الأحد، 26 أغسطس 2012

قراءة في كتاب : بداية جديدة للدكتور جاسم سلطان


قراءة في كتاب : بداية جديدة للدكتور جاسم سلطان

عبد الرحمن المراكبي


اسم الكتاب : بداية جديدة
المؤلف : الدكتور جاسم سلطان
الناشر : إحساس للإنتاج والتوزيع
الطبعة الأولى 2010 م
عدد الصفحات : 40 صفحة


لأن الشباب هم وقود النهضة كان هذا الكتاب الذي يلامس واقع الشباب، ويُشخّص لهم الداء ويطرح عليهم الدواء ، ويقدم خارطة طريق متكاملة البناء لمن يسعى إلى النجاح في الدنيا والآخرة ؛ والكتاب كما يصفه مؤلفه : " كتيب صغير تستطيع أن تقرأه في ساعة من الزمان، ولكن تحتاج أن تتفكر فيه العمر كله، القصد منه ساعة تفكر قد تغير حياتك "

وفي مقدمة الكتاب تحدث الكاتب عن مراحل العمر مبيناً أن بعض الناس يعبر منها دون أن يترك أي أثر، وبعضهم يترك وراءه الخير والنماء، وبعضهم يترك وراءه الجدب والقحط، والفارق بين الناس لا يكمن في نقص عطايا الرب عز وجل - حاشاه - ولكن في استفادة الإنسان من هذه العطايا ؛ بعض الناس يولدون في ظروف صعبة وتحيط بهم التحديات من كل صوب، ومع ذلك يعبرون الصعاب ولا ينفعون أنفسهم فقط، ولكن يتحولون لطاقة عطاء تشع في مجتمعاتهم وفي غيرها  ، وبعضهم يولدون وفي فمهم ملعقة من ذهب ولكنهم يعيشون حياة فارغة من المعنى والهدف، ويغرقون في الضياع .

وتحت عنوان : "ممكنات الإنسان" حكى المؤلف بعض القصص لشباب كان لهم هدف وحلم حتى يستخلص منها القارئ صورة مضيئة للإنسان عندما يوظف الملكات التي أعطاه الله إياها ويسير في طريق العمل المنتج ، فهو لا يحقق النتائج فقط ، ولكنه يكتسب الحكمة التي تجعل رحلته في الحياة أسهل حيث تكون له فلسفة مختلفة ورؤية أعمق في الحياة .

وبين الكاتب أن الشباب في كل مكان يمتلكون طاقة وحيوية، لكن بعضهم يستسلم للصعاب ويعتبرها مشاكل لابد أن تحل ليتحرك قبل أن يبدأ ، وهو ينتظر من يحلها له ، والبعض الآخر يعتبر أنها تحديات هو المسؤول عن تجاوزها.

وتحت عنوان : "كثيراً" وقف الكاتب مع قول الله تعالى : {  وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }
وطرح الكاتب بعض الأسئلة التي ينبغي أن يسألها الإنسان لنفسه في وقفة تأمل ليعلم ماذا يريد منه الله عز وجل ولماذا خلقه وما المصير الذي سيصير إليه في المستقبل وفي الآخرة.

ثم انتقل المؤلف للحديث عن الآليات الثلاث وهي : السلوك والمبررات والقناعات فتحدث عن السلوكيات الظاهرية لدى الشباب وكيف يبررون هذه السلوكيات ، وبأسلوب المفكر البارع والمُحاور المنطقي شرع الكاتب - حفظه الله- في الرد على بعض هذه المبررات ؛ ثم بين أن  نظام القناعات هو نظام يحكم كل تصرفاتنا وردود أفعالنا ويسيّر تصرفاتنا... وأن هذا النظام يشتمل على جانبين :
1-   رؤية الكون والوجود ، وأهمها إطلاقاً قناعتنا بوجود خالق للكون وقناعتنا بصدق الرسول والرسالة.
2-      رؤية الذات ومجموعة القيم وترتيبها داخل النفس وأولوياتها .
 وبعد قيامه بطرح قصة أحد الشباب الذين تحولوا من الركّون للواقع إلى رحلة التعرف على الذات والعيش الكريم تسائل المؤلف :
عبد الرحمن المراكبي في حوار مع الدكتور جاسم السلطان
" هل حانت اللحظة التي تعيد فيها النظر ؟ هل تريد أن تعيد النظر لواقعك ؟ هل تريد أن تزور مستقبلك وترى من تكون في الغد؟ مستقبلك انعكاس لأعمالك... فما تزرعه اليوم تحصده غدا...
شابان في نفس السن، على نفس المقعد الدراسي، وفي نفس المستوى الاجتماعي، أحدهما يصبح قائداً في مجتمعه، والآخر يعيش في الظل. انظر لنظام قناعاتهما، أحدهما أيقض ذلك العملاق الساكن في نفسه وفجر طاقاته" .

وهنا يستنبط المؤلف "خلطة النجاح" من خلال قراءته لسورة العصر فيقول :
خمس قيم يعرضها القرآن في مقاطع صغيرة تشكّل خلطة النجاح وسر الفلاح :
( الوقت – الإيمان – العمل الصالح – التواصي بالحق – التواصي بالصبر )
والعصر = الزمن .. وهو عمرك أيها الإنسان.
إن الإنسان لفي خسر = أكثر الناس لا يدركون قيمة الوقت فتكون عاقبتهم الخسران.
إلا الذين آمنوا = فالإيمان شرط النجاح الأول في الدارين ( الدنيا والآخرة ) وهو ما يميز طالب الدنيا من طالب الدارين.
وعملوا الصالحات = قاموا بحق الله وحق النفس وحق المجتمع وحق الوطن وحق الأمة ، فالعمل الصالح هو الذي يجعل للوقت قيمة.
وتواصوا بالحق = كل عمل يحتاج من يصوبه ، والرفقة الصالحة تسدد العمل وتقيمه على أعلى قيم الحق.
وتواصوا بالصبر = كل عمل عظيم يحتاج لصبر وجلد ، فالأعمال العظيمة تشق على الإنسان وتبرز الحاجة فيها لخلق الصبر والتحمل.

ولأن الكثيرين ممن يحاولون تطبيق هذه الخلطة ستقابلهم عقبات وعراقيل على طريق النجاح انتقل المؤلف للحديث عن هذه العقبات وكيفية تذليلها والتغلب عليها مستخدماً في ذلك أساليب التحفيز المتنوعة .
ثم قام بعرض سريع لخارطة الطريق التي يجب أن يفهمها الإنسان ويسير عليها حتى تقوده إلى النجاح في الدنيا والآخرة ، وهذه الخارطة مكونة من سبع خطوات يجب أن يفعلها الباحثون عن النجاح وهي :
تيقّظ ، افهم ، انتمي ، تبنّى بالفسيلة والتمرة والثوب ، فكر أن تُكوّن مشروعاً أو تكُون مشروعاً أو تدعم مشروعا ، تواصل وشارك تفز وتنجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق