الاثنين، 3 يونيو 2013

عن ظاهرة محمد الدويك والعلمانية الجديدة!

عن ظاهرة محمد الدويك والعلمانية الجديدة!
بقلم / محمد شعبان أيوب - الباحث الإسلامي في الدراسات التاريخية والتراثية
http://ibnayob.blogspot.com/
‎محمد شعبان أيوب‎
قرأت لكاتب اسمه محمد الدويك كلامًا عن سائقه السلفي الجهادي نوت/بوست طويل "خبيث" للغاية، في قالب بلاغي خدع الكثيرين، فقد اعترف هذا الجهادي ببلاهته، واستغلال القوى العالمية له، وحبه بفادية التي لا يزال يقابلها "رغم إنه حرام" ثم في نهاية الاعتراف يسمع الرجل أبو الليف وهم في طريقهم إلى الإسكندرية، ولا مانع من زج آية قرآنية مع محاولة تفسيرها تفسيرًا يأخذ بالألباب... هذه فحوى النوت، وقد ذكرتني بالآتي:


1- بالمدرسة العلمانية الجديدة الأكثر خبثًا والتي علمت أن مهاجمة النصَّ/التراث مهاجمة مباشرة نوع من الغشم والغباء، فمهما أعلنت حربك على الجهاد وتحكيم الشريعة والحجاب الشرعي بصورة مباشرة وواضحة فإن هذا يعني زيادة صلابة الإسلاميين وزيادة تعاطف الجماهير معهم، ومن ثم السيطرة على الفضاء العام، وقد خسروا هذا الفضاء بالفعل في القرن المنصرم رغم التصاقهم بالأنظمة السياسية الفاسدة ومحاربتهم حتى الآن لبقائها وسيطرتها.

2- أن هذه المدرسة التنويرية الجديدة اتخذت منهجًا جديدًا استفادته من رواد العلمانية الفرنكفوانية كأركون ومحمد عابد الجابري وغيرهم، ممن اتخذوا استراتيجية جديدة اسمها "القراءة التنويرية/العلمانية للتراث" وهي قراءة تفسّر النص لأغراض التنوير/العلمانية/المدنية، ومن ثم إسقاط هذه القراءة في الواقع من خلال عدة مستويات منها القوالب البلاغة الرنانة والآخذة بالألباب ككتابات الأستاذ دويك.


محمد الدويك
3- هذه القراءة أبرزها المبدع إبراهيم السكران في رسالته الفائقة الأهمية "مآلات الخطاب المدني" تحت عناوين: أنسنة التراث، ما وراء أنسنة التراث وعرَّى فيها بكل ذكاء وفطنة وعمق إستراتيجيات هذه النوعية الجديدة من المثقفين وأذنابهم.

4- الإشكالية في هذا الكلام ونشره بين أوساط المثقفين والإسلاميين خصوصا فئات عريضة من الشباب تنبع من جهل هذه الفئات بأبسط قواعد وضروريات العلوم الشرعية/ ما لا يسع المسلم جهله .. وهذه مصيبة تحتاج إلى حلول نظرية كتفكيك هذه الأطروحات، وعدم انسياق الإسلاميين خصوصا المثقفين منهم خلف مواضيع غير ذات أولوية، وإنما هي للتلذذ المعرفي من خلال بروز الشللية بمعناها الأقرب للتصور العلماني، ومن ثم الانزواء عن هذه القضايا الملحة كنوع من أنواع الاستخفاف بها، وتضييع جهودهم في غير محلها. وجانب عملي من خلال إنشاء كيانات ومعاهد تقف كخطوط دفاع ونقض لهذه الأطروحات من خلال نشر ما يجب نشره من العلوم الشرعية والنقلية والتراثية حتى يقدر الشاب/الفتاة على دحض هذه التصورات من خلال قواعد ثابتة أصيلة لديه يرتكن عليها في مثل هذه الأزمات.

والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق