الأحد، 14 مارس 2010

بين العلم والمال والجهل


بين العلم والعقل

علم العليم و عقل العاقل اختلفا ***من منهما الذي قد أحرز الشرفا

العلم قال أنا أحرزت غايته *** و العقل قال أنا الرحمن بي عرفا

فأفصح العلم إفصاحا و قال له *** بأينا الرحمن في قرآنه اتصفا

فبان للعقل أن العلم سيده ***فقبل العقل رأس العلم و انصرفا
 


بين العلم والمال

العلم خير من المال 
العلم يحرسك وأنت تحرس المال 

المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق
بالعلم يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد مماته
وصنيعة المال تزول بزواله ومحبة العالم دين يدان بها
العلم حاكم والمال محكوم عليه 
 مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة. 

 بين العلم والجهل
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر : نظرت إلى الناس فرأيتهم ينقسمون بين عالم وجاهل. 
فأما الجهال فانقسموا، فمنهم سلطان قد ربي في الجهل ولبس الحرير وشرب الخمور وظلم الناس، وله عمال على مثل حاله، فهؤلاء بمعزل عن الخير بالجملة. 
ومنهم تجار، همتهم الإكتساب، وجمع الأموال، وأكثرهم لا يؤدي الزكاة، ولا يتحاشى من الربا، فهؤلاء في صور الناس. 
ومنهم أرباب معاش، يطففون المكيال، ويخسرون الميزان، ويبخسون الناس، ويتعاملون، بالربا وهم في الأسواق طوال النهار لا همة لهم إلا ما هم فيه، فإذا جاء الليل وقعوا نياما، كالسكارى، فهمة أحدهم ما يأكل ويلتذ به، وليس عندهم من الصلاة خبر، فإن صلى أحدهم نقرها أو جمع بينها، فهؤلاء في عدد البهائم. 
ومن الناس ذو رذالة في جميع أحوالهم فهذا كناس، وهذا زبال، وهذا نخال، وهذا يكسح الحش، فهؤلاء أرذل القوم. 
ومنهم من يطلب اللذات ولا يساعده المعاش فيخرج إلى قطع الطريق، وهؤلاء أحمق الجماعة، إذ لا عيش لهم. 
فإن إلتذوا لحظة بأكل أو شرب فحركة الريح قصبة هربوا خوفا من السلطان، وما أقل بقاءهم، ثم القتل والصلب مع إثم الآخرة. 
ومنهم أرباب قرى قد عمهم الجهل، وأكثرهم لا يتحاشى من نجاسة، فهم في زمرة البقر. 
ورأيت النساء ينقسمن أيضا، فمنهن المستحسنة التي تبغي، ومنهن الخائنة لزوجها في ماله. 
ومنهن من لا تصلي ولا تعرف شيئا من الدين، فهؤلاء حشوا النار. 
فإذا سمعن موعظة فإنها كما مرت على حجر. إذا قرئ عندهن القرآن، فكأنهن يسمعن السمر. 
وأما العلماء فالمبتدئون منهم ينقسمون إلى ذي نية خبيثة يقصد بالعلم المباهاة لا العمل، ويميل إلى الفسق ظنا إن العلم يدفع عنه، وإنما هو حجة عليه. وأما المتوسطون والمشهورون، فأكثرهم يغشى السلاطين ويسكت عن إنكار المنكر. 
وقليل من العلماء من تسلم له نيته، ويحسن قصده. 
فمن أراد الله به خيرا رزقه حسن القصد في طلب العلم، فهو يحصله لينتفع به وينفع، ولا يبالي بعمل مما يدل عليه العلم. 
فتراه يتجافى أرباب الدنيا، ويحذر مخالطة العوام، ويقنع بالقليل خوفا من المخاطرة في الدنيا في تحصيل الكثير. 
ويؤثر العزلة، فليس مذكرا للآخرة مثلها. وليس على العالم أضر من الدخول على السلاطين، فإنه يحسن للعالم الدنيا ويهون عليه المنكر. 
وربما أراد أن ينكر فلا يصح له، فإن عدم القناعة وغلبت نفسه في طلب فضول الدنيا سلم عليه لأنه يتعرض بأربابها. 
وإن الإنسان ليمشي في السوق ساعة، فينسى بما يرى، ما يعلم. 
فكيف إذا انضم إلى ذلك التردد إلى الأغنياء والطمع في أموالهم. 
فأما الوحدة فإنها سبب رجوع القلب وجمع الهم، والنظر في العواقب والتهيؤ للرحيل وتحصيل الزاد. 
فإذا انضمنت إليها القناعة، جلبت الأحوال المستحسنة. 
ولا تحسن اليوم المجالسة إلا لكتاب يحدثك عن أسرار السلف. 
فأما مجالسة العلماء فمخاطرة، إذ لا يجتمعون على ذكر الآخرة في الأغلب. 
ومجالسة العوام فتنة للدين، إلا أن يتحرز في مجالسهم ويمنعهم من القول فيقول هو ويكلفهم السماع. 
ثم يستوفز للبعد عنهم، ولا يمكن الإنقطاع الكلي إلا بقطع الطمع، ولا ينقطع الطمع إلا بالقناعة باليسير أو يتجر بتجارة، أو أن يكون له عقار يستغله. 
فإنه متى احتاج تشتت الهم، ومتى إنقطع العالم عن الخلق وقطع طمعه فيهم وتوفر على ذكر الآخرة فذاك الذي ينفع وينتفع به. 
والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق