السبت، 22 ديسمبر 2012

بين "نعم" & "لا" هل يخسر الإسلاميون ؟



بين "نعم" & "لا" هل يخسر الإسلاميون ؟
عبد الرحمن المراكبي
مخطئ من يظن أن "نعم" للدستور كانت تصويتاً على الإسلاميين أو الرئيس فهناك من وافق على الدستور لاقتناعه بمعظم مواده ، وأكثر منهم من صوتوا بالموافقة رغبة في الاستقرار المنشود حتى نبدأ في بناء المؤسسات وننهي المرحلة الانتقالية في أسرع وقت وخاصة أن الدستور يتيح لمجلس الشعب ولرئيس الجمهورية أن يدعو إلى تعديل بعض مواد الدستور في أي وقت.

ومخطئ أيضاً من يظن أن "لا" كانت تصويتاً ضد الإسلاميين فهناك من أبناء التيار الإسلامي من رفض الدستور لعدم النص على الاحتكام فيه إلى الشريعة الإسلامية صراحة ، ورأى أن رفض الدستور الحالي سيتيح لهم فرصة انتخاب لجنة تأسيسية تعبر عن آرائهم بشكل أفضل وتضع الشريعة في موضعها المأمول بالنسبة لهم مما يؤدي إلى إنتاج دستور أفضل يحافظ على كل مكاسب الدستور الحالي ويزيد عليها ؛ ومنهم من رفضه لاعتقاده أنه دستور كفري يدعو إلى الديمقراطية وسيادة الشعب ؛ ومنهم من قاطعه لاعتقاده أن كل هذه الدساتير عموماً ما أنزل الله بها من سلطان وأن دستورنا هو القرآن فقط .

وأنا أذكر هذا الكلام في هذا التوقيت أثناء فرز صناديق المرحلة الثانية من الاستفتاء حتى لا يغتر بعض المنتسبين للتيار الإسلامي إذا ما كانت نتيجة الاستفتاء بالموافقة ، وأذكرهم بقول الله سبحانه وتعالى : { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا } ، فدعوكم من الاستهزاء والتهكم والسخرية من الآخرين، ولا يجعلنكم الشيطان سببًا في ازدياد كراهيتهم للإسلاميين، أو بُعدهم عن الدين بسبب أخلاقكم السيئة، والمُغايرة تمامًا لما أمرنا به ديننا الحنيف،{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ} ، فأحسنوا إلى إخوانكم ولا تعاملوهم باستعلاء ولكن جادلوهم بالتي هي أحسن، وتعلموا من حبيبكم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وتأملوا كيف كانوا يتعاملون مع المخالفين، بل ومع غير المسلمين .

كما أود أن أرسل رسالة للتيار الليبرالي وكل من دعا إلى رفض الدستور :
اعلموا أن التيار الإسلامي لن يصاب بنكسة إذا ما رفض الشعب الدستور ، واعلموا أن هذا الدستور ليس هو الدستور المأمول للإسلاميين ، وأنهم لم يدعوا الناس للموافقة عليه إلا رغبة منهم في إنهاء المرحلة الانتقالية والبدء في البناء حتى نخرج من عنق الزجاجة ، فلا تظنوا أن رفض الدستور يمثل خسارة للإسلاميين فحظوظهم حال انتخاب تأسيسية أخرى أفضل منكم بكثير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق