الثلاثاء، 11 يونيو 2013

هذا البرنامج للكبار فقط


هذا البرنامج للكبار فقط

بقلم / إبراهيم محمد السنيطي

جملة تكفي لجذب الكبار والصغار للبرنامج، وتكفي لدفع أي تهمة قد يتهم بها المحتوى المقدم، لقد قلنا أن هذا البرنامج للكبار فقط +18 أو +21 لذا فلا تلمني على ما شاهدته وآذاك
والعجيب أن من يتأذى أو يدرك الضرر يكون من هؤلاء الـ +18 أو +21 فكلمة للكبار فقط لم توصف حال أن هذا البرنامج لن يؤذي أولئك "الكبار فقط"

والحقيقة أن اعتراف مجتمع مسلم بمثل هذه الجملة وأنها كافية للتحذير يعد اختلالا رهيبا في معيار الحكم على الشئ وقبوله من عدمه، فهل هناك من الأشياء مثلا ما هو محرم على الصغار ومباح للكبار، أو أن السن يحكم على الأشياء بالحل والحرمة؟
كون البرنامج يحتوى على ما لا يناسب الصغار من ألفاظ وإيحاءات يعني نفس الشئ

بالنسبة للكبار أيضا، وكأن الصغار ربما يتأثرون بالمحتوى المعروض من ألفاظ نابية فيسمعونها آباءهم وأمهاتهم ويكونوا بهذا غير مؤدبين
أما إن سمعها الآباء والأمهات والكبار عموما فهم "مؤدبين وكيوت"

فكرة اختزال الخطأ في سن معين ليست هي نهاية المطاف في حد ذاتها، لأن المتلقي لدينا لا يتقيد بذلك التحذير، وإنما الفكرة هي تمييع الخطأ بحيث يصبح نسبيا، يختلف من عمر لآخر، إلى أن تصير هذه الدرجة من الخطأ "أو الحرام" عادية في وقت تالٍ ثم الدرجة التالية ثم التي تليها

المسلم لديه معيار واحد للحكم على الأشياء وتقييمها
وهو الذي ذكره ابن عباس في جملة عبقرية أجاب بها عن سائل له عن الغناء فقال:
لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله
.فقال الرجل: إذا حلال ؟
فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً
قال الرجل : فما هو إذا ؟
فقال ابن عباس: أرأيت إن جاء الغناء يوم القيامة أيكون مع الحق أم مع الباطل ؟
فقال الرجل: .. يكون مع الباطل.
قال ابن عباس: أفتيت نفسك
المعيار حق وباطل ... حلال وحرام وليس فوق السن أو تحت السن
***
اختصاص قبول الشئ أو رفضه بسن معين دون آخر ليس من الإسلام، وإنما هو معول هدم نربي به الأجيال القادمة ليكون الخطأ مقبولا في ظرف آخر أو حسب تطور جديد
فقط هي خطوات الشيطان وتلبيسه على بني آدم فاحذروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق