الخميس، 24 يناير 2013

خواطر في كلمات

 خواطر في كلمات
‎أسامة فخري الجندي‎

1- إن سير العلماء وتواريخ القادة وأخبار المصلحين وغيرهم عبر كل الحضارات ، تُكتب هذه السير ثم تُختم ، ولا يعود فيها مجال للمزيد أو الجديد . لكن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كانت ولا تزال وستظل ميدانًا مفتوحًا للتأليف والإبداع يكتشف في هذه السيرة النبوية المزيد والجديد حتى لكأنها نبع متجدد .
2- إننا إذا قمنا بتأريخ لدعوات الإصلاح ، ومشاريع النهوض والتقدم ، فسنجد أنه كان لها وهج وأثر لكن في زمانها فقط ، ثم بدأت تقل شيئا فشيئا كلما تغير الواقع المعيش ، وتغيرت العادات والتقاليد . أما دعوة رسولنا صلى الله عليه وسلم بدءًا من الوحي مرورًا بالسنة التي هي البيان النبوي للبلاغ القرآني ، نجد هذه الدعوة استثناءًا فريدًا ، فهذه الدعوة كتاب مفتوح لا تنقضي عجائبه ، فيه نبأ الأولين وخبر الآخرين ، وهي الدعوة المرنة الصالحة لكل زمان ومكان مهما تغيرا .
3- إن في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وشمائله ودعوته ارتبطت
البشرية بالنبوة ، ارتبطت الأرض بالسماء ، ارتبط عالم الشهادة الذي نعيشه بعالم الغيب ، ارتبط كل ما هو بشري بكل ما هو خالد .
4- إن سيرة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم تشمل كل حركة من حركاته وكل شأن من شئونه ، فلماذا نحصرها فقط في جانب العبادة والجانب الأخروي ؟!، فأين المهن والصناعات والحرف التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ؟ أين التخطيط العسكري الذي كان يقوم به ؟ أين العلاقات الخارجية والدبلوماسية التي كان يشرف عليها بنفسه في عهده صلى الله عليه وسلم ؟ أين عمله على الأمن الاجتماعي ؟ أين إدارة الأزمات ومواجهة التحديات ؟ كل هذا وغيره كان في زمانه صلى الله عليه وسلم . علينا أن نعود ونحكِّمه صلى الله عليه وسلم فيما نحن فيه الآن .
5- إن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أصح تأريخ لنبي مرسل ، بل نستطيع أن نقول : إنه النبي الوحيد الذي ولد تحت ضوء الشمس ، لأن كل حركة بل كل سكون في حياته مكتوب ومدوّن ... فمتى نعود إليه صلى الله عليه وسلم ؟
6- لقد شاء الله تعالى أن يُنشِّأه يتيما حتى يُفرّغ قلبه عن أن يتعلق بمعاني الأبوة أو الأمومة ، ويظل هذا القلب المحمدي متفرغا لما يفيضه عليه الحق جلا وعلا .
7- لقد شاء الله تعالى أن يُنشِّأه أميًّا حتى يقطع صلته بثقافة الأرض ، ويكون مرتبط الصلة بثقافة السماء ، فنحن امة النبي نعيش مادية الأرض بقيم السماء .
8- لقد جاءنا رسول الله بالسلام العالمي ، فتخيل أن تكون حصيلة قتلى كل الغزوات على عهده صلى الله عليه وسلم (386) قتيلاً ، منهم (183) شهيدًا مسلمًا ، و (203) هم قتلى المشركين .. بينما نجد الفيلسوف " فولتير " مثلا يحصي لنا ضحايا الحروب الدينية النصرانية بين الكاثوليك والبروتستانت أنه عشرة ملايين أي 40% من شعوب وسط أوربا .
9- إن ما يقرب من 75% من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت كلها في الأخلاق ..... فمتى نعود إلى ما دعانا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهو الذي اختزل لنا رسالته قائلا : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " .
10- إن النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الخلق العظيم بتقييم الله العظيم ، فلا تقييم بعد تقييم الله عز وجل .... فهلا انتبهنا لذلك ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق