الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

ابتســـم

ابتســـــــــم

قال إيليا أبو ماضي :

قالَ : « السماءُ كئيبةٌ ! » وتجهَّما قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهُّمُ في السما !

قالَ : الصِّبا ولَّى ! فقلتُ لهُ : ابتسمْ لن يُرجعَ الأسفُ الصبِّا المتصرِّما !

قالً : التي كانتْ سمائي في الهوى صارتْ لنفسي في الغرامِ جهنَّما

خانتْ عهودي بعدما ملَّكتُها قلبي ، فكيف أُطيقُ أن أتبسَّما !

قلتُ : ابتسمْ واطربْ فلوْ قارنْتَها قضَّيْتَ عمركَ كلَّه متألمَّا !

قالَ : التِّجارةُ في صراعٍ هائلٍ مثلُ المسافرِ كاد يقتلهُ الظَّما

أو غادةٍ مسْلولةٍ محتاجةٍ لدمٍ ، وتنفُثُ كلمَّا لهثتْ دَمَا !

قلتُ : ابتسمْ ، ما أنت جالبَ دائها وشِفائها ، فإذا ابتسمت فربَّما

أيكونُ غيرُك مجرماً ، وتبيتُ في وجلٍ كأنك أنت صرت المُجْرما ؟

قال : العِدى حولي علتْ صيحاتُهُمْ أَأُسَرُّ والأعداءُ حولي في الحِمَى ؟

قلتُ : ابتسمْ لم يطلبوك بذمِّهمْ لو لم تَكُنْ منهمْ أجلَّ وأعظما !

قال : المواسمُ قد بدتْ أعلامُها وتعرَّضتْ لي في الملابسِ والدُّمى

وعليَّ للأحبابِ فرضٌ لازمٌ لكنّ كفِّي ليسَ تملكُ درهما

قلتُ : ابتسمْ يكفيك أنَّك لم تزلْ حياً ، ولستَ من الأحبَّةِ مُعدما !

قال : الليالي جرَّعتني علقماً قلتُ : ابتسمْ ، ولئنْ جُرِّعتَ العلقما

فلعلِّ غيركَ إن رآك مرنِّماً طَرَحَ الكآبة جانباً وترنَّما

أتُراك تغنمُ بالتبرُّمِ درهماً أم أنت تخسرُ بالبشاشةِ مغنما ؟

يا صاحِ لا خطرٌ على شفتيك أنْ تتثلَّما ، والوجهِ أنْ يتحطَّما

فاضحكْ فإنَّ الشّهْبَ تضحكُ والدّ جى متلاطِمٌ ، ولذا نحبُّ الأنجُما !

قال : البشاشةُ ليس تُسعِدُ كائناً يأتي إلى الدنيا ويذهبُ مُرْغَما

قلت : ابتسم مادام بينك والردَّى شبرٌ ، فإنَّك بعدُ لنْ تتبسَّما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق