الجمعة، 31 يوليو 2009

القصيده الزينبيه للشاعر صالح عبد القدوس

السلام عليكم ورحمة الله , القصيده الزينبيه للشاعر صالح عبد القدوس : , صرمت حبالك بعد وصلك زينبُ ,, والدهر فيه تغير وتقلبُ نشرت ذوائبها التي تزهو بها ,, سُوداً ورأسك كالثغامة أشيبُ واستنفرت لما رأتك وطالما ,, كانت تحن إلى لقاك وترغب وكذاك وصل الغانيات فإنه ,, آلٌ ببلقَعَةٍ وبرقٌ خُلّبُ فدع الصبا فلقد عداك زمانه ,, وازهد فعمرك مرّ منه الأطيب ذهب الشباب فما له من عودة ,, وأتى المشيب فأين منه المهرب؟ دع عنك ما قد كان في زمن الصبا ,, واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب واذكر مناقشة الحساب فإنّه ,, لا بد يُحصى ما جنيت ويكتب لم ينسه الملكان حين نسيته ,, بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب والروح فيك وديعة أُودِعْتَها ,, سترُدّها بالرغم منك وتُسلَب وغرور دنياك التي تسعى لها ,, دار حقيقتها متاع يذهب والليل فاعلم والنهار كلاهما ,, أنفاسنا فيهما تُعدُّ وتحسب وجميع ما حصلته وجمعته ,, حقاً يقيناً بعد موتك يذهب تباً لدار لا يدوم نعيمها ,, ومَشيدُها عمّا قليل يَخْرَب فاسمع أُخَيّ وصية أولاكها ,, برّ نصوح للأنام مجرب "أهدى النصيحة فاتّعظ بمقاله ,, فهو التقي اللوذعي الأدرب" صحب الزمان وأهله مستبصراً ,, ورأى الأمور بما تثوب وتعقب لا تأمَنِ الدهر الخئون فإنه ,, ما زال قدماً للرجال يؤدب وعواقب الأيام في غُصَّاتها ,, مَضَضٌ يذل لها الأعز الأنجب فعليك تقوى الله فالزمها تفز ,, إن التقي هو البَهيُّ الأهيب واعمل بطاعته تنل منه الرضا ,, إن المطيع لربه لمقرب واقنع ففي بعض القناعة راحة ,, واليأس عما فات فهو المطلب فإذا طمعت لبست ثوب مذلة ,, فبذا اكتسى ثوب المذلة أشعب فلا تبدأ عدوك بالتحية ولتكن ,, منهُ زمانَك خائفاً تترقب واحذره إن لاقيته متبسّماً ,, فالليث يبدو نابُه إذ يغضب إن العدو وإن تقادم عهده ,, فالحقد باقٍ في الصدور مغيب وإذا الصديق لقيته متلوناً ,, فهو العدو وحقه يتجنب لا خير في ود امرئ متملقٍ ,, حلو اللّسان وقلبه يتلهب يلقاك يحلف أنّه بك واثق ,, وإذا توارى عنك فهو العقرب يعطيك من طرف اللسان حلاوة ,, ويروغ عنك كما يروغ الثعلب وصل الكرام ولو رموك بجفوة ,, فالصفح عنهم والتجاوز أصوب فاختر قرينك واصطفيه مواتياً ,, إن القرين إلى المقارن ينسب إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرم ,, وتراهُ يرجى ما لديه ويرهب فأخفض جناحك للأقارب كلهم ,, بتذلل واغفر لهم إن أذنبوا وذر الذنوب ولا يكن لك صاحباً ,, إن الكذوب يشين حراً يصحب والفقر شَيْن في الرجال وإنّه ,, حقاً يهون به الشريف الأنسب وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ,, ثرثارة في كل ناد تخطب وتوقَّ من عثراته من زلة ,, فالمرء يسلم باللسان ويعطب والسر فاكتمه ولا تنطق به ,, "فهو الأسير لديك إذ لا ينشب واحرص على حفظ القلوب من الأذى ,, فرجوعها بعد التنافر يصعب إن القلوب إذا تنافر ودها" ,, شبه الزجاجة كسرها لا يُشعَب وكذاك سر المرء إنْ لم يطْوِه ,, نشرته ألسنة تزيد وتكذب لا تحرصن فالحرص ليس بزائد ,, في الرزق بل يشقى الحريص ويتعب ويظل ملهوفاً يروم تحيلاً ,, والرزق ليس بحيلة يستجلب كم عاجز بالناس يأتي رزقه ,, رغداً ويحرم كَيّسٌ ويخيَّب وارع الأمانة، والخيانةَ فاجتنب ,, واعدل ولا تظلم بطيب المكسب وإذا أصابتك نكبة فاصبر لها ,, من ذا رأيت مسلماً لا ينكب وإذا رُميت من الزمان بريبة ,, أو نالك الأمر الأشد الأصعب فاضرع لربك إنه أدنى لمن ,, يدعوه من حبْل الوريد وأقرب كن ما استطعت من الأنام بمعزل ,, إن القليل من الورى من تصحب واحذر مصاحبة اللئيم فإنها ,, تُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجرب واحذر من المظلوم سهماً صائباً ,, واعلم بأن دعاءه لا يحجب وإذا رأيت الرزق عزّ ببلدة ,, وخشيت فيها أن يضيق المكسب فارحل فأرض الله واسعة الفلا ,, طولاً وعرضاً شرقها والمغرب فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتي ,, فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيوهَب ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق