الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

أسئلة مشروعة لديمقراطي مستبد

أسئلة مشروعة لديمقراطي مستبد

عبد الرحمن المراكبي

أَعجَبُ كلَّ العجب ممن يَعترض على مُسوَّدة الدستور، ويُطالب ألا يتمَّ عرْض الدستور على الاستفتاء؛ بحجَّة أن الدستور لا يُمثّله، أو أن الإخوان والسلفيين قد طبَخوه على هواهم، أو غيرها من الحُجج الواهِيَة؛ لذا فإني أطرَح هذه الأسئلة على مَن يعارض الاستفتاء على الدستور.

يا سيِّدي الفاضل، ألَم تُطالبوا بالديمقراطية؟!

أليس من أبجديَّات الديمقراطية أن نَحتكم إلى صناديق الاقتراع؛ لنتعرَّف على اختيار أغلبيَّة الشعب؟!

لماذا تطالبون بالديمقراطية والاحتكام للصندوق، ثم تكفرون بها إذا لَم تأتِ بكم وبآرائكم؟!

لماذا تريدون أن ترسُموا مستقبل الشعب المصري على حسَب أمْزِجتكم وأهوائكم، لا على حسب إرادته؟!

لماذا تَحجُرون على الشعب، بل وتشكِّكون في قدرته على الاختيار الصحيح؟!

لماذا تَسبحون ضد إرادة الشعب، وتريدون أن تستأثِروا وتستأسِدوا برأيكم؟!

غريبٌ أمرُكم؛ فقد تقبَّلتم ديمقراطية مبارك المزوَّرة، وعارَضتُم ديمقراطية الثورة الحقيقية!

لا شكَّ أن الديمقراطية لا تُرضي جميع الأطراف، فلماذا تريدون ديمقراطيَّة على هواكم فقط، وتتجاهلون نتائجها إذا كانت عكسَ هواكم؟!

هل هذه هي الديمقراطية التي تريدون؟!

كيف تريدون بناءَ دولة ديمقراطية وأنتم لا تَعتبرون بأصوات الناخبين؟!

إنكم بذلك تَسعون إلى خسارة قضيَّتكم بأيديكم لا بيد عمروٍ.

ليس بالضرورة أن يَقتنع الناس برأيكم، ولن تَملِكوا استلابَ عقولهم، فاعْرِضوا آراءَكم بهدوءٍ، فإن وافَقوا، فحسنٌ وجميل، وإن أنكَروا وعارَضوا، فلا تُلِحُّوا وتُصِروا.

أخي المعترض:
إذا رأيت أن الدستور لا يُمثلك؛ فإما أن تذهب إلى الاستفتاء وتَرفضه بـ"لا"، وإما أن تُقاطِع، فهذا حقُّك، وهذه هي الديمقراطية التي تقتضي منك الإذعان لصندوق الاقتراع، وتَفرض عليك الاصطفاف خلف الأكثرية، لكن أن تُطالب بعدم طرْح الدستور للاستفتاء، فهذا طلب غريبٌ وساذجٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق