الأحد، 9 يونيو 2013

تمرد لا يرضي الله ورسوله والمؤمنين



تمرد لا يرضي الله ورسوله والمؤمنين
د. جمال المراكبي
قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}
قوله : { أَوْفُواْ } من الإِيفاء ومعناه : الإِتيان بالشيء وافياً تاماً لا نقص فيه ، يقال وفي بالعهد وأوفى به إذا أدى ما التزم به .
والعقود : جمع عقد وهو العهد الموثق وهو أوكد العهود . والفرق بين العقد والعهد أن العقد فيه معنى الاستيثاق والشد ، ولا يكون إلا بين متعاقدين . والعهد قد ينفرد به الواحد فكل عقد عهد ولا يكون كل عهد عقدا.
والمراد بالعقود هنا : ما يشمل العقود التي عقدها الله علينا وألزمنا بها من الفرائض والواجبات والمندوبات ، وما يشمل العقود التي تقع بين الناس بعضهم مع بعض في معاملاتهم المتنوعة وما يشمل العهود التي يقطعها الإِنسان على نفسه ، والتي لا تتنافى مع شريعة الله تعالى .
قال القرطبي : والمعنى : أوفوا بعقد الله عليكم ، وبعقدكم بعضكم على بعض . وهذا كله راجع إلى القول بالعموم وهو الصحيح في الباب .

-        ثناء الله تعالى على الوفاء :

قال تعالى : {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} [البقرة: 177]
وقال : {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ } [الرعد : 20]
وقال جل جلاله : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } [ الأحزاب : 23-24]
لمَّا ذكر الله عن المنافقين أنهم نقضوا العهد الذي كانوا عاهدوا الله عليه لا يولون الأدبار ، وصف المؤمنين بأنهم استمروا على العهد والميثاق و { صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } أي : أجله ، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } أي : وما غيروا عهد الله ، ولا نقضوه ولا بدلوه.

-        ذم الناقضين للعهود
قال الله تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة :27]
وقال تعالى : {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ} [الأنفال : 56]

وقال تعالى : {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد : 25]
هذا حال الأشقياء وصفاتهم ، وذكر مآلهم في الدار الآخرة ومصيرهم إلى خلاف ما صار إليه المؤمنون ، كما أنهم اتصفوا بخلاف صفاتهم في الدنيا فأولئك كانوا يوفون بعهد الله ويصلون ما أمر الله به أن يوصل ، وهؤلاء { يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ } كما ثبت في الحديث : "آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان " وفي رواية : "وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فَجر".
ولهذا قال : { أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ } وهي الإبعاد عن الرحمة { وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } وهي سوء العاقبة والمآل ، ومأواهم جهنم وبئس القرار .
وقال أبو العالية في قوله : { وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ } الآية ، قال : هي ست خصال في المنافقين : إذا حدثوا كذبوا ، وإذا وعدوا أخلفوا ، وإذا ائتمنوا خانوا ، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه ، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل ، وأفسدوا في الأرض . وإذا كانت الظَّهرة عليهم أظهروا الثلاث الخصال : إذا حدثوا كذبوا ، وإذا وعدوا أخلفوا ، وإذا ائتمنوا خانوا.
فهذا حالهم وحال اليهود والمنافقين مع رسول الله كما قال الله تعالى :
{أَو كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: 100]
وصرح في موضع آخر أنهم ينقضون عهدهم في كل مرة ، وذلك في قوله : { إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الذين كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ الذين عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } [ الأنفال : 55-56 ] ، وصرح في آية أخرى بأنهم أهل خيانة إلا القليل منهم . وذلك في قوله : { وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ على خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } المائدة

-        الوفاء ببيعة الخلفاء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وستكون خلفاء فتكثر : قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ". [أخرجه البخاري ومسلم]

وعن نافع قال : لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال :
إني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ) . وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا تابع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه
هذا والله هو حال كثير من المصريين مع أول رئيس انتخبوه بإرادتهم بعد ثورة يناير ، والعجب أنهم لم يفعلوا معشار هذا مع من حكموهم بالقهر والاستبداد طوال تاريخهم.

-        هل أصبحت الثورة غاية ؟
هل تنوون إسقاط رئيس في كل عام ؟!
هل تصبح هذه سنتكم السيئة في عهد تقطعونه ، وبلدكم تعاني أسوأ الأوضاع نتيجة عدم الاستقرار ؟!

-        شبهات الناكثين

·      مرسي كافر .. لماذا ؟ لأنه لا يحكم بما أنزل الله
هذا كلام يردده الجهاديون التكفيريون ، وقد سمعت أحدهم يقول في لقاء تليفزيوني : مرسي كافر والذين انتخبوه كفار لأنهم رضوا بالديمقراطية وكفروا بالشريعة ولهؤلاء أقول اذا جلست أنت مكان الرجل وابتلانا الله بك وبأمثالك فكم من الوقت تطلب لتغير كل المنكرات , ومتى ستسمح لنا بتكفيرك كما تكفرنا أنت ؟

·      مرسي ليس ولي أمر شرعي
وهذا كلام يردده بعض رموز الدعوة السلفية السكندرية ، ولهؤلاء أقول : من أين جئتم بهذه القسمة الضيزى ؟
ولماذا كونتم حزبا وتسعون لأصواتنا ؟
وهل سيكون رئيس الحكومة إذا شكلتم الحكومة القادمة شرعياً أم بدعياً أم كافراً لأنه جاءت به الصناديق الكافرة ؟ أقصد الشفافة المعبرة عن إرادة الأمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق