الخميس، 15 مارس 2012

الرئيس الإسلامي والاستبداد


كلمتين وبس
عبد الرحمن المراكبي

بعض النخبة يزعمون أن الرئيس ذو التوجه الإسلامي سوف يتحول إلى ديكتاتور مستبد بمجرد وصوله للحكم ولذلك يُبدون تخوفهم من نجاحه ، ولا شك أن تخوفهم مطروح وبشدة في حالة حكم الليبراليين والعلمانيين أيضاً ، وللدلالة على ذلك من التاريخ نجد أن الديمقراطية قد أتت بأعظم ديكتاتور عرفته البشرية في العصر الحديث : " أدولف هتلر " في ألمانيا ؛ ذلك الديكتاتور الذي تسبب في مقتل أكثر من 75 مليون شخص .
أيضاً جاءت الديمقراطية بـ "موسوليني " في إيطاليا & "فرانكو " في أسبانيا & " أتاتورك " في تركيا ؛ وقبل هؤلاء : " نابليون " في فرنسا & " لينين " ثم " ستالين " في الاتحاد السوفيتي ، وقبل كل هؤلاء جاء : " كرومويل " & " ريشيليو " & " لويس الرابع عشر " & " روبسبيير " ؛ ألم يكن كل هؤلاء المستبدين الديكتاتوريين أبناء شرعيين للديمقراطية ؟! أليست الديكتاتورية في حقيقة أمرها وليدة الديمقراطية نفسها ؟!
وفي المقابل نجد أن الدولة الإسلامية دولة شرعية لا تعرف الاستبداد باسم الدين ، والنظام السياسي الإسلامي لا يقر بحال سيطرة الديكتاتور وإن ادعى أنه حاكم عادل ، لأن الحاكم في هذا النظام هو في الأصل محكوم بشرع سماوي حكيم يحقق مصالح العباد في الدنيا وفي الآخرة ، ولا يجوز له أن يخرج عن أحكام هذا الشرع ، كما أنه نظام يقوم في الأساس على العدل والمساواة وإقرار الحقوق والحريات وإعمال مبدأ الشورى ، فالسيادة في الدولة الإسلامية لله تعالى متمثلة في أحكام شريعته الخالدة ، ولا سيادة ولا وصاية لفرد من الأفراد ولا لطبقة من الطبقات على الأمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق