الجمعة، 12 يوليو 2013

شهر رمضان .. أمل المسلمين في النصر


شهر رمضان .. أمل المسلمين في النصر
كريمة الجندي
شهر رمضان هو شهر مميز عند المسلمين جميعا، يأتى فى الشهر التاسع فى التقويم الهجرى بعد شهر شعبان.. ويختلف عن باقى الشهور الهجرية بالنسبة للمسلمين فهو شهر الصوم شهر النفوس النقيه شهر تزكية النفس والتقرب من الله، تفتح فيه ابواب الرحمة وتغلق فيه أبواب النيران..تباع فيه الزينه وتعم فيه الفرحة، ويسود فيه الود والمحبة.
عانى المسلمون كثيرا منذ ظهور الاسلام واشتد البلاء عليهم مما جعل الكفاريحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش لكى يردوهم عن دينهم فمنهم من كان يرتد وقلبه مطمئن بالايمان  ومنهم من تصلب قلبه على الايمان.وأدى هذا التعذيب الى دفع المسلمين الى الخروج من مكه متخفيين سرا خوفا وخشية من القتل الى الهجره منها الى الحبشه ثم الى المدينة فى جنح الليل والظلام السائد.
وبعد هذه المحنه العظيمة جاء انتصار المسلمين فى معركة بدر الكبرى التى وقعت فى رمضان منالعام الثانى من الهجرة ..وأعتبر هذا الانتصار  بمثابة الفيصل الحاسم بين انحسار الكفر البوَّاح،وبداية غلبة الإسلام في شبه الجزيرة العربية، إن هذا الانتصار الحاسم في غزوة بدر، يُعتبر سنةمن سنن الله في كونه الرحيب، حيث إن النور يطرد الظلمة والهُدى يطرد الضلال،في الأيام التاليةلرمضان مباشرة،وقعت غزوة الخندق التي انتصر فيها المؤمنون، على معاقل الشرك.
وبعد سنوات، كان فتح مكة بعد نقض الاتفاق الذى كان بين كل من المسلمين بقيادة رسول الله صلىالله عليه وسلم وبين مشركى قريش، هذا الاتفاق الذى نص على وضع الحرب عشر سنوات بينالجانبين وقد دخلت خزاعة في عهد المسلمين ودخلت بنو بكر في عهد قريش الى ان غارت بنو بكربمساعده قريش على خزاعة وقتلت العديد منها، فتحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شهررمضان متجها الى مكة والتى أخرج منها قبل ثمان سنوات متخفيا يخشى القتل، ففتحها ودخلها المسلمون أعزة، مطأطئي الرؤوس لله عز وجل، ليكون ذلك الفتح العظيم إيذانا ببدء مرحلة جديدة في تاريخ الدولة الإسلامية.
وبعد عدة قرون، كان الغزو التتري المشئوم لبلاد المسلمين، يهلك الحرث والنسل ويقضي على الأخضر واليابس، فقتل مئات الآلاف من المسلمين، وذبح الخليفة العباسي في بغداد، فدب الرعب في قلوب المسلمين، حتى باتوا يسلموا مدنهم وقراهم دون قتال، حتى انبرى سيف الدين قطز الذيذبح التتار أبوه وجده وتسببوا في مقتل كل أهله- وتقدم لقيادة جيش مصر، ليلتقي التتار في الخامس عشر من رمضان عام 658 للهجرة، ويلقنهم هزيمة ساحقة، قضت على كل آمالهم في البقاء ببلاد الإسلام.
وتتوالى الانتصارات فى شهر رمضان، ففى اليوم السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق 10 رمضان قام الجيش المصرى بالهجوم المفاجئ على الجيش الصهيوني -الذى احتل كل  سيناء- إلا أن الجيش المصري لم يترك أرضه وضحى بالغالى والنفيس وحملوا ارواحهم على ايديهم ليستردوا أرضهم سيناء وهزيمته هزيمه ساحقه.
وفى هذا الانتصار العظيم، انتصار أكتوبر/رمضان المجيد استطاعت قواتنا المسلحة ان تحطم اسطورة ان الجيش الصهيوني جيش لا يهزم واستطاعت بقدرات ابنائها وايمانهم وعزيمتهم القويمة ان تتجاوز مانع خط باريف الحصين وان تدمره تدميرا كليا رغم التفوق العسكرى والفارق فى تطور الاسلحة لدى الجانب الصهيوني وقضى على الجيش الاسطورى الذى لا يقهر.
وفي زماننا هذا، يتعرض المسلمون في كافة بقاع العالم، إلى الظلم والقهر والنهب، وما من بقعة إلا وتسفك فيها دماء المسلمين، مثل الشيشان وأفغانستان والعراق وفلسطين وبورما ..وغيرها.
وفي سوريا يتعرض المسلمون للعديد من أساليب الظلم والقهر والتعذيب وهناك مئات الالاف منالشهداء والمصابين والجرحى وملايين النازحين، الذين فارقوا اهلهم دفاعا عن الاسلام ودين الله عز وجل فندعوا الله عز وجل أن يجعل شهر رمضان شهر الخير والانتصار ونهايه للمأساه التى يعيشونها ونهايه للحزن وبدايه للفرح كما كان على جميع المسلمين قبل ذلك.
وفى مصر -التى أنعمها الله بذكره لها فى القرآن الكريم وخصها بالأمن والامان- يزداد ايذاء المسلمين ويزداد القتل والسلب والنهب وعدم الاستقرار، وحالة الاحتقان السائدة بين أطياف المجتمع،نأمل من الله أن ترجع مصر بلد الامن والامان وأن يكون رمضان شهر انتصار للمسلمين بها، وأن يكون شهر السلام وأن تنتهى به بحور الدماء.
ومن هذا التاريخ المضئ لشهر الانتصارات شهر رمضان، فكلنا أمل فى الله عز وجل أن يجعل هذا الشهر رحمة للمسلمين فى كل مكان وأن يجعله شهر الانتصار على كل الاعداء داخل البلاد وخارجها، وأن يكون نهايه لبحور الدماء، وبدايه للأمن والأمان وأن تعم فيه الفرحه كما كان، وأن يعز، وينصرالاسلام والمسلمين فى كل مكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق