الاثنين، 18 نوفمبر 2013

استعادة القيم (2) سمات النخب المستلبة الهوية



استعادة القيم (2)
سمات النخب المستلبة الهوية
*  * * * * *

بتصرف من تغريدات الدكتور محمد البشر "
"@m_s_albishr"

أستاذ الإعلام السياسي في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض


تعرض المجتمع مؤخراً لحرب أفكار انطلقت سهامها من محورين : أحدهما خارجي ، والآخر داخلي ، والمحور الداخلي أشد خطورة على هوية المجتمع وقيمه ؛ والهدف المشترك لهذه السهام هو خلخلة المجتمع وتمييعه ، وهدم للمعتقد وتشكيك في الثوابت تنفيذا لاستراتيجية الاختراق من الداخل.

ومعاول الهدم الداخلي للقيم نوعان:
الأول : جاهل وأحمق، همه الارتزاق والركض المحموم في طابور الوجاهة الاجتماعية في البلاط .
والثاني : من يتعمد نسف القيم بلسان الحال والمقال وينادون بالانصهار في ثقافة الأجنبي وهم عنوان الانحطاط للأمم .
وهذا الأخير يود أن يكثر (جيل العمى) في المجتمع عندما يتخلى عن هويته وقيمه يظهرون بوجوه (كأنما أُغشيت قطعا من الليل مظلما) .
هؤلاء وأولئك لا ينشطون إلا في حالات الضعف التي تمر بها الأمة ، ولا يزرعون بذور التغريب إلا إذا هبت رياح الأجنبي ؛ يجتمعون إذا استوقد العدو لهم ناراً ، كلما أضاء لهم الأجنبي طريقاً مشوا فيه ، وإذا أظلم عليهم سقطوا.
من سماتهم أنهم متنفذون في دوائر صنع القرار ومسيطرون على منافذ الرأي، لهم في كل قناة وصحيفة
سوق ومنتدى ، يرصون صفوفهم ، ويشحذون طاقاتهم في كل قضية أو مناسبة ، ماكرون في توظيف الإمكانات ، وبارعون في التقلب والمخادعة .
يركبون مطية الدين بدعوى تجديده تارة ، ويهجمون عليه تارات أُخر ، يزايدون على الوطنية وهم أعق أبنائها ، لهم في (الدين) و( الوطنية ) مشارب لا يستعذبها إلا العدو أو من في قلبه مرض ، وهم اليوم أشد على الهوية والقيم من خطر الخارج.
ذلك بأنهم قد أسفروا عن وجوه لئيمة ، وشخصية مستلبة، وأماطوا الأقنعة الخادعة وجهروا بخبث المعتقد ؛ ومن الملاحظ دوماً على هؤلاء المستلبين المخذلين أن الوطن إذا مر بفاجعة نكصوا على أعقابهم وتواروا كأنهم أعجاز نخل منقعر.
هؤلاء ومن على شاكلتهم كمثل الطفيليات التي تكثر على حواف النهر، لكنها لا يمكن أن تحيل الماء الطهور نجساً.
لسنا مجتمعا ملائكيا منزها عن الأخطاء، أو ساكنا لا يقبل التغيير، أو جامدا لا يرغب التطوير، بل نجزم أن معطيات الواقع تفرض انتفاضة شاملة في الإصلاح لمجاراة الحاضر ومبشرات المستقبل ، لكننا في الوقت نفسه ندرك أن التغيير والتطوير لابد أن يتما وفق منظومة القيم التي نؤمن بها ، آخذين بشروط النهوض الحضاري التي تحددها ثوابت ديننا ومعايير مجتمعنا وملامح ثقافتنا.
ولذلك فإن المجتمع يرفض أن يقود المستلبون الركب ، حتى لا يصلوا به إلى التهلكة تحت مظلة المدنية المزعومة.
إن وعي المجتمع بصفاتهم كفيل بتعجيل لحظات فنائهم ، وما ظلمهم الناس ولكن أنفسهم يظلمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق