الاثنين، 3 يونيو 2013

الباب المكسور :: 3 :: باب الرئاسة

الباب المكسور :: 3 :: باب الرئاسة
بقلم / د. حمدي رزق حماده

أكتب هذا الباب و أنا في حيرة من أمري ... لمن أكتب .. وعن من أكتب .. !!
فباب الرئاسة من أكثر الأبواب المكسورة في هذا الوطن وإصلاحه ليس فقط بالمقالات ولا الكلمات ولا المظاهرات .. ولكن !!!! .
لذلك تعالوا نقف سوياً بعيداً عن أي انتماء سياسي أو أيدلوجي لنبحث عن الحل بصورة أكثر واقعية وبنظرة موضوعية للأحداث الراهنة وما نطمح إليه في المستقبل .
لذلك سأحاول مرة أن أقف مكان الرئيس وهو يتحدث للشعب !
ومرة أنزل إلى الشعب لأنظر لكلام الرئيس !
ثم بعدها نبحث سوياً عن الحل .
(1)
تعالوا نستمع إلى السيد الرئيس وحكومته


لو تأملنا قليلاً لوجدنا أن جميع المؤيدين لسيادة الرئيس والحكومة يتكلمون بمبدأ ( حتى لا تغرق السفينة ) يمكن أن يكون هذا الشعار هو ملخص الأحداث والكلمات الصادرة من الرئاسة ومن الحكومة .


( حتى لا تغرق السفينة ) و هذا هو نفس منطق الأمس في التعامل مع الأحداث .. هكذا كانوا يقولون ولا زالوا بنفس المنطق يتحدثون .
ولكن .. هل فكر السادة المنادين بهذا الشعار ، ما هو حال السفينة عندما تخرج بعيداً عن الميناء وكيف تسير الأمور على متنها بعد الإقلاع ؟!
القيادة للقبطان – الرئيس – و الفريق المعاون له – الحكومة – وباقي الركاب منهم من يخلد إلى النوم ومنهم من يبحث عن كتاب ليذهب الوقت ومنهم من يبحث عن أي وسيلة من وسائل الترفيه ... تتنوع وسائل الركاب على متن السفينة بعد الإقلاع .. وليس من المطلوب منهم مساعدة الفريق ولا القبطان ماداموا قد وافقوا على تولي القيادة ، وما دام الركاب قد دفعوا الثمن من دمائهم وأعينهم وشبابهم .
هذا هو منطق السفينة .. فلا تلوموا على الركاب ولوموا أنفسكم !
ولا يفترض بالقبطان أن يقارن نفسه وسفينته بغيرها من السفن التي يقودها آخرون في عرض البحر ، لأني أركب معك أنت لا مع غيرك ، وعليك أن تعلم - يا سيدي - أن الفاتورة كانت باهظة الثمن لذلك عليك إضافة الكثير من الخدامات على الفاتورة لا الخصم منها بحجة أنا أفضل مما سبق وأنه ليس بالإمكان أبدع مما كان! .

( 2)
تعالوا ننزل إلى الشعب :
لابد أن يرحل الرئيس حتى تنصلح أحوال البلاد ولابد من إجراء انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن حتى تستقر الأمور في مصر .. فالحل في تغيير الرئيس ومن هم في مؤسسة الرئاسة .. هذا هو كل ما يمكن أن تشاهده على شاشة كل الفضائيات المصرية من بعد انتخابات الرئاسة – من أول ساعة – إلى وقتنا هذا .
ولأن الحل في رحيل الرئيس لابد أن نخرج في مليونيات كل جمعة في كل الميادين ليرحل الرئيس وهنا نوفر أرضاً خصبة لتسلل المندسين لإشعال فتيل الفوضى في الوطن .
تعالوا – وأنا معكم – نخرج كل جمعة في مليونية نطالب بإسقاط الرئيس ولكن اضمنوا لي ما يلي :
1- عدم تسلل المندسين في المليونية لأننا أصبحنا شباب محترف في إدارة المليونيات .
2- أن يستمر الإنتاج والعمل في كل مرافق الدولة حتى لا ينهار الوطن و اقتصاده .
3- أن لا يتم قطع الطرق على باقي الشعب الذي يبحث عن لقمة العيش ليعيش .
وبعدها لن نعود إلا بعد سقوط الرئيس .. لأن الحل في رحيل الرئيس – كما ترون - .. ولكن قبل أن يرحل الرئيس و يأتي رئيس ... من هو الرئيس ؟
الرئيس .. ما هو إلا رجل واحد اختاره الشعب ليدير أمور البلاد ويسير عجلة الإنتاج ويقوم باختيار الحكومة المعاونة له في نجاح هذه المهمة .
الرئيس يتم الخروج عليه بالثورات فيتم تغييره و يأتي رئيس آخر ... ولكن الشعب لا يتغير إلا إذا قرر هو أن يتغير !
الرئيس .. يتم إعداد كشف حساب له بالتواريخ والأرقام ... ولكن أنا وأنت لا يعد لنا هذا الحساب وربما يكون أنا السبب أو أنت .
من هو الرئيس؟ ... إجابات كثيرة وحقائق متعددة ، لكن هناك إجابة واحدة هي الصحيحة وعلينا جميعاً أن نؤمن بها أن وجود الرئيس ليس هو المأزق، واستبداله ليس هو الحل .
( 3)
أبن الحل ؟
القضية الآن ليست قضية رئيس أو رئاسة فقط القضية قضية وطن .
مصر حكمها ملوك وفراعنة وأجانب ورؤساء وتبقى مصر مع كل التغييرات – ونسأل الله أن يحفظها في كل حين –
يجب علينا نحن جموع الشعب أن نعلم أن الحل لا يأتي دائماً من أعلى إلى أسفل فمعادلة النجاح تقتضي أن يقوم كل عنصر في المعادلة بدوره حتى تنجح المعادلة .
إذا اعتقدنا أن مفتاح الحل هناك في قصر الإتحادية وأن هناك الرجل السوبر مان فلن يأتي الحل يوماً لأنه مع أشرف خلق الله والمؤيدين من عند ربهم كان النداء دائماً بقول (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ) .
الحل أن يخرج جموع الشعب للعمل والإنتاج والتنمية والبناء .. فالمؤشرات ترتفع بنا لا بالحكومة ولا بالرئاسة .. فكل يوم عندما تعود إلى فراش النوم ضع هذا السؤال أمام عينيك ماذا قدمت لمؤشر الوطن ؟! .
الرئاسة .. لا تدوم لفريق ولا تبقى مع أحد ولكن لقب مواطن هو اللقب الذي يظل معك إلى ما بعد الموت .
الرئاسة .. سيصل إليها غداً رئيس حزبك الذي تنتمي إليه وسيكون عليه نفس أوزار – أحمال – الرئيس الحالي فعاون اليوم ليعاونك غيرك غداً.
تعالوا نعيش بروح الوطن الفائز وليس الشخص أو الحزب الفائز ، لأنه في حالة الحزب الفائز يكون التعامل بمنطق الرجل الذي سأل كيف تفوز في السباق ؟ فقال أعرقل كل المتسابقين معي في السباق فأكون أنا الفائز .
لذلك أقول للجميع مؤيدين ومعارضين .. غداً ستتحول من معارض إلى مؤيد و بعدها من مؤيد إلى معارض ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) لذلك ( قدموا لأنفسكم ) .
فليس الدكتور البرادعي ، وليس أ. حمدين صباحي ولا الدكتور أبو الفتوح بهذا القدر الذي في أذهانكم وكما تصورناهم .
وكذلك ليس الإخوان ولا الدكتور مرسي بهذا الشر .. ليس من المهم كي تنجح أن يسقط الآخرون ويفشلون .
تعالوا لننجح سوياً ولا يهدم بعضنا بعضاً لأن سباق الأمم لا يفوز فيه المتناحرين ولا المتكاسلين.
و إلى اللقاء مع باب آخر من الأبواب المكسورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق