راجع التاريخ فسترى هذه الصورة تتكرر كثيراً: الإمام أحمد مثلاً وقفت
الدولة بكامل قوتها و بكل سلطاتها لتجبره على كلمة واحدة ( و هي القول بخلق
القرآن) فعجزوا، و أعزه الله و خرج و هو إمام المسلمين.
شيخ الإسلام سجنته الدولة أيضاً لتقضي على فكره و آراءه، فكان ماذا ؟ كان
الناس يفدون إلى السجن ينتظرون كتاباته و فتاويه التي يلقي بها إليهم
ليتعلموا منه امر دينهم... و بقي ذكر شيخ الإسلام و إلى مزبلة التاريخ إلقي
بمن حبسوه.
و في العصر الحديث رأينا ما كان من أمر سيد قطب لما واجه الدولة في قوة و رفض أن يتنازل و لا أن يلين و لو بكلمة.
و إنني أتسائل: هل فرح الإنقلابيون بهذا اليوم؟ هل تم لهم ما خططوا له من
استنساخ ما حدث لمبارك و تكريره حرفياً كنوع من التشفي و الانتقام الذي لا
يحسنون غيره؟ هل انتشوا بقوتهم و انتفخوا بسطوتهم؟!!
لقد اختلفت كثيراً مع الرئيس مرسي ، بل و كنت رافضاً لترشحه من الأساس، و رافضاً و لا زلت لكثير من سياساته .
لكنني اليوم أقول له : إثبت يا ريس، أنت الأعز و هم الأذلون.
لقد رفعك أصحاب البيادات العقلية من حيث أرادوا أن يذلوك. و سجنوا أنفسهم هم و حرروك.
إثبت على موقفك، "احرق دمهم" بابتسامتك.... انظر إليهم باستخفاف كما نظرت
اليوم... انظر إليهم من أعلى و قل في نفسك: " الحمد لله الذي عافاني مما
ابتلاكم به "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق