الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

من يحرق مصر؟

من يحرق مصر؟

عبد الرحمن المراكبي

سؤال يدور في أذهان كل المصريين ، وتتفاوت الإجابة عنه حسب رؤية كل شخص وتوجهاته وانتماءاته ، فالبعض يوجه أصابع الاتهام في المقام الأول إلى المجلس العسكري متهماً إياه أنه يريد البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة ، أو أنه يخاف أن يحاسبه الشعب عن أعماله في عهد النظام السابق بعد أن يترك السلطة ؛ والبعض الآخر يوجه أصابع الاتهام إلى زوجة المخلوع والمحتجزين في سجن طرة وفلول النظام السابق ؛ وآخرون يوجهون أصابع الاتهام إلى الأجندات الخارجية والداخلية وإلى الخاسرين في انتخابات مجلس الشعب من الأحزاب الكرتونية أوأصحاب المصالح الخاصة ؛ بينما يوجه مجلس الوزراء أصابع الاتهام إلى ما أسماه باللهو الخفي ؛ وللأسف الشديد لا يعرف أحد منا من يحرق مصر حقاً؟!

علينا أن نعلم أن هذا ليس وقت تبادل للاتهامات بينما لا تزال دماء المصريين تنزف بأيدي إخوانهم ، إن دماء المصريين غالية على مصر ، وتراب مصر لا يحتاج إلى المزيد من دماء أبنائه إلا في الجبهة عند الدفاع عن أرض الوطن ضد أي معتد خارجي.

من يُصدر التعليمات ؟

لم يعد مقبولاً أن يضحك علينا المجلس العسكري ويلقي بالتهمة على جندى أو ضابط صغير ، لا بد من معرفة من يُصدر التعليمات لهؤلاء الجنود بالتعامل مع المعتصمين بهذه الدرجة من القسوة والغل والانقضاض الوحشى والمعاملة غير الإنسانية ؛ من حقنا أن نعرف مَن الذى أصدر إليهم أوامر الانقضاض الوحشي على المعتصمين وجعلهم يستبيحون دمائهم وأعراضهم وكرامتهم بهذا الشكل السافر والمهين .

موقف الإسلاميين :

لم يعد مقبولاً من الفضائيات الدينية ومشايخ الوسطية أن ينظروا إلى الأحداث من جانب واحد ويلقوا باللوم كله على المعتصمين ويتهموهم بالتخريب ، لا شك أن بينهم مندسون يريدون إشعال الفتنة ويستغلون الاعتصامات والتظاهرات لإفساد مطالب الناس وتعكير صفو الحرية والديمقراطية ، ولكن في المقابل يا علمائنا الأكارم عليكم أن تلقوا باللوم على القائمين على شئون البلاد الذين غابت عنهم الحكمة في التفريق بين البلطجية والمتظاهرين الأحرار الخائفين على هذا الوطن سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا إلا أن لهم وجهة نظر لا بد أن تُحترم ، إن أنكرتم على المعتصمين تارة فعليكم أن تنكروا على المجلسين العسكري والوزاري تارات وتارات .

إلى إخواني المعتصمين :

لست ضد الاعتصام السلمي ولكن لم يعد مقبولاً منكم أن تستمروا في اعتصامكم طالماً أنكم لا تستطيعون التعرف على هؤلاء المندسين وطردهم من الاعتصام ، لماذا لم تعد هناك لجان شعبية لتفتيش الداخلين والخارجين كما كان يحدث في التحرير أثناء الثورة ، إن لم تنجحوا في إظهار هؤلاء على حقيقتهم فلتعودوا إلى بيوتكم ثم تعتصموا بعد ذلك ، لماذا لا نعتصم في إحدى الحدائق العامة كما اقترح أحد الكتاب المحترمين حتى لا نعطل مصالح الشعب ، لماذا لا نعطي فرصة لحكومة الإنقاذ ونرى هل تنجح في إدارة البلاد في هذه الفترة أم لا ، كيف لي كمعتصم أن أمنع رئيس الوزراء من الدخول من باب المجلس الرئيسي وأجبره على الدخول من باب خلفي ، لماذا أعين نفسي وصياً على إرادة الشعب بأسره ، ومن الذي أعطاني الحق في ذلك ؟

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.

هناك 4 تعليقات:

  1. احييك اخ عبد الرحمن
    كلام حضرتك معقول و حيادي و عقلاني و ممتاز جدا

    ردحذف
  2. بارك الله فيكم أخي الكريم
    شرفنا بمروركم الكريم

    ردحذف
  3. الكلام تمام
    بس انا ليا رأي ليه ماتقولش ان المجلس العسكري هو اللي بيدس البلطجية

    ردحذف
  4. أ. أحمد :
    ذكرت أن أصابع الاتهام وجهت إلى العديد من التيارات وأصحاب المصالح ، وليس لدي دليل على أي من هذه الاتهامات حيث أنني لست جهة تحقيق.
    حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء ، ورد كيد الكائدين في نحورهم

    ردحذف