الأربعاء، 6 فبراير 2013

عجيب أمر "الفيسبوكيين" !!

عجيب أمر أولئك الفيسبوكيين!!!
 د. شهاب الدين أبو زهو
أرى معاشر الفيسبوكيين:
- إذا وقفوا على خبر غريب: نشروه!!
- وإذا اطلعوا على صورة نادرة: شيَّروها!!
- وإذا جاءهم نبأ فضيحة: أذاعوها وطَيَّرُوها!!
- وإذا كَتَبَ أهلُ العلم والتخصص والخبرة - كل في مجاله - مقالة قصيرة أو طويلة: أهملوها.. ولم يشيروها أو يذيعوها أو ينشروها!!!

- فترى الفرق بين نشر الغرائب والفضائح والأخبار الوقتية وبين نشر العلوم النافعة التي تؤسس حضارة الأمة وتقيم عمادها وتؤهل أفرادها= فرقا شاسعا واسعا هائلا، كما بين الأرض والسماء، والثَرَى والثُّرَيَّا، والمشرق والمغرب!!!

- أما الأمور السطحية: فإنهم يشيرونها بالألوف بل أكثر!!!
- وأما الأمور الأساسية: فإنهم لا يشيرونها بأرقام بخسة معدودة وكانوا فيها من الزاهدين، بل كان أكثرهم عنها من المصروفين!!

- ولست أرى وصفا لأولئك الزاهدين المصروفين عن نشر العلم النافع المتعلق بأساس الدنيا والدين، سوى ما حصل مع ذلك الإمام الكبير سُفْيَان الثَّوْرِيّ (شَيْخُ الإِسْلاَمِ، إِمَامُ الحُفَّاظِ، سَيِّدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ فِي زَمَانِهِ، ت: 161هـ):
قال رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ: قدم سفيان الثوري عسقلان فمكث ثلاثا لا يسأله إنسان عن شيء فقال : « اكتر لي أخرج من هذا البلد هذا بلد يموت فيه العلم ».
وقال عطاء: دخلتُ على سعيد بن المُسَيّب (عَالِمُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَسَيِّدُ التَّابِعِيْنَ فِي زَمَانِهِ، ت: بعد 90هـ) وهو يَبْكي، فقلتُ: ما يبكيك؟
قال: لَيْسَ أَحَدٌ يَسْأُلُنِي عَنْ شَيْءٍ.

- والأعجب أنك ترى الواحد من معاشر الفيسبوكيين مشغولا ومهتما بتوافه الأخبار وسفاسف الأمور، ويُنْفِقُ مِنْ عُمْرِه بسخاء من أجل نشر تلك التوافه والسفاسف!! ما لا يقضي عُشْرَ مِعْشَارِه في نشر الثوابت وتعليم الناس الفقه في الدين عقيدة وشريعة، تفسيرا وفقها وحديثا وفكرا، بل وطبا وهندسة وزراعة واقتصادا وتربية،وفي كلمتين: دنيا ودين!!
وتذكرت قول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم حين قال: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ».
وصدق ابن المبارك (الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، عَالِمُ زَمَانِهِ، وَأَمِيْرُ الأَتْقِيَاءِ فِي وَقْتِهِ، ت: 181 هـ) حين قال: عَجِبْتُ لِمَنْ لَمْ يَطْلُبِ العِلْمَ كَيْفَ تَدْعُوهُ نَفْسُهُ إلَى مَكْرُمَةٍ؟!

أيها الفيسبوكيون:
أَحْيُوا قلوبكم ودينكم وأمتكم بالعلم النافع فذلك خير لكم لو كنتم تعلمون.
قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (الإِمَامُ، الصَّادِقُ، الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، ت: 148هـ): «القُلُوبُ تُرَبٌ، وَالعِلْمُ غَرْسُهَا، والمُذَاكَرَةُ مَاؤُهَا، فَإِذَا انْقَطَعَ عَنْ التُّرَبِ مَاؤُهَا جَفَّ غَرْسُهَا».
ألاَ هلْ بَلَّغْتُ؟
اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ!

(اللَّهُمَّ اسْتَخْرِجْ مِنِّي ما يُرضيك عنِّي، ويَفتحُ قلوبَ عِبادك، ويَهديهم إليك، ويَدُلُّهم عليك).
(أَعَدَّهُ وَكَتَبَهُ: راجي عفو ربه العلي: أبو محمد الأزهريُّ السَّكَنْدَرِيُّ، د/ شهاب الدين محمد أبو زهو).
http://www.facebook.com/Dr.Shehababozahw

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق