السبت، 6 أكتوبر 2012

رحلة لأرض الفيروز

إبراهيم السنيطي
رحلة لأرض الفيروز
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل، هكذا استصحبت في ذهني هذا القول المأثور وأنا متوجه إلى هناك، آملا بأن ما لا يدرك جله لا يترك كله. والقصة لا تبدأ عند وصولي ومجموعة من شباب الأزهر إلى سيناء يوم 27 سبتمبر 2012 وإنما بدأت قبلها بنحو شهر.
في يوم 1 سبتمبر 2012 دعيت وزملائي إلى اجتماع تنشيطي -هكذا كنت أسميه- لأكاديمية الداعية المعاصرة، ونبئنا بأن ثم مفاجئة في الاجتماع ستلقى على مسامعنا. 
وبوصولي إلى مقر الاجتماع وتسلمي ورقة الجدول الزمني للاجتماع الذي دام يوم عمل كامل وجدت فيها مكتوبا: من 3-5 ورشة عمل سيناء
كانت أحداث رفح لاتزال في الأذهان فلم يتبادر إلى ذهني سوى أنها زيارة دعوية إلى هناك سيطلب منا القيام بها، وقد كان فعلا. إذ كان المطلوب أن نعد لزيارة إلى أرض الفيروز والانتشار فيها، والحديث مع أهلها، وإطلاق مبادرة بين أهلها بنبذ العنف والاندماج في المجتمع المصري ونبذ العنف وبذر بذور الوسطية بين أهلها.
بدأت ورش العمل التي تقسم فيها أعضاء الأكاديمية من طلاب ومشرفين إلى مجموعات نوعية؛ واحدة ستتخصص في رفع الواقع الاجتماعي، والأخرى في الواقع السياسي والفكري، والأخرى لدراسة مجموعة المفاهيم المطلوب علاجها هناك من تطرف وتكفير ورفع السلاح وغيرها، وأخرى لاقتراح أنشطة يمكن لها حمل هدف الزيارة وتأديته هناك، وهكذا.
ابتدأ العمل كخلية نحل، لا تتوقف عن العمل لا كللا ولا مللا. ورتب المشرفون لنا برنامجا تدريبيا مكثفا لمدة ثلاثة أيام في أيام 12 و 13 و 14 سبتمبر رثما نكون قد أنهينا دراساتنا لسيناء وواقعها الحالي وتاريخها السابق. واستقدموا لنا في هذا التدريب مجموعة من العاملين بالأنشطة التطوعية في سيناء والدارسين لتاريخ الحركات الإسلامية في مصر عموما. وهكذا أعددنا عدتنا للذهاب ووضعنا أهدافنا العملية بما يتفق مع الرسالة التي سنحملها إلى هناك.
وتركت لنا فترة لإعداد أنفسنا وإعداد المواد التي ستقدم هناك إلى أهلنا في سيناء.
وبالتوازي مع هذه الخطوات، نشط المشرفون على الأكاديمية للإعداد لهذه الزيارة، فتم التنسيق بين الأكاديمية ووزارة الأوقاف على رعاية القافلة معنويا ورسميا، والتنسيق بين الجهات الأمنية هناك لتأمين القافلة وتسهيل عملها، والجمعيات الخيرية العاملة في سيناء للتعاون أو تقديم المشورة فيما يتعلق ببعض الأنشطة، ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لزيارة المدارس والجامعات والمعاهد بسيناء.
كنا نتمنى وننتظر أن تشمل الزيارة سيناء كلها، ولكن لضعف الإمكانيات حدد المشرفون والمنسقون لها أن تكون في شمال سيناء فقط. باستثناء المناطق الملتهبة منها - التي كنا نتمنى زيارتها وهي قطعا ميدان عملنا الذي كنا نريد ولكن قدر الله وما شاء فعل- هكذا أعددنا عدتنا وتوكلنا على الله وتحركنا منطلقين بقافلتنا الدعوية إلأى وزارة الأوقاف حيث تم توقيع بروتوكول التعاون بين الأكاديمية والوزارة وفي رأسنا مجموعة من الأهداف التي نروم تحقيقها هناك؛
- 25 خطبة جمعة في مساجد شمال سيناء
- 100 درس في المساجد المختلفة في شمال سيناء
- أنشطة تواصل بالأهالي في بيوتهم ومقار عملهم.
- لقاء القيادات التنفيذية في سيناء
- زيارة المدارس والجامعات هناك
ومما ظنناه شرا وكان خيرا أن أ. عمرو خالد والذي كان مرتبا له مشاركتنا في هذا النشاط قد اعتذر عن الحضور، لعدة أسباب؛ وكان هذا خيرا لنا إذ صاحب توقيع بروتوكول التعاون صخب إعلامي عن حزب عمرو خالد وأن ما يفعله هو استغلال للدعوة والدعاة في نشاط حزبه الجديد وهو ما يجافي الحقية تماما إذ أن الأكاديمية تضم كوكبة متنوعة من خريجي الأزهر والأئمة والخطباء والأساتذة بجامعة الأزهر ممن يختلفون في انتماءاتهم الفكرية والسياسية ولم يكن هناك أي رابط بين الحزب والأكاديمية ولن يكون في أي يوم من الأيام، وهو ما قدر الله إظهاره باعتذار أ. عمرو عن المشاركة المباشرة في الزيارة وإن كان قد ظل على اتصال دائم بنا أيام الزيارة لمعرفة آخر التطورات وتذليل العقبات.
وصلنا إلى سيناء مساء الخميس وبدأ هدير محركات القافلة في العمل بزيارة لمجلس أحد القبائل هناك التي كانت تحتفل بالإفراج عن أحد أبناءها المعتقل بلا تهمة منذ أكثر من سنة، وهناك فوجئنا بحجم الترحاب والاحترام الذي يكنه الناس هناك لخريجي الأزهر ودعاته. فكانت الزيارة كالماء الذي يسقط على الأرض الجرز فيخرج منها حبوب الأمل ونبتات حسن الظن بالله في نجاح القافلة. كانوا يتسابقون في الحديث إلينا والتعرف بنا، والحديث عن آمالهم وآلامهم وعن رغباتهم واحتياجاتهم المستقبلية، وجدنا أناسا يرون أنهم يحملون في نفوسهم انتماءا وحبا لهذه الأرض التي ولدوا عليها وأسى ورثاءا لما آل إليها حالهم وحالها من هجر ونكران وظلم متعمدين.
‏Photo: رحلة لأرض الفيروز

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل، هكذا استصحبت في ذهني هذا القول المأثور وأنا متوجه إلى هناك، آملا بأن ما لا يدرك جله لا يترك كله. والقصة لا تبدأ عند وصولي ومجموعة من شباب الأزهر إلى سيناء يوم 27 سبتمبر 2012 وإنما بدأت قبلها بنحو شهر.
في يوم 1 سبتمبر 2012 دعيت وزملائي إلى اجتماع تنشيطي -هكذا كنت أسميه- لأكاديمية الداعية المعاصرة، ونبئنا بأن ثم مفاجئة في الاجتماع ستلقى على مسامعنا. وبوصلي إلى مقر الاجتماع وتسلمي ورقة الجدول الزمني للاجتماع الذي دام يوم عمل كامل وجدت فيها مكتوبا: من 3-5 ورشة عمل سيناء
كانت أحداث رفح لاتزال في الأذهان فلم يتبادر إلى ذهني سوى أنها زيارة دعوية إلى هناك سيطلب منا القيام بها، وقد كان فعلا. إذ كان المطلوب أن نعد لزيارة إلى أرض الفيروز والانتشار فيها، والحديث مع أهلها، وإطلاق مبادرة بين أهلها بنبذ العنف والاندماج في المجتمع المصري ونبذ العنف وبذر بذور الوسطية بين أهلها.
بدأت ورش العمل التي تقسم فيها أعضاء الأكاديمية من طلاب ومشرفين إلى مجموعات نوعية؛ واحدة ستتخصص في رفع الواقع الاجتماعي، والأخرى في الواقع السياسي والفكري، والأخرى لدراسة مجموعة المفاهيم المطلوب علاجها هناك من تطرف وتكفير ورفع السلاح وغيرها، وأخرى لاقتراح أنشطة يمكن لها حمل هدف الزيارة وتأديته هناك، وهكذا.
ابتدأ العمل كخلية نحل، لا تتوقف عن العمل لا كللا ولا مللا. ورتب المشرفون لنا برنامجا تدريبيا مكثفا لمدة ثلاثة أيام في أيام 12 و 13 و 14 سبتمبر رثما نكون قد أنهينا دراساتنا لسيناء وواقعها الحالي وتاريخها السابق. واستقدموا لنا في هذا التدريب مجموعة من العاملين بالأنشطة التطوعية في سيناء والدارسين لتاريخ الحركات الإسلامية في مصر عموما. وهكذا أعددنا عدتنا للذهاب ووضعنا أهدافنا العملية بما يتفق مع الرسالة التي سنحملها إلى هناك.
وتركت لنا فترة لإعداد أنفسنا وإعداد المواد التي ستقدم هناك إلى أهلنا في سيناء.
وبالتوازي مع هذه الخطوات، نشط المشرفون على الأكاديمية للإعداد لهذه الزيارة، فتم التنسيق بين الأكاديمية ووزارة الأوقاف على رعاية القافلة معنويا ورسميا، والتنسيق بين الجهات الأمنية هناك لتأمين القافلة وتسهيل عملها، والجمعيات الخيرية العاملة في سيناء للتعاون أو تقديم المشورة فيما يتعلق ببعض الأنشطة، ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لزيارة المدارس والجامعات والمعاهد بسيناء.
كنا نتمنى وننتظر أن تشمل الزيارة سيناء كلها، ولكن لضعف الإمكانيات حدد المشرفون والمنسقون لها أن تكون في شمال سيناء فقط. باستثناء المناطق الملتهبة منها - التي كنا نتمنى زيارتها وهي قطعا ميدان عملنا الذي كنا نريد ولكن قدر الله وما شاء فعل- هكذا أعددنا عدتنا وتوكلنا على الله وتحركنا منطلقين بقافلتنا الدعوية إلأى وزارة الأوقاف حيث تم توقيع بروتوكول التعاون بين الأكاديمية والوزارة وفي رأسنا مجموعة من الأهداف التي نروم تحقيقها هناك؛
- 25 خطبة جمعة في مساجد شمال سيناء
- 100 درس في المساجد المختلفة في شمال سيناء
- أنشطة تواصل بالأهالي في بيوتهم ومقار عملهم.
- لقاء القيادات التنفيذية في سيناء
- زيارة المدارس والجامعات هناك
ومما ظنناه شرا وكان خيرا أن أ. عمرو خالد والذي كان مرتبا له مشاركتنا في هذا النشاط قد اعتذر عن الحضور، لعدة أسباب؛ وكان هذا خيرا لنا إذ صاحب توقيع بروتوكول التعاون صخب إعلامي عن حزب عمرو خالد وأن ما يفعله هو استغلال للدعوة والدعاة في نشاط حزبه الجديد وهو ما يجافي الحقية تماما إذ أن الأكاديمية تضم كوكبة متنوعة من خريجي الأزهر والأئمة والخطباء والأساتذة بجامعة الأزهر ممن يختلفون في انتماءاتهم الفكرية والسياسية ولم يكن هناك أي رابط بين الحزب والأكاديمية ولن يكون في أي يوم من الأيام، وهو ما قدر الله إظهاره باعتذار أ. عمرو عن المشاركة المباشرة في الزيارة وإن كان قد ظل على اتصال دائم بنا أيام الزيارة لمعرفة آخر التطورات وتذليل العقبات.
وصلنا إلى سيناء مساء الخميس وبدأ هدير محركات القافلة في العمل بزيارة لمجلس أحد القبائل هناك التي كانت تحتفل بالإفراج عن أحد أبناءها المعتقل بلا تهمة منذ أكثر من سنة، وهناك فوجئنا بحجم الترحاب والاحترام الذي يكنه الناس هناك لخريجي الأزهر ودعاته. فكانت الزيارة كالماء الذي يسقط على الأرض الجرز فيخرج منها حبوب الأمل ونبتات حسن الظن بالله في نجاح القافلة. كانوا يتسابقون في الحديث إلينا والتعرف بنا، والحديث عن آمالهم وآلامهم وعن رغباتهم واحتياجاتهم المستقبلية، وجدنا أناسا يرون أنهم يحملون في نفوسهم انتماءا وحبا لهذه الأرض التي ولدوا عليها وأسى ورثاءا لما آل إليها حالهم وحالها من هجر ونكران وظلم متعمدين.
في مجلس العائلة الذي دام نحو ساعتين تغيرت رؤية أغلبنا، فليس من رأى كمن سمع. وجدنا أناسا يقدرون الدين حق قدره، ويتمنون السلام والعمل ويريدون أن تنظر إليهم الدولة كمواطنين طبيعيين لا اهتماما زائدا ولا تجاهلا.
وهكذا أعاد كل منا شحن بطارية أمله وشحذ نصل همته لأيام العمل الشاق القادمة والتي سأروي أغلب ما فيها من وجهة نظري الشخصية وما رأيته وعاينته بنفسي أو استقرأته من زملائي في الأكاديمية. في المقالات القادمة إن شاء الله 

إبراهيم محمد‏
في مجلس العائلة الذي دام نحو ساعتين تغيرت رؤية أغلبنا، فليس من رأى كمن سمع. وجدنا أناسا يقدرون الدين حق قدره، ويتمنون السلام والعمل ويريدون أن تنظر إليهم الدولة كمواطنين طبيعيين لا اهتماما زائدا ولا تجاهلا.
وهكذا أعاد كل منا شحن بطارية أمله وشحذ نصل همته لأيام العمل الشاق القادمة والتي سأروي أغلب ما فيها من وجهة نظري الشخصية وما رأيته وعاينته بنفسي أو استقرأته من زملائي في الأكاديمية. في المقالات القادمة إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق