي يعاني من تخلف عقلي لأب نجار وأم خياطة، والشيخة سناء تبلغ من العمر 30 عامًا ولدت بالتخلف العقلي، وهناك ضريح باسم "سيدي عباطة" مقام بمقابر سيد جلال نسبه إلى جلال الدين السيوطي بحي السيدة عائشة، ويقام له مولد سنوي، رغم عدم معرفة أي من الباحثين والمؤرخين به. وفقًا لـ"المصريون".
وهناك زروق المغربي الذي ادعى انه أحيا حمارًا بعد موته بثلاثة عشر يومًا.
فئة من المجانين:
وذكر أبو النجا، أن العالم الفرنسي فرانسوا جومار في موسوعة وصف مصر، قال: إن الدراويش فئة من المجانين الذين يرسلون شعورهم، ويؤمن بهم العامة في تبجيل أعمى وخارق للمألوف، وأحد هؤلاء ممن رأيتهم بالقاهرة، أُشيع أنه يوحى إليه من محمد، وكانت لديه عادة التجول في شارع المدينة عاريًا تمامًا، وكانت النساء حتى ذوات الوضع المتميز فيهن يقفن ويقتربن منه لتقبيل يده بدلاً من أن يتراجعن إزاء هيئته.
وأكد أن الواقع التاريخي يشير إلى أن بداية ذيوع خرافات الأولياء تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني؛ فقد ولدت الخزعبلات على أيدي الدراويش الذين خرجوا من خانقاوات المتصوفة وهى كلمة فارسية، ومعناها "بيت" ثم أطلقها العامة على مستشفى المجانين وحرفت إلى كلمة "خانكة".
وكانت عند بداية إنشائها على يد صلاح الدين الأيوبي بيوتًا للعلم، إلا أن سلاطين المماليك أعطوها للدراويش والصوفية، وكان كل صوفي يصرف له في اليوم رطل من لحم الضأن المطبوخ وأربعة أرطال من الخبز، علاوة على أربعين درهمًا ورطل من الحلوى ورطلان من زيت الزيتون ومثلها من الصابون.
وفسر ذلك بأنه ربما كان واقعًا لفرار الكثيرين من قسوة الحياة والرغبة في بسطة العيش دون عناء الدخول في الصوفية، وهؤلاء انصرفوا عن الذكر والعبادة إلى البحث عن المال والمتاع, وهؤلاء يقول عنهم المقريزي: "لا ينسبون إلى علم ولا ديانة وإلى الله المشتكي".
ونتيجة لذلك، تحولت الخانقاوات إلى أوكار تنابلة السلطان فادعوا الزهد في حين امتنعوا عن أداء شعائر الصلاة، مدعين أنهم يقومون بها في الأماكن المقدسة، ومن هؤلاء عبد القادر الدشطوطي وإبراهيم المتبول، وكان للسلاطين دور كبير في مساندة هؤلاء "المجاذيب", فقد تحول التصوف إلى وظيفة لخدمة السلطان.
 
المصدر : مفكرة الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق