الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

هكذا يكون النصح

بالحكمة والموعظة الحسنة ... هكذا يكون النصح ... بارك الله في بطل هذه القصة
 ---------------------------------
Wessam El-Shazly
وسام الشاذلي
أرتدي ملابسي الرياضية وأذهب إلي الحديقة خلف المنزل ... حارس الحديقة الطيب يخبرني برغبته في إغلاق الحديقة لوجود فتاة وشابين في مكان مظلم وتصرفات مريبة... قلت له سأحاول التصرف ... بدأت في المشي والجري وأنا أفكر كيف سأتصرف معهم ... استحضرت معاني الرحمة والأخوة والإصلاح وقررت أن أتحدث لهم من خلالها ... كان أحد الشابين قد انصرف.

توجهت مباشرة لهما وكان المنظر مريب للغاية وناديت علي الشاب، سلمت عليه وعرفته بنفسي وتعرفت عليه وقال لي أنه يتنزه مع خطيبته! قلت له "أهلاً بيك بس إيه رأيك نتبادل الأدوار قليلاً" ... أنا خطيب أختك وأجلس معها في هذا المكان المظلم في حديقة صغيرة في مربع سكني لا أنتمي له، "حتظن فينا إيه؟" رد بسرعة: "حقول بتعملو حاجة غلط!" قلت له أنت أخي وهي أختي ولا أحب لكم إلا الخير، لا تضع هذه الفتاة التي هي أختي في هذا الموقف ولاترضي لها الشر، كلنا نخطئ وأنا أخطئ وما تكلمت معكما إلا لرغبتي في الخير لكما، كانت الفتاة تستمع باهتمام بالغ وكنت فعلا مشفقاً عليها ... انتقلت أحاسيسي كلها لهما وصمتنا للحظات ثم قال لي شكرًا ليك ياشيخ معاك حق وصافحني بشدة وانصرفا!

إذا رغبت في الخير وتواضعت وتحدثت من قلبك فكلامك جدير بأن يسمع والأهم أن "يؤثر"! في الإدارة يقولون أن النقد والعقوبات والخصم هي أدوات لتقويم السلوك الوظيفي وتغييره للأفضل وليست هدفاً في حد ذاتها ... الهدف هو أن يتحسن الإنسان ويتغير للأفضل وأن يعود لخالقه تائباً! أن أكون سبباً في توبته أحب إلي من إقامة الحجة عليه ... ولقد أخبرنا خالقنا أنه يفرح بتوبة العبد وأنا أحب أن أكون سببا في فرحة الله وعباده عسي أن يفرح الله قلوبنا ويطمئن نفوسنا ... فاللهم تب علينا وارزقنا قدرة علي النهوض بعد طول تعثر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق