الآن.. وليس غدًا
د. محمد داوود
أتأمل أيام العمر وكيف مضت، وإن كان عامة الناس يحسبون أعمارهم بالأيام والشهور والسنوات، فأهل الحكمة والصلاح يحسبون أعمارهم بقدر ما ينجزون فيها من أعمال عظيمة تنفع فى دنياهم، وخيرات يثابون عليها فى أخراهم.
والمتأمل لأيام العمر يجد أن كل مفقود يفقده الإنسان يتعلق بعودته أملاً، إلا العمر؛ فإنه إن مضى لا يعود أبدًا، فكل لحظة حياة أنعم الله بها على الإنسان فرصة لإنجاز الخيرات وفعل الصالحات.
لكن ما الذى يعطل عمارة الأوقات ويؤخر إنجاز الأعمال النافعة فى الدين والدنيا؟
والمتأمل لواقع حياتنا المعاصرة يرى أن فى قمة المعطلات تلك العادة التى استحكمت فينا - إلا من رحم ربى - إنها عادة التسويف والتأجيل لما يطلب إنجازه من أعمال لا لسبب سوى التراخى والتكاسل، وتضيع آلاف الساعات، وتفقد عشرات الأيام دون إنجاز عمل، وأنت ترى وتسمع من يُؤجل فعل الخيرات أو ترك المنكرات إلى أيام قادمة، كقولهم: من أول الشهر سأصلى.. من أول الأسبوع سأستذكر.. حين تتحسن الظروف سأقلع عن التدخين.. ومع التسويف تتأجل أعمال كثيرة فيها النفع فى الدنيا، وفيها الثواب فى الآخرة.
والقرآن الكريم ينقلنا من هذا التراخى والتسويف إلى الجدية والمبادرة لفعل الخيرات والمسارعة إلى الصالحات، قال الله تعالى:
"وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا" (البقرة/148). "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران/ 133). "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة/9).
ومن كانت حجته الانتظار حتى تتحسن الظروف، فيكفيه هذا الجواب المقنع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنظرون إلا فقراً مُنْسِيًا، أو غنًى مُطْغِيًا، أو مرضًا مفسداً، أو هرمًا مُفَنِّدًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدجَّال؟ فَشَرُّ غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمرُّ".
وهكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفورية فى إنجاز الأعمال، ولا يخفى على مؤمن أن التسويف والتأجيل من وسائل الشيطان التى يفسد بها على العبد عمره.. وظروف الغد فى علم الله، ومن يدرى لعل ظروف الزمن المقبل لا تكون خيراً مما أنت فيه.
فاستفد بما بين يديك.. واستثمر الفرصة قبل أن تمضى ثم لا تعود أبدًا، وأنعم بها من نصيحة يكرمنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الحاكم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
أخى المؤمن.. إن كنت جادًّا فى سيرك إلى الله فاستعن بالله ولا تعجز.. وابدأ الآن.. وليس غدًا؛ فالغد ليس ملكًا لنا.
والمتأمل لأيام العمر يجد أن كل مفقود يفقده الإنسان يتعلق بعودته أملاً، إلا العمر؛ فإنه إن مضى لا يعود أبدًا، فكل لحظة حياة أنعم الله بها على الإنسان فرصة لإنجاز الخيرات وفعل الصالحات.
لكن ما الذى يعطل عمارة الأوقات ويؤخر إنجاز الأعمال النافعة فى الدين والدنيا؟
والمتأمل لواقع حياتنا المعاصرة يرى أن فى قمة المعطلات تلك العادة التى استحكمت فينا - إلا من رحم ربى - إنها عادة التسويف والتأجيل لما يطلب إنجازه من أعمال لا لسبب سوى التراخى والتكاسل، وتضيع آلاف الساعات، وتفقد عشرات الأيام دون إنجاز عمل، وأنت ترى وتسمع من يُؤجل فعل الخيرات أو ترك المنكرات إلى أيام قادمة، كقولهم: من أول الشهر سأصلى.. من أول الأسبوع سأستذكر.. حين تتحسن الظروف سأقلع عن التدخين.. ومع التسويف تتأجل أعمال كثيرة فيها النفع فى الدنيا، وفيها الثواب فى الآخرة.
والقرآن الكريم ينقلنا من هذا التراخى والتسويف إلى الجدية والمبادرة لفعل الخيرات والمسارعة إلى الصالحات، قال الله تعالى:
"وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا" (البقرة/148). "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران/ 133). "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة/9).
ومن كانت حجته الانتظار حتى تتحسن الظروف، فيكفيه هذا الجواب المقنع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنظرون إلا فقراً مُنْسِيًا، أو غنًى مُطْغِيًا، أو مرضًا مفسداً، أو هرمًا مُفَنِّدًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدجَّال؟ فَشَرُّ غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمرُّ".
وهكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفورية فى إنجاز الأعمال، ولا يخفى على مؤمن أن التسويف والتأجيل من وسائل الشيطان التى يفسد بها على العبد عمره.. وظروف الغد فى علم الله، ومن يدرى لعل ظروف الزمن المقبل لا تكون خيراً مما أنت فيه.
فاستفد بما بين يديك.. واستثمر الفرصة قبل أن تمضى ثم لا تعود أبدًا، وأنعم بها من نصيحة يكرمنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الحاكم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
أخى المؤمن.. إن كنت جادًّا فى سيرك إلى الله فاستعن بالله ولا تعجز.. وابدأ الآن.. وليس غدًا؛ فالغد ليس ملكًا لنا.
المصدر : اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق