السبت، 20 أكتوبر 2012

حوار مع وكيل وزارة الأوقاف بسيناء


حوار مع وكيل وزارة الأوقاف بسيناء
حاوره / عبد الرحمن المراكبي

- حملة فكر التكفير لا يسمعون لأحد ولا يصلون معنا
- الخطباء والأئمة في سيناء يتقنون التعامل مع أهلها لأنهم أدرى بعاداتهم وتقاليدهم
- نركز على ترسيخ مفاهيم حرمة الدماء ومكانة النفس الإنسانية وحقها فى الحياة


- الداعية الواعى المحنك يعرف كيف يقول ما يريد أن يقول دون أن يعرض نفسه للمشاكل
- لا نريد أن نبكي على ما فات وعلينا أن نتعاون جميعاً في تنمية سيناء
عبد الرحمن المراكبي أثناء الحوار مع الدكتور أمين عبد الهادي وكيل وزارة الأوقاف بسيناء
تحولت سيناء بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلى قاعدة لحاملي الفكر التكفيري في مصر، الذين تجمعوا من كافة محافظاتها، وتمركزوا في منطقة الوسط ؛ لكن ثمة جهودا تبذلها الدولة المصرية، عبر وزارة الأوقاف لإعادة هؤلاء إلى صحيح الدين، ونبذ طريق التطرف والمغالاة، ومن هذا المنطلق، كان لنا هذا الحوار مع الشيخ أمين عبد الهادى أمين، مدير عام الأوقاف بشمال سيناء، لنتعرف منه على واقع الدعوة في سيناء، في ظل وجود الفكر التكفيري هناك .
* في البداية نود أن نتعرف على أنشطة وزارة الأوقاف في سيناء، هل تقتصر على الخطب والمحاضرات أم أن هناك أنشطة أخرى، خاصة وأن الوضع في سيناء يختلف عن المحافظات الأخرى؟


ـ بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه أجمعين، وبعد.
فإن الدعوة في سيناء وفى جمهورية مصر العربية وفى العالم كله، بينها قواسم مشتركة، أنشطة الدعوة فى شمال سيناء في المساجد، من خلال الخطب والمحاضرات العامة والدروس اليومية، حسب المنهج الذي تُقره وزارة الأوقاف المصرية، وهذا منهج يُعمل به في جمهورية مصر العربية قاطبة، وكما يقال "لكل مقام مقال"، وفى شمال سيناء، توجد قبائل بدوي، لها من الأسلوب ما يناسبها، لذلك يركز السادة الدعاة والعلماء، في محافظة شمال سيناء على أهمية الحقوق والواجبات، التي يجب على كل إنسان أن يؤديها، وحرمة الدماء، وموقع ومكانة النفس الإنسانية وحقها فى الحياة، وحقوق الآخرين واحترامهم،  وعلو الهمة والنشاط والبناء والعمل ونبذ الخلاف، وأن يكون الخلاف للتكامل وليس للتنافس والتضاد.
وقبل أسبوعين تقريبا، شرفنا بالحضور معالي وزير الأوقاف، وبصحبته سادة من العلماء حوالى ثلاثين عالماً من الأزهر الشريف، جاءوا إلى هذه المحافظة، والحمد الله كانت الخطه ناجحة، حيث ذهب بعضهم إلى مدينة مِخِن، في وسط محافظة شمال سيناء، على بعد مئات الكيلومترات، وكذلك مناطق بغداد والحسنة والشيخ زويد ورفح وغيرها من الأماكن.
كما يتم أيضاً،عمل تبادل بين السادة الأئمة في الدروس والخطب، لإيجاد حالة من التنوع فى الفكر، الذى يلقى ويطرح على الناس .
وكما ترى الآن، فى مكتبى بالمديرية بعض أمهات الكتب، ككتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبى، وكتاب نضرة النعيم، وهذه الكتب يتم توزيعها، على الناجحين في مسابقات الأئمة التي نقيمها، والإمام الذي له نشاط بارز فى المحافظة، نقوم بإعطائه مجموعة من المجلدات أمام كل الأئمة، حتى تكون هناك روح للتنافس، والتحفيز بين السادة الدعاة والعلماء، والحمد لله عندما زار بعض المسؤلين محافظة شمال سيناء، قالوا: إنها المحافظة رقم واحد على مستوى الجمهورية فى التنظيم الدعوي.
أما بالنسبه للفكر الجهادي أو التكفيرى أو ما شابه ذلك، فهؤلاء الشباب ليسوا من شمال سيناء، بل جاءوا من المحافظات المختلفة، وهؤلاء القادمون إلى شمال سيناء بهذا الفكر، لا يسمعون لأحد، لا للأوقاف ولا للأزهر ولا يصلون معنا، بل لهم مشايخهم المنغلقين عليهم، يسمعون لهم في أماكنهم في جبل الحلال .
* وهل هناك دورات تأهيلية للدعاة لتوعيتهم للتعامل مع الأحداث والمستجدات بالمجتمع؟
ـ نعم. هناك دورات تدريبية، وبدأت بالأمس القريب الدورة الأولى لأئمة سيناء، حيث تم ترشيح مجموعة من الأئمة، من علماء الأوقاف، وإرسالهم إلى مسجد الأحمدية بمدينة طنطا في محافظة الغربية، لتلقي المحاضرات هناك، ونسأل الله لهم التوفيق، ليعودواإلينا بعلم وافر وأفكار جديدة، تنير المستقبل لأبنائنا إن شاء الله.
  * وما نوع المحاضرات والمواضيع المطروحة بهذه الدورات؟
ـ تدريب كامل لكل أنواع العلم، في فن الخطابة والفقه الإسلامي، وفي الدعوة المعاصرة، التي تمس الواقع والمواضيع التي يحتاجها المجتمع، لمثل هذه الظروف التى تمر بما مصر .
-   لا شك أن للبيئة تأثيرا في ساكنيها، كيف ترى واقع الدعوة في هذه البيئة الصحراوية؟
ـ طبعاً البيئة لها تأثير كبير، والذى يعيش في المدينة يختلف في الفكر، عن الذي يعيش في البادية؛ لصعوبة الحياة ومشاكلها المختلفة، التي تنعكس بالطبع على فكره وسلوكه، لذلك فالداعية هنا فى شمال سيناء، تعلم كيف يتعامل مع مثل هذه الظروف، وكما يقولون: "أهل مكة أدرى بشعابها"،  فالدعاة هنا أدرى بهذه القبائل وبعاداتها وتقاليدها، والداعية فى شمال سيناء، تعلم كيف يتعامل فى مثل هذه الظروف، وكل مكان فيه الغث والسمين، لكن السمة الغالبة في أهالي سيناء هي الخير بفضل الله .
* هل هناك تغيير في الخطاب الدعوي، لاسيما مع أجواء الحرية التي رفرفت على البلاد في أعقاب الثورة؟
ـ أحييك على هذا السؤال، فمعلوم أنه قبل الثورة، كان من يتحدث بكلام معين ربما يحبس أو يعتقل، ولكن دائماً وأبداً كان يعلمنا أساتذتنا ونحن أطفال صغار، أن الداعية الواعي المحنك العالم، يعرف كيف يقول ما يريد أن يقول، دون أن يعرض نفسه للمشاكل، لذلك فنحن دائماً سواء كانت هناك ثورة أو لم تكن، ووجد أمن دولة أو لم يوجد، نقول ما يرضي الله عز وجل؛ لأن الدعوة مشتقة من كتاب الله ومن سنة رسول الله، وكتاب الله لا يتغير، لا قبل الثورة ولا بعدها، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتغير؛ لكن قد نطرح السؤال بشكل آخر فنقول: هل الموضوعات التى يحتاجها الناس بعد الثورة، تختلف عن الموضوعات التي يحتاجونها قبل الثورة ؟ أقول: نعم هناك موضوعات نحن نحتاج إليها الآن، نريد أن ندعو الناس إلى أن نبني بلدنا، ونجعل مصر في مقدمة العالم، وأن يبدأ  كل إنسان في البناء، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأسأل الله أن يجعل بلدنا سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين .
* التقينا بالكثير مع عوام أهل سيناء، فكان معظمهم يشكو من التهميش الذي يعانوننه. كيف ترى هذا الأمر؟
ـ هذه كانت ظروف سيناء قبل الثورة، لكن بعد الثورة، لا بد وأن يكون هناك إيثار، لا بد أن نبدأ وأن نتعاون جميعاً ، سيناء كمساحة كبيرة من أرض مصر،  ترتبط بالأمن القومي المصري، لها أهمية كبيرة، ولا نريد أن نبكي على ما فات، ونقول أننا مهمشون، ولكن علينا أن ننظر إلى الأمام لا إلى الخلف، ونبحث عن المقترحات والحلول الحقيقية التي تأخذ بأيدينا نحو النمو والتنمية، بعيداً عن الشعارات والاجتماعات واللقاءات، التي تحدث على الفضائيات، دون أن يكون لها أدنى تأثير على أرض الواقع، والخلاصة. أن شعب سيناء عليه دور كبير، لكن الحكومة عليها الدور الأكبر في التنمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق