السبت، 27 نوفمبر 2010

اكفل لاعباً .. بدلاً من أن تكفل يتيماً !


اكفل لاعباً .. بدلاً من أن تكفل يتيماً !

غريبٌ أمر هؤلاء القائمين على الإدارة في نادي الزَّمالك للألعاب الرياضيَّة! لقد اعتدنا أن نَدْعو النَّاس إلى التبَرُّع بالأموال لمساعدة الفقراء والمساكين والأيتام، أو الضحايا والمنكوبين في إحدى البلاد الشقيقة، وغير ذلك من أوجه الخير، لكن العجيب أن نَجِد مَن يدعونا إلى التبَرُّع ولو بِجُنيه لدفع الملايين المستحقَّة لأحد اللاعبين في أحد النوادي!

أكتب هذا الكلام بعد أن عَلِمت أنَّ مَجلس إدارة نادي الزمالك ينوي إطلاق حَمْلة تبَرُّعات يدعو فيها عُشَّاقه ومُحبِّيه إلى الإسهام في حلِّ الأزمة الماليَّة التي يَمرُّ بها النَّادي تحت شعار "ناديك يُناديك"؛ وذلك مِن أَجْل دفع الأموال المستحقَّة للاَّعبين والتَّفاوض مع لاعبين جدد.
وقد ذكرت "CNN العربية" أنَّ النادي قد أرسل طلبًا إلى المجلس القومي للرياضة ووزارة الشؤون الاجتماعية؛ للحصول على مُوافقتهما لإطلاق حَملة تبرُّعات من أحِبَّاء ومُناصري النادي؛ وبالفعل فقد حصل النادي على مُوافقة المجلس القومي للرِّياضة، ومُوافقة الجهة الإدارية المختصَّة، متمثِّلة في مديرية الشَّباب والرِّياضة بالجيزة، وأكَّد رئيس مَجلس إدارة النادي أنَّ هناك اتِّصالاتٍ مع بعض شركات المَحمول أيضًا لتنظيم حَملة التبَرُّعات عَبْر الرسائل القصيرة SMS.

هكذا أصبح شعار مَجلس إدارة النادي: اكْفُل لاعبًا يتقاضى الملايين، بدلاً من أن تكفل يتيمًا لا يَجد سوى الملاليم.

تابعت هذا الخبر في وسائل الإعلام، وكيف تناوله شبابنا على شبكة الإنترنت ما بين مُؤيد ومُعارض، فالبعض يرفض الفكرة من أساسها؛ خوفًا على سُمعة النادي وتاريخه، والبعض الآخر يعارض هذه الفكرة، ليس من منطلق أن هذه الأموال سوف تذهب إلى لاعبين يتقاضون الملايين، ولكن من منطلق أن هذا نوع من أنواع التسول، وأن على إدارة النادي ورجال الأعمال المحبين له أن يتبرعوا بالأموال بعيدًا عن هذه الحملة.

والسؤال الذي دار في خاطري هو: هل أصبَحْنا دولة غنيَّة، ولَم يَعُد هناك فقراء ولا مُحتاجون؟ وهل قُمْنا بِحَلِّ مشاكلنا الاقتصادية والتعليمية والصحِّية حتى نوجِّه تبَرُّعاتنا لسداد مديونات اللاعبين؟ وهل أصبَح الشَّعب يتمتَّع بفائضٍ عن حاجته حتَّى يكفلَ لاعبِي نادي الزَّمالك، ويَدْفع لهم الملايين مقابل استمرارِهم في النادي وتجديد عقودِهم؟!
عندها تذكَّرتُ قول المتنبِّي:
وَكَمْ ذَا بِمِصْرَ مِنَ الْمُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالْبُكَا

هناك تعليقان (2):

  1. أمرهم غريب وعجيب !! سبحان الله

    وستجد بعض المغفلين الحاملين لهم إصلاح النادى
    - بزعمهم - متقدمين بالتبرعات والملايين لإقامة النادى والله المستعان

    جزاك الله خيراً أخى عبدالرحمن
    أخوك محمد الصادق

    ردحذف