الجمعة، 31 يوليو 2009

القصيده الزينبيه للشاعر صالح عبد القدوس

السلام عليكم ورحمة الله , القصيده الزينبيه للشاعر صالح عبد القدوس : , صرمت حبالك بعد وصلك زينبُ ,, والدهر فيه تغير وتقلبُ نشرت ذوائبها التي تزهو بها ,, سُوداً ورأسك كالثغامة أشيبُ واستنفرت لما رأتك وطالما ,, كانت تحن إلى لقاك وترغب وكذاك وصل الغانيات فإنه ,, آلٌ ببلقَعَةٍ وبرقٌ خُلّبُ فدع الصبا فلقد عداك زمانه ,, وازهد فعمرك مرّ منه الأطيب ذهب الشباب فما له من عودة ,, وأتى المشيب فأين منه المهرب؟ دع عنك ما قد كان في زمن الصبا ,, واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب واذكر مناقشة الحساب فإنّه ,, لا بد يُحصى ما جنيت ويكتب لم ينسه الملكان حين نسيته ,, بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب والروح فيك وديعة أُودِعْتَها ,, سترُدّها بالرغم منك وتُسلَب وغرور دنياك التي تسعى لها ,, دار حقيقتها متاع يذهب والليل فاعلم والنهار كلاهما ,, أنفاسنا فيهما تُعدُّ وتحسب وجميع ما حصلته وجمعته ,, حقاً يقيناً بعد موتك يذهب تباً لدار لا يدوم نعيمها ,, ومَشيدُها عمّا قليل يَخْرَب فاسمع أُخَيّ وصية أولاكها ,, برّ نصوح للأنام مجرب "أهدى النصيحة فاتّعظ بمقاله ,, فهو التقي اللوذعي الأدرب" صحب الزمان وأهله مستبصراً ,, ورأى الأمور بما تثوب وتعقب لا تأمَنِ الدهر الخئون فإنه ,, ما زال قدماً للرجال يؤدب وعواقب الأيام في غُصَّاتها ,, مَضَضٌ يذل لها الأعز الأنجب فعليك تقوى الله فالزمها تفز ,, إن التقي هو البَهيُّ الأهيب واعمل بطاعته تنل منه الرضا ,, إن المطيع لربه لمقرب واقنع ففي بعض القناعة راحة ,, واليأس عما فات فهو المطلب فإذا طمعت لبست ثوب مذلة ,, فبذا اكتسى ثوب المذلة أشعب فلا تبدأ عدوك بالتحية ولتكن ,, منهُ زمانَك خائفاً تترقب واحذره إن لاقيته متبسّماً ,, فالليث يبدو نابُه إذ يغضب إن العدو وإن تقادم عهده ,, فالحقد باقٍ في الصدور مغيب وإذا الصديق لقيته متلوناً ,, فهو العدو وحقه يتجنب لا خير في ود امرئ متملقٍ ,, حلو اللّسان وقلبه يتلهب يلقاك يحلف أنّه بك واثق ,, وإذا توارى عنك فهو العقرب يعطيك من طرف اللسان حلاوة ,, ويروغ عنك كما يروغ الثعلب وصل الكرام ولو رموك بجفوة ,, فالصفح عنهم والتجاوز أصوب فاختر قرينك واصطفيه مواتياً ,, إن القرين إلى المقارن ينسب إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرم ,, وتراهُ يرجى ما لديه ويرهب فأخفض جناحك للأقارب كلهم ,, بتذلل واغفر لهم إن أذنبوا وذر الذنوب ولا يكن لك صاحباً ,, إن الكذوب يشين حراً يصحب والفقر شَيْن في الرجال وإنّه ,, حقاً يهون به الشريف الأنسب وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ,, ثرثارة في كل ناد تخطب وتوقَّ من عثراته من زلة ,, فالمرء يسلم باللسان ويعطب والسر فاكتمه ولا تنطق به ,, "فهو الأسير لديك إذ لا ينشب واحرص على حفظ القلوب من الأذى ,, فرجوعها بعد التنافر يصعب إن القلوب إذا تنافر ودها" ,, شبه الزجاجة كسرها لا يُشعَب وكذاك سر المرء إنْ لم يطْوِه ,, نشرته ألسنة تزيد وتكذب لا تحرصن فالحرص ليس بزائد ,, في الرزق بل يشقى الحريص ويتعب ويظل ملهوفاً يروم تحيلاً ,, والرزق ليس بحيلة يستجلب كم عاجز بالناس يأتي رزقه ,, رغداً ويحرم كَيّسٌ ويخيَّب وارع الأمانة، والخيانةَ فاجتنب ,, واعدل ولا تظلم بطيب المكسب وإذا أصابتك نكبة فاصبر لها ,, من ذا رأيت مسلماً لا ينكب وإذا رُميت من الزمان بريبة ,, أو نالك الأمر الأشد الأصعب فاضرع لربك إنه أدنى لمن ,, يدعوه من حبْل الوريد وأقرب كن ما استطعت من الأنام بمعزل ,, إن القليل من الورى من تصحب واحذر مصاحبة اللئيم فإنها ,, تُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجرب واحذر من المظلوم سهماً صائباً ,, واعلم بأن دعاءه لا يحجب وإذا رأيت الرزق عزّ ببلدة ,, وخشيت فيها أن يضيق المكسب فارحل فأرض الله واسعة الفلا ,, طولاً وعرضاً شرقها والمغرب فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتي ,, فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيوهَب ,

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

بك أستجير

بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا أذنبت ياربي وآذتنـــي ذنوب *** مالها من غافر إلا كـا دنياي غرتني وعفوك غـرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كـا لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا يا مدرك الأبصـار ، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواكا ونسيت حبي واعنزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يارب حلواً قبل أن أهواكا أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا يارب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت ياربي له دنياكا علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداكا ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاكا واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الانسان لا يمناكأ و ما درى الانسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماكا؟ أو ما درى الانسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباكا لو شئت ياربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراكا يأيها الانسان مهلا وائتئذ *** واشكر لربك فضل ماأولاكا واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاكا الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباكا أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاكا إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراكا ماكنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواكا كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواكا والعقل ليس بمدرك شيئا اذا *** مالله لم يكتب له الإدراكا لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟ قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟ قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟ قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟ بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟ قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟ قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟ وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟ وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟ وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟ بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟ وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟ وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟ وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟ قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟ وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟ وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟ وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟ قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟ وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟ وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟ وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟ وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟ وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟ وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟ وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله من ياصبح صاغ ضحاكا؟ هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا! والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟ يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟ حاذر إذا تغزو الفضاء فربما *** ثآر الفضاء لنفسه فغزاكا؟ اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً *** أو مستغلا باغيا سفاكا إياك ان ترقى بالاستعمار في *** حرم السموات العلا إياكا إن السموات العلا حرم طهور *** يحرق المستعمر الأفاكا اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح *** إن في تعوبقهن هلاكا! إن الكواكب سوف يفسد أمرها *** وتسيء عقباها إلى عقباكا ولسوف تعلم أن في هذا قيام *** الساعة الكبرى هنا وهناكا أنا لا أثبط من جهود العلم أو *** أنا في طريقك أغرس الأشواكا لكنني لك ناصح فالعلم إن *** أخطأت في تسخيره أفناكا سخر نشاط العلم في حقل الرخاء *** يصغ من الذهب النضار ثراكا سخره يملأ بالسلام وبالتعاون *** عالماً متناحراً سفاكا وادفع به شر الحياة وسوءها *** وامسح بنعمى نوره بؤساكا العلم إحياء وإنشاء وليس *** العلم تدميراً ولا إهلاكا فإذا أردت العلم منحرفاً فما *** أشقى الحياة به وما اشقاكا

الأحد، 26 يوليو 2009

السلام عليكم ميثاق شرف
د. عائض القرني
سبقنا العالم بقرون بالدعوة إلى السلام، فشعارنا دائما (السلام عليكم)، عند اللقاء والوداع في المسجد والمدرسة والجامعة والطريق والسوق نلقى الملك والعالم والأمير والوزير والتاجر والفقير والكبير والصغير فنقول: (السلام عليكم). ندخل المجالس والاجتماعات والمحاضرات والمؤتمرات والندوات، فنقول: (السلام عليكم). نبدأ الخطب والدروس والنصائح والوعظ والبيانات فنقول: (السلام عليكم). إنها ميثاق شرف، وعهد وفاء، وعربون مودة، وعنوان أخوة، وإعلان مصالحة، وإنهاء قطيعة، وبداية صداقة، وتجديد عهد، ودعم ثقة، وعصمة دم، وحفظ نفس، واحترام عرض. وحدها (السلام عليكم) الجملة المعبرة والكلمة الآسرة، والعبارة الصادقة في زرع السلام والأمن والمحبة بين الناس. وحدها (السلام عليكم) العبارة المختارة من بين كل العبارات التي نبدأ بها لقاءاتنا، تدخل على أبيك وأمك وابنك وزوجتك وعمك وخالك وصديقك وعدوك فتقول: (السلام عليكم). إن معناها خذ العهد مني والأمان أن لك السلامة مني على نفسك ودمك ومالك وعرضك، فلا تخف مني فلن يصيبك ضرر ولن يصل إليك مكروه. إن شعار (السلام عليكم) عقد شرعي، ووثيقة اجتماعية، ورسالة ربانية، أتى بها الإسلام قبل ثقافات الأرض، ودساتير الطين، وقوانين التراب: «ومن أحسن من الله قيلا». نحن سبقنا العالم في نشر ثقافة السلام والدعوة إلى المحبة، وغرس شجرة الإيمان والأمن، والله سبحانه هو السلام، ومنه السلام، ويعود إليه السلام، وهو الذي سلّّم على أنبيائه وعباده الصالحين، وتحية أوليائه يوم يلقونه السلام، وتحية أهل الجنة السلام عليكم، وتحية الملائكة على المؤمنين في الجنة السلام عليكم، فلا يجوز لنا أن نهمل هذه الكلمة، أو نبطل هذا الشعار، أو نستبدله بغيره من الكلمات مهما كانت رقيقة أو جميلة، فلا أرق ولا أجمل من (السلام عليكم)، ويجب علينا إحياء هذه الكلمة قولا وعملا، لفظا ومعنى، ظاهرا وباطنا، فننشرها في أنفسنا، بالعفو والمحبة، والصفح والتسامح، ونعلنها في كل مكان، ونجعل عبارات المجاملة والترحيب بعد هذه الكلمة، فكلمة مرحبا، أو أهلا وسهلا، أو صباح الخير، أو كيف الحال؟، أو غيرها، تأتي عند المسلم بعد (السلام عليكم)، وإذا أسقط المسلم كلمة (السلام عليكم) واستبدلها بغيرها فقد غير ثقافته، وتخلى عن شعاره، وتنكر لهويته. ومن جمال هذه الكلمة أن كبار العالم وزعماءه إذا أرادوا أن يحيونا نحن المسلمين قالوا لنا: (السلام عليكم). إن (السلام عليكم) أنشودة عذبة، ونغمة جميلة، وقصيدة حلوة، ومفردة عجيبة آسرة. إنها مفتاح للقلوب، وبلسم للأرواح، وإشراقة للنفوس، وصحوة للضمير. يعجبني المسؤول والعالم والكاتب والشاعر والأديب والمفكر والفيلسوف إذا قال: (السلام عليكم)، حينها أشعر برضا وسكينة وطمأنينة؛ لأنه أمّنني على نفسي ومكانتي من الكراهية والغضب والحقد والأذى والضرر، ولأنه أشعرني بالأخوة والصداقة وحسن التواصل وجميل التعارف. أرجو ألا نسمح لجيلنا بالتنكر لعبارة: (السلام عليكم)؛ ليجعلوا مكانها كلمات مستنسخة عقيمة سقيمة ساذجة باردة، لا تقوم مقامها، ولا تحمل روعتها، ولا تفي بدلالتها، ولا تعبر عن مقصودها. أرجو ألا نتخلى عن هذه العطية الربانية، والمنحة الإلهية؛ لأن فيها علاجا لمشاكلنا ودواء لأمراضنا النفسية، لأننا كلما تغاضبنا وتهاجرنا وتقاتلنا وتقاطعنا وتدابرنا سمعنا (السلام عليكم) فتعود المحبة والوصل والود، فنتسامح ونتصالح ونتصافح ونتعانق ونتآخى؛ لأن (السلام عليكم) ذكّرتنا بالأخوة الإنسانية، والمحبة الإيمانية، والرابطة الإسلامية. إن أجمل عبارة يمكن أن يضعها مجلس الأمن في أول لقاءاته هي: (السلام عليكم)، وأجمل كلمة تكتبها هيئة الأمم المتحدة على مبناها عالية شامخة هي (السلام عليكم). وأخيرا أقول لكم: (السلام عليكم).

هل السنة أن أصوم شعبان كله ؟

هل السنة أن أصوم شعبان كله ؟
السؤال: هل السنة أن أصوم شعبان كله ؟.
الجواب: الحمد لله يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان . وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله .
روى أحمد (26022) , وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ . ولفظ أبي داود : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2048) .
فظاهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله . لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً .
روى مسلم (1156) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا .
فاختلف العلماء في التوفيق بين هذين الحديثين : فذهب بعضهم إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات ، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كاملاً ، وفي بعضها صامه النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً . وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله . انظر : مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/416) .
وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان ، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلاً ، قالوا : وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال : صام الشهر كله .
قال الحافظ : إن حديث عائشة [ يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة ( أَنَّهُ كَانَ لا يَصُوم مِنْ السَّنَة شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَان ) أَيْ : كَانَ يَصُوم مُعْظَمَهُ , وَنَقَلَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قَالَ : جَائِزٌ فِي كَلام الْعَرَب إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يَقُولَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ ...
وقال الطِّيبِيُّ : يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه تَارَة وَيَصُوم مُعْظَمَهُ أُخْرَى لِئَلا يُتَوَهَّم أَنَّهُ وَاجِب كُلّه كَرَمَضَانَ . . ثم قال الحافظ : وَالأَوَّل هُوَ الصَّوَاب] اهـ
يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم شعبان كاملاً .
واستدل له بما رواه مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : وَلا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ ، وَلا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ ، وَلا صَامَ شَهْرًا كَامِلا غَيْرَ رَمَضَانَ . وبما رواه البخاري (1971) ومسلم (1157) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ . وقال السندي في شرحه لحديث أم سلمة : ( يَصِل شَعْبَان بِرَمَضَان ) أَيْ : فَيَصُومهُمَا جَمِيعًا ، ظَاهِره أَنَّهُ يَصُوم شَعْبَان كُلّه . . .
لَكِنْ قَدْ جَاءَ مَا يَدُلّ عَلَى خِلافه ، فَلِذَلِكَ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم غَالِبه فَكَأَنَّهُ يَصُوم كُلّه وَأَنَّهُ يَصِلهُ بِرَمَضَان اهـ
فإن قيل : ما الحكمة من الإكثار من الصيام في شهر شعبان ؟
فالجواب : قال الحافظ : الأَوْلَى فِي ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : ( قُلْت : يَا رَسُول اللَّه ، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) اهـ حسنه الألباني في صحيح النسائي (2221) . والله أعلم . المصدر/الإسلام سؤال وجواب

هل انت ممن يصنع الفارق المهم ؟؟؟؟؟؟؟؟

هل انت ممن يصنع الفارق المهم ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل أنت أخى الفاضل وهل أنت أختى الفاضلة ممن يصنع الفارق المهم ؟؟؟سؤال طُرح ولكن للإجابة عليه نحتاج إلى بعض التوضيح لمفهوم (الفارق المهم )ولذا دعونا نبحر قليلاً في هذه الجملة المكونة من كلمتين (الفارق المهم )
* إنه الفارق بين النجاح والفشل
* الفارق بين التحدي واليأس
* الفارق ما بين رؤية الأمل والإحباط
* الفارق ما بين امتلاك القدره على التسامح وحب الآخرين وبين امتلاك نفس لا تقوى حتى على حب نفسها .
* الفارق بين أن تقول بشجاعة ( أنا لها ) وبين أن تقول بنفس منكسرة ( غيري لها ).
*إنه الفارق ما بين أن تكون ممن وضع قدميه على طريق القمة وبين من رضى بغير القمة .
* هو الفارق بين من استغل عجزه ليصل من خلاله لهدفه وليجعل منه تحدي للوصول وبين من جعل عجزه ستاراً يداري به فشله.
* هو الفارق بين أن تكون ممن تشع عينيه ببريق خاص هو بريق الإصرار والتحدي والمعرفة وبين ان تكون عينيك حتى لا تقوى أن تنظر بها على نفسك .
* إنه الفارق بين أن تكون ممن أرادوا أنفسهم أن يكونوا أو أن تكون ممن أرادت لهم الحياة أن يكونوا.
* إنه الفارق ما بين أن تكون أنت من يصنع ظروفه ويتلائم معها وبين من تصنعه الظروف وتسير به كيفما تشاء.
*إنه الفارق ما بين من يستطيع ان يصنع الفارق ومن لا يستطيع أرأيتم إخوتى الكرام ما فرضه علينا طرحنا لهذا التساؤل البسيطهل أنا ممن يصنع الفارق المهم ؟؟؟
إخوتى فى الله دعونا نبدأ سوياً من جديد - دعونا نضع أمامنا تحد عظيم دعونا نضع نصب أعيننا جمله واحدة تكون هي الدافع نحو النجاح
- تكون هي المحفز للقمة
تكون هي السبب الأقوى لأن نعيش في هذه الحياة
– تكون هي القوة وقت الضعف والأمل وقت اليأس جملة تقولها بقوة فتستشعر معناها قوياً في قلبك معنا يهز كيانك ويزلزل عقلك قلها أخى بقوة الآن نعم الآن من فضلك قلها بكل حواسك بكل كيانك بكل قوتك
(سأكون أنا ممن يصنع الفارق المهم بإذن الله )
*نعم سأكون أنا من يحول الفشل إلى نجاح فلقد علمت أنه (ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح )
*نعم وسأكون أنا من يتحدى الصعاب والأهوال في سبيل أن اصل إلى القمة فلقد علمت (لن يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.)
*وسأكون أنا أيضا ممن سيقول أنا لها وينطق كلمة الحق بكل قوه فلقد علمت أنه (خلق الله لنا يدين لنعطي بها فلا يجب إذا أن نجعل من أنفسنا صناديقاً للادخار وإنما قنوات ليعبرها الخير فيصل إلى غيرنا)
*وسأكون أنا أيضا ممن وضع هدفاً لنفسه وعاش من أجل هدفه فلقد علمت أن(إنساناً بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور)
*وسأكون أيضا ممن ترك القاع ولم يرضَ عن القمة بديلاً فلقد علمت(أنه من عجائب الحياة ،إنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة ، فإنك دائما تصل إليها )
*وسأكون أيضا ممن امتلك سعة من الصدر وسامح الناس على أخطائهم عملاً بقوله :(ادفع بالتي هى أحسن )
نعم ساقولها في كل وقت بقوه وشجاعة وإصرارساقول هذه الجملة التى وضعتها أمامي
(سأكون أنا ممن يصنع الفارق المهم بإذن الله )
فلقد علمت أنه لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته .. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليهانعم قيل قديماً أول الشجرة .. (( النواة ))!!!
وسأكون أنا نواة نهضة هذه الأمة ورفعتها ونصرها بإذن الله ومشيئته عهداً نقطعه على أنفسنا إخوتى الكرام أن نكون بحق ممن يصنع الفارق في الحياة أن ننسى كلمة مستحيل وأن نعيش لنعمل ونبذل ونضحي ولا ننتظر الثواب إلا من الله أن نبدأ ونحن نعلم جيداً أن الإنسان يمكن أن يغير حياته ، إذا ما أراد هو ذلك إذا ما أراد بالفعل: ( أن يصنع الفارق المهم )
أتمنى إخوتى فى الله ألا أكون قد أطلت عليكم على أمل أن ألقاكم قريباً عند القمة حيث يقبع هناك من استطاع (أن يصنع الفارق المهم )
أحبكم في الله وفي أمان الله
منقول

الصورة مقلوبة‏

عندما يدق جرس بابك ذات مساء رجل متسائلاُ عن اسم جارك الملاصق لك وتجيبه بـــ( لا أدري ) أغلق بابك وأعلم أن الصورة التي بين يديك مقلوبة وعندما تذهب لأخذ ابنك من مدرسته أثناء الدوام الرسمي له وتفاجئ الجميع بأنك لا تعلم في أي صف هو ! فاعلم أن الصورة ما زالت مقلوبة معك ! وعندما تمر بأحدهم كل يوم وتراه كل يوم وتألفه ويألفك ويكاد كتفك يضرب بكتفه وخطاك تعثر خطاه ولا تنبت شفاك او شفاه بالسلام عليكم !! إذن أعلم يقينا .. أن الصورة باتت مقلوبة ! وعندما تفتش في جهازك ( الجوال) وتكتشف ان آخر مكالمة أجريتها لأقرب صديق أو قريب هي قبل أسبوع أو أكثر … فاعلم ان الصورة ما زالت مقلوبة ! وعندما تتحول علاقاتنا المنزلية الى مجرد مسجات نرسلها لبعضنا من خلف أبواب غرفنا الموصدة ,,, فاعلموا ان الصورة مقلوبة ! وعندما تفتقدنا موائدنا التي كان يجدر بها أن تجمعنا ثلاث مرات في اليوم , ليتناقص العدد الى مرة واحدة .. فاعلموا ان الصورة مقلوبة ! وعندما يكتظ المنزل بأكثر من ثمانية افراد ولا يرى كل منهما الآخر الا في نهاية الاسبوع أوفي آخر اليوم لتتحول منازلنا الى فنادق ألف نجمة !! فاعلموا ان الصورة ما زالت تصر على أن تبقى مقلوبة ! وعندما يسيطر الانتقام على علاقاتنا الاجتماعية فنجامل بحضورنا للمناسبات من يجاملنا بالحضور ونتجاهل من تجاهلنا لا لشي إلا لنرد لهم(الصاع صاعين( !!!!! فاعلموا أن الصورة لم تعد معتدلة ! وعندما تكتب منددا بمن انعزلوا عن التواصل الاجتماعي وتكون انت أول المقصرين اجتماعيا وانك بذلك لا تنقد الا نفسك .. فاعلم أن الصورة مقلوبة وانك من يجب أن يبدأ بتعديلها !! وعندما تتعنت الاراء ويظن كلا الطرفين بانه الصح ولا صحيح بعده ويفرد كل ذي عضلة عضلته على الاخر ويستعرض كل منهما هيمنته ويفسد الاختلاف للحب وللود آلاف القضايا فاعلم بأن كلاهما يمسك بصورة مقلوبة ! وعندما يسيطر عليك وهم العظمة وتأخذك الظنون الى حيث تشاء انت وليس حيث تشاء هي وتخيم عليك نرجسية ضاق بها خيال العالم وتستخف بافكار غيرك وتحسب انك انت ولا أحد سواك هو الافضل وتجد ان الجميع قد انفض من حولك وانك مازلت وحيدا في سماء وهمك وتصر على البقاء هكذا فاعلم ان مرآتك خدعتك وان صورتك مقلوبة ! وعندما تشغل منصبا تربويا يحتم عليك ان تنادي بضرورة تربية الأبناء التربية الدينية الحسنة وتعويدهم على العادات والأخلاقيات السليمة وأبنائك في البيت يعانون من عقدا نفسية بسبب سوء تربيتك لهم فاعلم تماما أنك لا تملك الا صورة مقلوبة ! وعندما يلجأ والدك الى ابن الجيران ليوصله لقضاء حاجيات المنزل فيما أنت تخط الأسواق يمينا وشمالا لدرجة لو سألناك عن عدد البلاط الذي يرصع أرضية أحد ( السناتر ) لأجبت عن عددها بعدد دقيق متجاهلا وضاربا عرض الحائط ارتباطك بأسرة وبمنزل فاعلم ان صورتك مقلوبة ! وعندما تزعج والديك بتصرفاتك التي لا تعي تأثيرها عليهما كعدم جلوسك معهما كل يوم وعدم محادثتهما عن أمورك وأمورهما متناسيا بأنك قطعة منهما وبأنهما يفتقدان تلك القطعة كل يوم ومتناسيا مدى السعادة التي تغمرهما عندما يرانك بينهما فاعلم ان الصورة ما عادت معتدلة !! وعندما تكتب وتكتب لا لشي الا لغاية ونية سيئة تخفيها متناسيا أنك ستحاسب عليها يوما وستسائل عليها يوما فكن على يقين …… بأنك تمسك بصورة مقلوبة ! وعندما ……. وعندما …………… وعندما تمر بأذهانكم الآن صور أخرى مقلوبة فاعلموا أن ألبوم الصور كله مازال مقلوباً !!! ولكن؛ مازال بمقدورك تعديلها فبأي واحدة ستبدأ الآن؟
منقول

السبت، 25 يوليو 2009

أسس ودعائم الحكم فى الدولة الإسلامية

أسس ودعائم الحكم فى الدولة الإسلامية
بقلم د/ جمال المراكبى
أولاً : الشرعية
نظام الحكم فى الدولة الإسلامية تحكمه ضوابط وقيود شرعية ، ولا يمكن بحال أن نتصور أنه متروك لأهواء الحاكم وبطانته ، يحكمون بما تمليه عليهم أهواؤهم ومصالحهم ، ثم يضفون على هذه الأهواء الصبغة الدينية ويتحكمون فى رقاب الناس باسم الدين ، كما يظنه بعض من يجهلون حقيقة هذا النظام .
إنه نظام شرعى ، محكوم بشرع الله تعالى وحاكم به ، قال تعالى : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ( البقرة : 256 ) . 
والطاغوت هو كل معبود متبوع مطاوع من دون الله تعالى . 
وقد نهى القرآن الكريم عن عبادة الأشخاص وإن كانوا علماء الدين ، وعن متابعة الأهواء والأغراض مع الإعراض عن شرع الله تعالى ، فنعى على أقوام " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ " ( التوبة : 31 ) يحلون لهم الحرام ، ويحرمون عليهم الحلال فيطيعونهم . 
ونعى على آخرين اتباع الأهواء " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ " . ( الجاثية : 23 ) . 
ولهذا قال الله تعالى لنبيه : " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ" ( المائدة : 49 ) .
فالحكم بشريعة الله هو الأساس المتين والقاعدة الراسخة التى يقوم عليها نظام الحكم فى الإسلام .
وقد حث النبى صلى الله عليه وسلم على التمسك بأهداب الشرع من بعده " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنتى " (1) .
ونحن نعلم يقيناً أن محمداً هو خاتم الأنبياء المبعوث للناس كافة ، وأن شريعته خاتمة الشرائع يصلح الله بها فساد كل زمان ومكان ، ونعلم بالضرورة أن نصوص الشرع محدودة متناهية ، وحوادث الزمان المتجددة غير متناهية ولهذا قررت الشريعة مبدأ الاجتهاد ، والاجتهاد فى فهم نصوص الشرع وتطبيعها ، لا الاجتهاد فى نبذها والإعراض عنها ، فليس هناك اجتهاد مع النص . 
ويؤدى الاجتهاد بضوابطه إلى تطور الفقه الإسلامى وخصوبته ومرونته . 
ومن هنا فإن الشريعة تعطى الحق للمجتهدين وأولى الأمر في التشريع ، ويكون التشريع محكوماً بضوابط . 
أولها : ألا يخالف شرع الله الثابت نصاً أو روحاً وإلا وقع التشريع باطلاً . 
الثانى : أن يكون مبنياً على تحقيق مصالح الناس ودفع الضرر عنهم . وتمتد هذه التشريعات لتشمل التشريعات واللوائح التنظيمية والتنفيذية ، بل والتشريعات المستقلة فيما لا نص فيه ، وهو ما يعرفه الأصوليون بـ " حق أولى الأمر فى تقييد المباح " وعليه أمثلة كثيرة فى السوابق التاريخية فى عهد الراشدين منها :- جمع الناس على مصحف واحد لنبذ الفرقة والاختلاف فى عهد عثمان . ­
منع عمر الصحابة من الزواج بنساء أهل الكتاب بعد انتشار الفتوح لمنع الضرر بالمسلمات .
­إن الشرعية الإسلامية تحتكم إلى شريعة ربانية من حيث مصدرها وغايتها ووجهتها ، ومن ثم فهى معصومة من التناقض والتطرف والاختلاف الذى يصيب تشريعات البشر . 
وتمتاز هذه الشريعة بالوسطية ، لذا كانت الأمة الوسط هى التى تقيم الشريعة الوسط ، فتتأهل بها إلى منزلة الشهادة على الأمم يوم القيامة " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ " . 

------------------- 
(1) صحيح . رواه مالك فى الموطأ معضلاً ، وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الحاكم ، ومن حديث أبى هريرة ، وانظر المشكاة ( رقم 186 ) ، والصحيحة .

الجمعة، 24 يوليو 2009

الدولة الإسلامية والمدنية 2

الدولة الإسلامية والمدنية
(الحلقة الثانية )
بقلم د/ جمال المراكبى
1- الإسلام دين ودولة حقيقة لا شك فيها ، ومن يدعى غير ذلك فإنما يخبط فى عماية خبط عشواء . 
وكثيراً ما قالوا : إننا لا نعترف بالإسلام كدولة لأننا لا نريد دولة دينية تتحكم فى رقاب العباد استناداً إلى فكرة الحق الإلهى المقدس ، بل نريد دولة مدنية نملك فيها مساءلة الحاكم ومحاسبته وتغييره إن أساء فما مدى صحة هذا الكلام ، وهل السلطة فى دولة الإسلام دينية أم مدنية . 
2- إن اصطلاح الدولة الدينية عند أغلب المعاصرين اصطلاح غربى مأخوذ عن الاصطلاح الفرنسى المشهور " الدولة الثيوقراطية "
والترجمة المعتبرة لهذا الاصطلاح هى " الدولة التى ينسب مصدر السلطة فيها إلى الله " بمعنى أن يدعى حاكم أنه هو الله ، كما كان فى مصر القديمة ، وفى اليابان حتى أواسط هذا القرن ، أو يدعى الحاكم أنه ينوب عن الله إما بتفويض مباشر أو غير مباشر . 
وفى مثل هذه الدولة لا يسأل الحاكم عما يفعل ، لأن إرادته وحكمه إنما هو تعبير عن إرادة الله وحكمه . 
3- وواضح هنا أنه لا علاقة لهذه الدولة بالدين الصحيح المنزل لهداية الناس ، وإنما ترتبط هذه النظرية بالمعتقدات الفاسدة والوثنيات القديمة ، حتى ولو كان رجال الدين المسيحى قد أقروها فى العصور الوسطى . 
وهنا ينبغى أن نتساءل : 4- هل الدولة الإسلامية دولة ثيوقراطية ؟ هل الحاكم فى الدولة الإسلامية يحكم بوصفه إلهاً ، أو بتفويض من الله ؟ إن مؤسس هذه الدولة كان نبياً رسولاً يأتيه الوحى من السماء ، ومع ذلك فهو حريص على إبراز حقيقة هامة " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ " ( فصلت : 6 ) إنه بشر يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ، وكونه يتلقى وحى السماء لا يعنى أن إرادته وحكمه هى القانون الذى لا يرد ، وإنما يعنى أنه فقط مبلغ عن الله . 
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيما لا نص فيه وكان يصيب ويخطئ ، فينزل الوحى مؤيداً أو معقباً ومصححاً . 
بل كان يسارع إلى الرجوع إلى الحق ، حتى أنه يعترف بالخبرات الإنسانية فيقول " أنتم أعلم بأمور دنياكم " (1) . 
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطبق القانون على نفسه ويلتزم به لأنه أعلم الناس بربه ، وأشدهم له خشية . فيعرض بدنه للقصاص ، ويعرض أهله للقصاص ويقول : " والذى نفسى بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها " (2) . 
وبعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحى ، صارت شريعة الله الخالدة هى الحكم ، تحكم بين الناس حكاماً ومحكومين ولم تحدد الشريعة طريقاً معيناً لاختيار الحاكم ، وإنما تركت ذلك لجماعة المسلمين ، فهى التى تختار الحاكم وهى التى تراقبه وتحاسبه إن جار . 
ومن ثم ظن البعض أن السلطة فى الدولة الإسلامية سلطة مدنية زمنية ، ورتبوا على ذلك نتيجة هامة وهى أن الأمة هى مصدر السلطات فى الدولة الإسلامية لأن الحاكم ينوب عنها ويحكم باسمها .
5- والحقيقة أن محاولة تطبيق النظريات والمصطلحات الغربية على الدولة الإسلامية ينشأ عنه خلل فى الفهم والتصور ، وخلل فى الحكم والنتيجة . 
فالذين يرفضون تطبيق الشريعة يقولون لا نريدها دولة دينية ثيوقراطية ، فيرد عليهم البعض بأن السلطة فى الدولة الإسلامية مدنية وليست دينية ، فيرون عليهم من مقالتهم : وطالما أنها مدنية فالشعب هو الذى يحكم ويقرر فكيف تلزمونه بأحكام وتشريعات وحدود مضى عليها أكثر من ألف عام ؟!!
6-والحقيقة أن الدولة الإسلامية هى الدولة المسلمة التى تدين بالإسلام وبه تحكم وإليه تدعو ، فهى دولة دينية وليست ثيوقراطية تحكم وفق نظرية الحق الإلهى ، وإنما تدين دين الحق " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " . 
وهى دولة عقدية نشأت بناء على تعاقد حقيقى تم بين مجموع أفرادها وبين قائدها ومؤسسها كما بينا فى المرة السابقة وتطور هذا التعاقد فأخذ صورة البيعة ، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يحرص على مبايعة كل عضو جديد يشارك فى بناء الدولة وتطورت البيعة فصارت أصلاً فى نقل وتداول السلطة فى الدولة الإسلامية بصورة قريبة من صورة الانتخاب فى العصر الحديث . 
وهى دولة شرعية يخضع فيها الحاكم والمحكوم لأحكام الشرع ويترتب على ذلك نتائج هامة ربما نفصلها فيما بعد منها على سبيل المثال : 
(1) وجوب التزام منهج الشورى . 
(2) إرساء دعائم الحق والعدل والمساواة وكفالة الحقوق والحريات التى كفلتها شريعة الإسلام . 
(3) وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر فى غير معصية الله . 
(4) التزام منهج المناصحة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الإطار المحدد شرعاً. 
وأخيراً فهى دولة عقائدية تقوم على أساس عقائدى هو توحيد الله عز وجل والتزام شريعته . 
إن الدولة الإسلامية لا تسعى إلى مجرد تحقيق رفاهية الفرد والمجتمع فحسب بل تسعى إلى تحقيق سعادة الإنسان فى الدنيا والآخرة . وعلى الله قصد السبيل ، وهو المستعان .

الهوامش :
-----------------------------
(1) أخرجه مسلم – ك الفضائل – ب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأى – حديث رقم 2363 . 
(2) متفق عليه .

فضل الصيام في شعبان‏

فضل الصيام في شعبان‏
عَنْ حِبٍّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ". أخرجه أحمد (20758) والنسائي ( 1 / 322 ) والبيهقى فى شعب الإيمان (3/377 ، رقم 3820) . وأخرجه أيضًا : المحاملى فى أماليه (ص 416 ، رقم 486) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 4 / 522 ).
قال العلامة السندي في "شرح سنن النَّسائي":
قَوْله: ( وَهُوَ شَهْر تُرْفَع الْأَعْمَال فِيهِ إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ ) قِيلَ: مَا مَعْنَى هَذَا مَعَ أَنَّهُ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرْفَع إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ؟ قُلْتُ: يَحْتَمِلُ أَمْرَانِ، أَحَدُهُمَا أَنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُ الْجُمُعَةِ فِي كُلِّ اِثْنَيْنِ وَخَمِيس ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُ السَّنَةِ فِي شَعْبَانَ فَتُعْرَضُ عَرْضًا بَعْد عَرْضٍ وَلِكُلِّ عَرْضٍ حِكْمَة يُطْلِعُ عَلَيْهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ أَوْ يَسْتَأْثِرُ بِهَا عِنْدَهُ مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ خَافِيَةٌ، ثَانِيهِمَا أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهَا تُعْرَضُ فِي الْيَوْم تَفْصِيلًا ثُمَّ فِي الْجُمُعَةِ جُمْلَةً أَوْ بِالْعَكْسِ.

شعبان وصل .... وانت قاعد يا بطل

شعبان وصل .... وانت قاعد يا بطل
************ يلا معانا مافيش نوم , مافيش كسل , مافيش حاجه اسمها وانا هاعمل ايه يعنى ؟؟ لا معانا تعمل كتيــــــــــــــــــــــر اوى اوى , بس يلا خلى شعارك فى رمضان السنادى (( قوم . اتغير . يلا نعيش )) قوم : انسى الكسل واتعب شويه وقوم اشتغل لميزانك ولاخرتك وكمان دنيتك اتغير : ايوه اتغير وخلى رمضانك مايبقاش زى رمضان اللى فات لازم تتغير للاحسن وتعلى وتعلى يلا نعيش : يلا نعيش معنى السعاده , معنى العباده , يلا نعيش لربنا بجد طيب ايه اللى هنعملوا السنادى ؟؟ كلنا أكيد نفسنا نتغيرللأحسن فى علاقتنا مع ربنا نفسنا نمشى بقى فى الطريق الصح نفسنا نسمع الموعظه..تدخل قلوبنا علطووووول نفسنا نقرأ القرأن بتدبر وخشوووع نفسنا نحس بحلاوة الطاعه ولذه العبااادت نفسنا نقف نصلى ونحس بجد بمعيّه الله احنا زهقنااااا ............. من كتر المعااااصى ومش عايزين رمضـــــــان ده........ يبقى زى رمضان اللى فاااات ومش هاسيبك يارمضان تعدى منى ......... الا وانا انسان تانى وربنا راضى عنى طب وبعدييييييييييين ؟؟! الحل إيييييييييه ؟؟؟ عشان نفوز برضى الرحمن فى رمضان يمكن يكون سبب فى الثبات وزيادة الايمان مع بداية شهر شعبان ، لابد أن تسأل نفسك هل أعددت العُدَّة لاستقبال رمضان والفوز بجوائزه العظيمة من العتق من النيران وغُفران ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟؟ هل أعددت العُدَّة لكي تكون ممن يَمُنّ الله عز وجل عليهم هذا العام فتُكتَب من أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب ولا سابقة عذاب؟؟ إن لم يكن هدفك واضحًا، فمن الصعب أن تُبَلَّغ هذه المنازل العالية .. ولتنجح لابد أن يكون هدفك واضحًا ومحددًا وأن تقوم بالتركيز على تحقيق ها الهدف وعدم الإلتفات عنه .. فمن سيبايع الله ويجاهد نفسه هذا العام ليبشر بالجنه؟ .. من يقول أنا لها؟؟ أنا لم أُخلَّق إلا للجنة .. لم أُخلَّق إلا لأعبد ربى حتى لـو كنت أقــع في بعض الذنــــوب والمعاصي .. لكن لن أحيد عن طريق ربى أبدًا .. وشعارك في رمضان هذا العام .. <<=¤=~=¤= لن يسبقني إلى الله أحد =¤=~=¤=>> وطريق الوصول إلى الجنة يحتاج إلى جِدّ وإجتهاد .. فيجب أن تـُريَّ الله إنك صادق فى طلب مرضاته بس خد بالك..لازم تحفّز نفسك الأول لإستقبال الضيف الكريم إزااااااى ؟؟ 1) الخوف من عدم بلوغ رمضان .. لو كان عندك اليقين إنك قد لا تُبلَّغ رمضان هذا العام، سيدفعك الخوف لبذل كل ما بوسعك لتحقيق هدفك الذي خُلِقت من أجله وهو رضا الله عز وجل ولن تنشغل عنه بأي شيءٍ آخر. استشعر خطورة قول الله جل وعلا{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}[التوبة: 46] .. فمن لن يستعد من شعبان ويؤجل عمله حتى يأتى رمضان، لن يستطيع أن يعمل وقتها .. لأن الله قد أطلَّع على ما في قلبه فوجده ممتليء بحب الدنيا وشهواتها .. فسارِّع من الآن وطهِّر قلبك لكي تتمكن من قطع الطريق إلى الله تعالى .. فالطريق إلى الله يقطع بالقلوب لا بالاقدام،، 2) شوق يُفجِّر طاقاتك .. الشوق إلى لذة الطاعة في رمضان .. تذكَّر كم كنت تستمع بوقوفك بين يدي ربك رمضان الماضي، وكم بكت عينك من خشية الله .. فالشوق سيُبلِّغك تلك اللذة. 3) ضرورة وجود رصيد إيماني لديك .. يجب أن يكون لديك رصيد من الحسنات، لكي يحفظك ويُبلغك المنزلة .. قال تعالى {.. وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المزمل: 20] هااااااااااااا..حفزّنا نفوسنا لرمضان ، شوقّنا قلوبنا لشهر العتق .. ندخل بقى على أهم حاجه.. إزااااااى نستعد لرمضان ؟؟ 1/بالتوبة نبدأ...توبة نصوح (شاملة.. صادقة.. خالصة.. ) فهي خير بداية وأسأل الله أن نكون من التوابين فتب إلى الله بقلبك وجسدك وفعلك وقل يارب إن لم تغفر لى وترحمني أكن من الخاسرين يارب تقبل توبتي واجبر كسرتي ووفقني لحسن إستقبال الشهرالكريم قال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/ من الآية 31 .وعَنْ الأَغَرَّ بن يسار رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه مسلم ( 2702 ) . 2/الصلاه فى وقتها وخاصه صلاه الفجر والسنن الرواتب((2قبل الفجر+4قبل الظهرو2بعد الظهر+2بعد المغرب+2بعد العشاء)) حتى نستطيع المداومة والحفاظ عليها في الشهر الكريم فيبنى لك ولى قصر في جنة الرحمن..نسأل الله إياها..__والناس اللى همتها عاليه وتحب تزود 4ركعات قبل العصر تزود"رحم الله امرىء صلى قبل العصر اربع،مين مش عاوز رجمه ربنا؟؟؟..واللى يحب كمان يصلى بعد الظهر 4ركعات بدلا من2 ما شاء الله عليه "من صلى قبل الظهر اربع وبعد الظهر اربع حرمه الله على النار"__ 3/ الاذكااار..بالإضافة إلى أذكار الصباح والمساء..لازم يكون لنا ورد في كل مما يأتي • الكلمات الأربع (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) قال صلى الله عليه وسلم: "إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها" [صحيح الجامع: 2089] . • الصلاة على سيدنا النبي قال صلى الله عليه وسلم : "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات" [صحيح الجامع: 6359]. • الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا" [رواه ابن ماجة وصححه الألباني]. • الكلمتان الحبيبتان (سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم) قال صلى الله عليه وسلم :"كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" [رواه مسلم]. هااااا .. ورونا الهمة يا رجالة !! 4/هنصلي ركعتين قيام ليل بس..وندعي فيهم ربنا وبعد السلام أيضا منهم هندعي لأن الملائكة ستُأمن على دعائك. ((طرق قيام الليل__اللى يحب ب10 أيات حتى لايكتب إن شاء الله من الغافلين ، واللى عاوز يصلى ب100 أيه ويكتب إن شاء الله من القانتين ممكن يقرأ سورة الواقعه وهى 96 أيه فى اربع صفحات وعليهم 4أيات صغيرين من سورة الرحمن اللى قبلها، والناس اللى مواظبه على القيام من زمان ممكن تقوم بجزء كامل ، واللى عنده همه وعزيمه ووقت وعاوز يفوز بأن يكون من المقنطرين ويصلى ب1000أيه ..ممكن يقرأ الجزء 29و30+أخر صفحه من سورة التحريم..بكده هيتم الألف أيه بإذن الله)) كل واحد وهمته يا جماعه !! 5/ الدعاء ولو لدقائق معدودة جدا يوميا وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم فيدعو المسلم ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خير في دينه في بدنه ، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه ، ويدعوه أن يتقبل منه عمله . 6/صيام يومي الإثنين والخميس والأيام القمرية(13/14/15) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ .رواه البخاري ( 1868 ) ومسلم ( 1156 ) . عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، قَالَ : ( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) .رواه النسائي ( 2357 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح النسائي " . وفي الحديث بيان الحكمة من صوم شعبان ، وهو : أنه شهر تُرفع فيه الأعمال ، وقد ذكر بعض العلماء حِكمة أخرى ، وهي أن ذلك الصوم بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفرض ، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض ، وكذا يقال في صيام شعبان قبل رمضان . ومننساش..إبراء الذمة من الصيام الواجب . عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ رواه البخاري ( 1849 ) ومسلم ( 1146 ) . قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر ." فتح الباري " ( 4 / 191 ) . 7/واخيرا: قراءة جزء واحد من القرآن الكريم على الأقل ان شاء الله قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء . وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن . وقال أبو بكر البلخي : شهر رجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع . وقال – أيضاً - : مثل شهر رجب كالريح ، ومثل شعبان مثل الغيم ، ومثل رمضان مثل المطر ، ومن لم يزرع ويغرس في رجب ، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان . وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان ، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك ، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات . إيه رأيك برنامج بسيط صح؟؟ كلنا هنعمله بإذن الله .. يالا روح هات ورقة وقلم واكتبهم واحفظهم طيب حاجة أخيرة صغيرة أوي ربنا سبحانه وتعالى أعطاك نعمة البصر ونعمة السمع والعقل فاستخدمهم في طاعته بالله عليك ولا تستعين بها على معصيته واتقيه فإذا جاء أول ليلة في رمضان فأغلق التليفزيون وعلق عليه ورقة واكتب عليها((معطل لله)) بارك ربي فيك...حتى لا يضيع صيامك ومننساش الأتى فى معامله حبيبنا سبحانه وتعالى ... @_اقبِّل على ربك بكلك، يُقبِّل الله عز وجل عليك ..يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي ".. وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "[متفق عليه] @_اعزِّم على طلب رضا الله ..قال تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا، وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 18,19] اقصُّد الطريق بإخلاص تُبلَّغ ما عند الله من الخير .. أكثِّر من الدعاء ليل نهار بأن يرزقك الله الصدق والإخـلاص فى الأقوال والأعمال .. وقد بيَّن لنا النبي علاج الرياء، فقال"والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟، قال: قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم" [صحيح الأدب المفرد (716)] اضبُّط نيتك ..فلتتمهل لمدة عشر ثوان قبل أن تشرع في أي عمل، كي تحتسب نواياك لفعله. ملف تجاره النواياhttp://www.mediafire.com/?3tjfmjydlti كيف تحتسبين الاجر فى حياتك اليوميهhttp://www.mediafire.com/?my3znj3mhoy @_لا تتلون ولا تخادع نفسك ..فإن الصدق هو مفتاح الوصول، قال الله عز وجل {.. فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21] .. جاهد رجلاً من الأعراب مع النبي ، فعندما أعطاه نصيبه من الغنيمة قال "ما على هذا اتبعتك ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا" وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة، فقال"إن تصدق الله يصدقك"، فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي "أهو هو قالوا نعم قال صدق الله فصدقه"[رواه النسائي وصححه الألباني] لو إنك صادق والله لتبلَّغنّ ما لاعينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .. وسيُصلِّح الله لك حالك كما لم تتخيل من قبل،، أخوتى في الله بالله عليكم.. استعدوا لرمضان.. بل.. استعدوا للموت قول لنفسك..وقولى لنفسك لازم رمضان السنادى..بجد.. يكون احلى رمضان فى حياتى اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلا الموضوع متجمع من مواقع مختلفه للفائده

الخميس، 23 يوليو 2009

أنت مدير جديد.. إذن عَظَّمَ اللهُ أَجْرَك!!

أنت مدير جديد.. إذن عَظَّمَ اللهُ أَجْرَك!!
ما أسهل الإدارة لولا أن فيها إدارة الناس، كلما سمعت عن مدير جديد يتولى منصبه لأول مرة كلما دق قلبي إشفاقًا عليه. سيدي المدير: الآن أصبحت بين شقي الرحى .. ولا شيء لك سوى الطحن، ألم أقل لك في البداية "عَظَّمَ اللهُ أَجْرَك". هل دخلت مطعماً لتناول غدائك فوجدت أحد المشهورين يتناول غداءه؟ هل تستطيع أن تصف الحالة التي يكون عليها كلما هَمَّ بوضع لقمة في فمه، وكل العيون تنظر إليه هل تظنه سعيدًا بطعامه؟ سيدي المدير: كل العيون تنظر إليك.. أنت مُراقَب.. وتحت الأنظار..أنفاسك محسوبة، لو ابتسمت لفلان فأنت تحابيه.. ولو عبست في وجه فلان فأنت تضطهده. لا أعرف السبب الذي من أجله كانوا يسألوننا ونحن صغار ماذا تحب أن تصير عندما تكبر، لكني أتذكر الإجابات جيدًا …. طبيب، مهندس، ضابط، مدرس، طيار.. لكنني لا أحسب أن أحدنا تمنى أن يكون مديرًا يومًا ما، ولعلها الفطرة في نفوس الأطفال التي أدركت ماهية الوظيفة. ورغم كل ذلك دعني أتساءل هل نستطيع أن ننجز كل أعمالنا العظيمة.. دون إدارة؟ ودون مديرين.. وإذا كانت الإجابة لا.. فدعني أتساءل. كيف أصبح مديرًا جديرًا؟
أشياء يجب أن تكون عليها:
1- كُنْ مسئولاً:
مازال لفظ "المدير" لدينا يستعمل كمرادف للسلطة والهيمنة وهو مرادف عجيب للكلمة، والأعجب منه أن يستخدم مع كلمة "مسئول" نفس المرادفات التي تعني الهيمنة والسلطة.. مع أن مسئول تعني أنه سوف يسأل عما يقوم به.. ومازال الكثير من المديرين يؤمنون بهذا.. لكني أعتقد أنك لا تحب هذا الكلام؛ لذلك أدعوك إلى أن تنسى مرادفات الهيمنة والسلطة وتتذكر المرادف الوحيد الصحيح وهو "الرعاية" فكلكم راع ومسئول عن رعيته، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- كُنْ قدوة:
قد يتيح لك عملك الجديد فرصة عدم التوقيع عند الحضور والانصراف في دفتر الحضور والانصراف، لكن عليك أن تتذكر أن توقع في مكان آخر هو عيون وقلوب وعقول زملائك، فأنت مثال حي لكل من يعمل معك، وإذا لم تكن قدوة فلن يتبعك أحد، كما أنه عليك ألا تتوقع من الآخرين أن يبذلوا قصارى جهدهم، ما لم تقم أنت بذلك، كذلك احذر من كبوات الجياد المسماة بنوبات الغضب، فلو ارتفع صوتك بالصياح مرة واحدة فتوقع أن تتحول مؤسستك بعد قليل إلى خلية نحل، ولكن نَحْل لا ينتج عسلاً، بل يسمعك دوماً الطنين!! إن القائد القدوة هو الذي يخطط ميدان المعركة لزملائه ثم يسبقهم إليه.
3- كُنْ صحفيًّا.. أَدِرْ من موقع الحدث:
كله تمام.. الأمور تسير بانتظام شديد.. العمل يتم على أكمل وجه.. لا شكاوى.. لا مقترحات.. بالتأكيد أن هذا الكلام هو كلام الورق الذي يخدع أحيانًا، أما الإدارة فشيء آخر.. الإدارة هي أن تكون هناك بجوار العاملين تسألهم وتعيش معهم.. تشعر بحرارة الأماكن غير المكيفة فتشتعل في نفسك جذوة الحماس، إن المنتج الذي يخرج من مؤسستك لن يشعر به الناس إلا إذا عرفت أنت قيمته.. ولن تعرف قيمته إلا إذا عايشت لحظات بنائه حجرًا حجرًا.. عندما تكون مديرًا صحفيًّا.. سوف تشخص المشكلة بدقة، كما تستطيع أن تصف العلاج الفعّال لها. عندما تكون مديرًا صحفيًّا: سوف تسخر من التقارير الورقية التي تخبرك أن كل شيء تمام.. وأنه لا مشاكل على الإطلاق.. إنني أعرف أحد أهم صانعي بُنِّ القهوة في العالم الذي يُصِرُّ في صباح كل يوم أن ينزل إلى مطاحن البن؛ ليضرب بيده وسط البن ثم يرفعه ليستمتع برائحته، ولا يذهب إلى مكتبه قبل أن يجلس مع عماله ليستمتع معهم بفنجان قهوة الصباح، فهل شربت قهوة الصباح مع زملائك في ميدان معركتهم.. أقصد مواقع عملهم؟!
4- كُنْ أنت.. بعد التَّحْسين:
نحن جميعًا كجبل الجليد.. ما يظهر منا أصغر مما يختفي.. فلكل منا شخصيتان: الظاهرة، الباطنة.. يرانا الناس بشخصياتنا الظاهرة، وقد يستطيعون معرفة بواطننا من تصرفاتنا؛ لذلك كن على طبيعتك وسط الناس.. ولكن اعمل على تحسين هذه الطبائع. إذا كان من طباعك أنك تحب النوم كثيرًا، فهذا يعني أنك سوف تَحْضُر متأخرًا، أو على الأقل غير مهندم أو عيونك حمراء، كل ذلك يراه مَنْ حَولك فيك فيثير لديهم انطباعًا منك بالكسل؛ لذلك عليك بتحسين تلك العادة. وذلك بالآتي: قم من نومك قبل موعد نزولك من البيت بساعتين على الأقل كن أول من يأتي إلى العمل تناول طعام إفطارك مبكرًا مر على مواقع العمل مع أول ساعة عمل . إن الله تعالى قد جعل للكون نواميس، فجعل الليل لباسًا، وجعل النهار معاشًا، وحين نحارب هذه النواميس فإننا بذلك نظلم أنفسنا.
5- كُنْ مُوْقِدًا للشُّموع:
تستطيع في أي وقت أن تقف وتقول بين الناس جميعًا: هذا الموظف كسول.. أو إنه أخطأ في عمله.. أو إنه دائم التأخير.. وسوف تكسب الموقف، ولكن دعني أسألك أيهما أولى.. أن تكسب موقفًا ضد موظف ارتكب خطأً أم أن تكسب قلب موظف فيستحي أن يخطئ في عمله من أجل إرضائك، وعند ذلك فلن تعلن ظلام الخطأ، بل ستكون مُوقدًا لشموع العمل، وتعالَ معي نستمتع ببعض فقرات البحث الرائع "لجيمس ميلر"، والذي يتكلم فيه بعض الموظفين عن مديريهم.. يقول أحدهم: نسميه "حَلالُ العُقَد" فله حل مبتكر لكل مشكلة؛ مهما كانت معقدة، وهو يرصد مكافأة شهرية لأفضل مبتكر لكل جديد يساهم في رفع الإنتاجية أو تقليل النفقات، عندما يكون في المكتب تشعر أنك لن ترتكب أي خطأ، ويرجع الفضل لطريقته الماهرة في المتابعة والتحفيز. ويقول الآخر: "ليس مجرد مدير، بل قائد لفريق، كل شيء لديه يسير وفق خطة مدروسة يعرف كل موظف موقعه فيها بدقة، وهو يحرص على توعية الموظفين بالمهام المنوطة بهم؟، ثم يدرس معهم اقتراحات التنفيذ والأداء، ويترك لهم حرية تحديد فترة العمل التي تكفي لإنجاز المهام تبعًا للخطة.
إن إيقاد الشموع في العمل يتطلب منك الآتي:
أبرز السلوك الإيجابي أكثر من السلوك السلبي، فالسلوك الإيجابي يجعل الموظفين يحتذون به، أما السلوك السلبي فهو يشجع الموظفين على اقتراف أعمال سلبية، بحجة أن هناك أعمالاً أكثر سلبية يتم اقترافها . احرص على إعلان المكافآت وأسبابها . تجنب محاولات المنافسة والمقارنة بين الموظفين، لا تقل لموظف أبداً: إن فلان ينتقد عملك، بل على العكس، قل له: "إن فلاناً يحيِّي فيك كذا وكذا ". ارْبِت على كتف المحسن، وتجاوز عن المسيء ولكن لا تنسَ أبداً إساءته حتى يصير محسنًا . افتح قنوات الاتصال الحر.. هاتفك.. بريدك الإلكتروني.. الرسالة الفورية . احرص على إبراز رسالة المؤسسة كلما سنحت الفرص لذلك . اجعل العاملين عندك كفريق كرة القدم لكلًّ موقعه، ولكن إذا أحرز أحدهم هدفًا فإن الجميع يهنئه حتى ولو كان من المدافعين . ركِّز على النتائج .
مبادئ المدير الجديد :
أنا لست أهم من الموظفين، أنا فقط أكثرهم مسئولية لن أستطيع قيادة الناس بدفعهم من الخلف إذ يجب أن أسير أمامهم أولاً انسَ "أنا" تذكَّر "نحن". يرزق الله تعالى الطيرَ الحبَّ، لكن الحَبَّ لا ينبت في الأعشاش قائد الفريق يبنيه .. ويُحْرِز به أهدافًا عندما يتحدث عاملك عن نفسه لا تقاطعه أبدًا كلما ساعدت الآخرين على النجاح.. كلما ازددت نجاحًا الصمت وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي تستطيع أن تكسب موقفًا من زميل، لكن الأفضل أن تكسب قلبه.. لا الموقف إذا كنت تظن أنك وصلت إلى القمة، فلن تبذل أي جهد في سبيل مزيد من الارتقاء
منقول من كتاب : حتى لا تكون كلاً

الدولة الإسلامية والدينية والمدنية !

الدولة الإسلامية والدينية والمدنية !
بقلم د/ جمال المراكبى

******
 
الإسلام دين ودولة :

منذ تفككت الدولة العثمانية – دولة الخلافة الإسلامية – فى أوائل هذا القرن تحت وطأة النفوذ الاستعمارى الغربى ، وتمكن الغزو الفكرى الاستعمارى من السيطرة على كثير من رجال الفكر والثقافة فى بلاد المسلمين ، ثار الجدال حول طبيعة الدولة فى الإسلام ، هل هى دولة دينية أم هى دولة مدنية . وقد بلغ هذا الجدل ذروته حين خرج الشيخ على عبد الرازق على الناس بكتابه " الإسلام وأصول الحكم " وزعم فيه أن الإسلام دين ورسالة سامية ، لا علاقة له بالحكم والسياسة وقد ارتفعت أصوات العلماء بالإنكار على هذه المقولة وقائلها ، وتفنيد الشبهات التى أثارها فى هذا الشأن وقامت هيئة كبار العلماء فى هذا الوقت بمناقشة الشيخ فى هذه الأفكار ، وعلى أثرها ثم طرد الشيخ من هذه الهيئة العلمية ، وتحمس للشيخ كثير من الذين تصدوا للفكر وسيطروا على وسائل الإعلام فى هذا الوقت واعتبروه مثالاً للتحررية الفكرية ، ومعولاً لهدم الفكر البالى المتمثل من وجهة نظرهم فى الفقهاء وعلماء الدين . 
وهذه خطوة لبحث هذا الأمر بتجردٍ وحيدة .

الرسول صلى الله عليه وسلم يرسى دعائم الدولة :-

انطلقت الشرارة الأولى للدعوة الإسلامية فى مكة المكرمة ، وقد أبى عامة أهلها الانقياد لهذا الدين ، فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم يبحث عن أرض تنطلق منها دعوة الإسلام دون قيود ، فكانت هجرة المستضعفين إلى الحبشة ، وأخذ النبى صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب ويقول : " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفحلوا ، وتملكوا بها العجم فإذا آمنتم كنتم ملوكاً فى الجنة " (1) . 
وينبغى أن نلاحظ فى هذه الدعوة الإشارة إلى الدولة ، وإلى ملك العرب والسيطرة على العجم تحت راية هذا الدين . 
وقد أثمرت هذه الدعوة ، وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عقداً مع الأنصار وذلك لتأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وقد عرف هذا العقد باسم بيعة العقبة (2) . 
وما أن خطت قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينته الجديدة حتى بدأ فى تأسيس الدولة وإرساء دعائمها ، فبدأ ببناء المسجد ، وآخى بين المهاجرين والأنصار ، وعقد معاهدة مع قبائل اليهود بالمدينة وضمن ذلك كتاباً كان بمثابة الدستور للدولة الجديدة . (ابن هشام – السيرة ج2 ص 318 – 320 ) 
وفى ظل الدولة انطلقت الدعوة ، ولم تمض عدة سنوات حتى دانت جزيرة العرب بالإسلام ، واتسعت رقعة الدولة ، وصار النبى صلى الله عليه وسلم يرسل السفراء إلى ملوك الدول من حوله داعين إلى الإسلام ، ويرسل الأمراء فى أقطار الدولة لجباية الزكوات ، والحكم بين الناس ، فأرسل علياً ومعاذاً وأبا موسى إلى اليمن ، وولى عتاب بن أسيد على مكة وأرسل العلاء بن الحضرمى إلى البحرين ، وفى هذه الأثناء اكتملت الشريعة ، وتوطدت دعائم الدولة ، وأتم الله نعمته على عباده " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " المائدة

دولة الخلافة :-

توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أى لم يصرح للمسلمين باسم القائد والحاكم من بعده ، ولم يجد المسلمون أمامهم سوى أن يقوموا على أمر هذا الدين حتى يكونوا كما وصفهم رب العالمين سبحانه " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " ( آل عمران : 110 ) . 
وقد قام الصديق لينبه الناس إلى هذه الحقيقة فقال :- أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت ، ثم تلا " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " ( آل عمران 144) . وإن محمداً قد مضى بسبيله ، ولابد لهذا الأمر من قائم يقوم به (3) . 
نعم .. لا بد لهذا الأمر من قائم يقوم به ، قائم يقوم على أمر المسلمين يؤمهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترك السبيل نهجاً واضحاً أحل الحلال وحرم الحرام ، وحارب وسالم . 
وهكذا اتفق المسلمون على وجوب الإمامة ، أى على وجوب نصب إمام يقود المسلمين ويخلف النبى صلى الله عليه وسلم فى أمته (4) . 
وعلى هذا الأساس بايع المسلمون أبا بكر خليفة لرسول الله ودخلوا فى طاعته . وهكذا تمخضت النبوة عن خلافة راشدة تسير على منهاج النبوة فى سياسة الناس بشرع الله تعالى . 
وقام أبو بكر بردع المرتدين ، وخرجت جموع المسلمين فى الآفاق ففتح الله عليهم بلاد الفرس والروم ، وفتح بدعوتهم قلوب العباد ، فدخل الناس فى دين الله أفواجاً . 
ولكن زمان الخلافة الراشدة لم يطل ، فصار ملكاً عضوضاً وزالت خلافة الملك فصار ملكاً جبرياً . 
ونحن نأمل فى تطبيق شرع الله على طريقة الراشدين ، وليس معنى هذا أننا نريد أن نرتد إلى الوراء ، وإنما نريد أن نسعى إلى الأمام فى ظل شريعة الإسلام التى أنزلها الله عز وجل وأتمها وأكملها لتحكم الناس فى كل زمان ومكان .

ونحن على أمل أن يقوم المسلمون – حكاماً ومحكومين – بتحقيق هذه الغاية التى بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " (5) " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" ( المائدة : 2 ) وإلى لقاء آخر .

الهوامش :
---------------------------

(1) أخرجه ابن سعد فى الطبقات ج1 ص145 ، ونقله ابن القيم ، فى زاد المعاد ج3 ص 43 . وفى سنده محمد بن عمر الواقدى وهو متروك متهم بالكذب ، ثم هو مرسل . وللحديث طرق وشواهد بمعناه دون قوله : " فإذا آمنتم كنتم ملوكاً فى الآخرة " فشطر الحديث الأول صحيح ، وانظر مسند الإمام أحمد (3/492)،(4/63 ،341 ) ، (5/376 ) ، وابن حبان فى صحيحه ( رقم1683- موارد ، ومستدرك الحاكم (2/624) ، ودلائل النبوة للبيهقى ، وانظر البداية والنهاية (3/139) لابن كثير ، والفصول فى سيرة الرسول (ص46-ط دار الصفا ) لابن كثير ، ودفاع عن الحديث النبوى ( 20 – 22 ) للعلامة الألبانى .

(2) كانت هذه البيعة بمثابة عقد تأسيس الدولة الإسلامية ، وقد اختار النبى صلى الله عليه وسلم ممثلين عن باقى الأنصار عرفوا بالنقباء .

(3) ابن كثير – البداية والنهاية ج3 ص 242 وما بعدها .

(4) وهذه من مسائل الإجماع – ومن هنا سمى الحاكم إماماً وخليفة .

(5) أخرجه أحمد فى مسنده ج4 ص 273 ، وأخرجه الطبرانى والبزار وقال الهيثمى : رجاله ثقات – مجمع الزوائد ج5 ص 189 وأخرجه الألبانى فى سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1 ص8 حديث رقم (5) .

همسات فى فن الحوار

همسات فى فن الحوار
أيها الحبيب .. حتى نرتقي بحواراتنا .. ونتألَّق في الحفاظ على أجواء اجتماعاتنا ولقاءاتنا .. ولكي نخرج منها بثمرةٍ وفائدة ؛ كتبتُ إليك هذه الهمسات السريعة ، خرجت من قلبٍ محبّ ، وهي مشتاقةٌ أن تستقرّ في قلبك ، فارفُق بها :
الهمسة الأولى :
لا تقاطع مَن أمامك ، واتركه حتى يطرح رأيه ، وينتهي من عرضه كاملاً .
الهمسة الثانية :
حاول أن تستوعب جميع ما يطرحه الطرف الآخر قبل الإجابة عليه ، وتريَّث قبل التحدُّث معه .
الهمسة الثالثة :
إياك أن تحتقر آراء الآخرين ، وأظهر اهتمامك بما يتحدثون ، حتى وإن لم تقتنع بما يقولون .
الهمسة الرابعة :
تبسَّط في الحديث ، وخاطب الناس بما يعقلون ، وتجنَّب التشدُّق والتقعُّر في الكلام .
الهمسة الخامسة :
خيرُ الكلام ما قلَّ ، ولم يطُل فيُملّ ، فاختصر كلامك ، ولا تتكلم إلا بما يُستفاد من ذكره .
الهمسة السادسة :
تأدَّب في الحوار مع أهل العلم والفضل والرأي ، واختر الأوقات المناسبة في ذلك ، ولا تُكثِر عليهم ، فإنما هم مشغولون بما هو أهمّ .
الهمسة السابعة :
تجنَّب الحديث في الأشخاص ، وناقش الرأي دون التعرُّض لقائله .
الهمسة الثامنة :
تودَّد وتلطَّف في الحديث مع من تحاوره ، ولا يمنعك الاختلاف معه إلى القسوة عليه ، فإن ذلك أدعى لقبول رأيك ، { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه44 .
الهمسة التاسعة :
اِختر أجمل العبارات وأحسنها ، وإياك والتجريح ، وأحذِّرك من اتِّهام النيَّات .
الهمسة العاشرة :
إذا شعرت أن الحوار عقيم ، والفائدة منه معدومة ، أو أن الطرف الآخر قد بدأ في الجدال والمخاصمة فتجنَّبه ، ونبيُّك صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقّاً ) . أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
تلك عشَرَةٌ كاملة ، كتبتها باختصار ، وأملي : أن ينفع الله بها ، وأرجو من قارئها : الدعاء والاستغفار لي بظهر الغيب . اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت .. واصرف عنَّا سيِّئها ، لا يصرفُ عنّا سيِّئها إلا أنت .. يا سميع الدعاء .

icdl arabic vedio

icdl arabic vedio

http://rapidshare. com/files/ 256904005/ sharawy-ICDL1. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 256923798/ sharawy-ICDL1. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 256943663/ sharawy-ICDL1. part3.rar http://rapidshare. com/files/ 256960728/ sharawy-ICDL1. part4.rar http://rapidshare. com/files/ 256980196/ sharawy-ICDL2. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 256997655/ sharawy-ICDL2. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 257003625/ sharawy-ICDL2. part3.rar http://rapidshare. com/files/ 257061009/ sharawy-ICDL3. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 257072536/ sharawy-ICDL3. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 257081044/ sharawy-ICDL3. part3.rar http://rapidshare. com/files/ 257093033/ sharawy-ICDL4. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 257107525/ sharawy-ICDL4. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 257121995/ sharawy-ICDL4. part3.rar http://rapidshare. com/files/ 257138663/ sharawy-ICDL4. part4.rar http://rapidshare. com/files/ 257153075/ sharawy-ICDL4. part5.rar http://rapidshare. com/files/ 257258988/ sharawy-ICDL5. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 257277706/ sharawy-ICDL5. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 257284215/ sharawy-ICDL5. part3.rar http://rapidshare. com/files/ 257304871/ sharawy-ICDL6. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 257325114/ sharawy-ICDL6. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 257343194/ sharawy-ICDL6. part3.rar http://rapidshare. com/files/ 257347544/ sharawy-ICDL6. part4.rar http://rapidshare. com/files/ 257417167/ sharawy-ICDL7. part1.rar http://rapidshare. com/files/ 257428405/ sharawy-ICDL7. part2.rar http://rapidshare. com/files/ 257437389/ sharawy-ICDL7. part3.rar

الأربعاء، 22 يوليو 2009

التعريف بنظام الحكم في الإسلام

التعريف بنظام الحكم في الإسلام
د.جمال المراكبي
نظام الحكم في الإسلام – كما هو واضح من مسماه – نظام يقوم على شريعة الإسلام ، تنفيذًا وتطبيقًا ، إنه يخدم شريعة الإسلام ويخضع لها ، فهو يحكم بها ، ويُحكم أيضًا بها . ويطلق على هذا النظام اسم الخلافة أو الإمامة . وقد يختلط مفهوم الخلافة بمسميات أخرى ، كالولاية ، والإمارة ، والسلطان ، والملك ، حتى يعتقد البعض أنها مترادفات ، وأنها ترمي جميعًا إلى معنى واحد ؛ هو قيادة الأمة . والحق أن للخلافة مدلول خاص لا يتطابق كثيرًا مع هذه الألفاظ التي تفيد عموم الولاية ، وإذا كانت الخلافة ولاية ، فهي ولاية من نوع خاص كما سيتضح لنا فيما بعد .
معنى الولاية والإمارة والسلطان والملك : الولاية تطلق ويراد بها النصرة ، وتطلق على الإمارة ، والسلطان من ولي الشيء وولي عليه ولاية وولاية . وذهب البعض إلى أنها – بالكسر – الإمارة ، وبالفتح النصرة . قال الزجاج : الولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة ، ليفصل بـين المعنيـين . ومن أسماء اللَّه تعالى (( الولي )) ، وهو الناصر ، وقيل : المتولي لأمر العالم والخلائق ؛ القائم بها ، ومن أسمائه عز وجل (( الوالي )) ، وهو مالك الأشياء جميعها ، المتصرف فيها . قال ابن الأثير : وكأن الولاية تشعر بالتدبـير والقدرة والفعل وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الولي([1]) . والإمارة والإمرة كولاية ، والتأمير : تولية الإمارة ، وأمير الأعمى قائده ؛ لأنه يملك أمره ، والأمير : الملك لنفاذ أمره ، أولو الأمر : الرؤساء والعلماء([2]) . والسلطان هو المتسلط ، من السلاطة والقهر ، والاسم سلطة . والسلطان الحجة والبرهان ، والتسلط إطلاق السلطان . قال أبو بكر : في السلطان قولان : أحدهما أن يكون سمي سلطانًا لتسليطه ، والآخر أن يكون سمي سلطانًا ؛ لأنه حجة من حجج اللَّه . ولذلك قيل للأمراء سلاطين من تسلطهم ، أو لأنهم الذين تقام بهم الحجة والحقوق([3]) . والملك والملكوت هو العز والسلطان . وملك اللَّه تعالى وملكوته : سلطانه وعظمته . ولفلان ملكوت العراق ، أي : عزه وسلطانه وملكه . والملك والمُلك والمليك والمالك : ذو الملك . وملّك القوم فلانًا على أنفسهم وأملكوه : صيروه ملكًا([4]) . وواضح أن هذه الألفاظ تفيد عموم القدرة والتدبير والتصرف ؛ لذا كان للمولى تبارك وتعالى كمالها ، وكان للبشر منها ما يناسب قدرتهم .
معنى الخلافة : جاء في (( اللسان )) : واستخلف فلانًا من فلان : جعله مكانه . وخلف فلان فلانًا إذا كان خليفته . يُقال : خلفه في قومه خلافة K وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي J [ سورة الأعراف ، آية رقم 142 ] . واستخلفته أنا : جعلته خليفتي ، واستخلفه : جعله خليفة . والخليفة الذي يستخلف ممن قبله ، والجمع خلائف وخلفاء . والخلافة : الإمارة ، وهي الخليفي ، وفي حديث عمر : (( لولا الخليفي لأذنت )) ، وهو مصدر يدل على الكثرة ، يريد به كثرة اجتهاده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها . والخليفة : السلطان الأعظم ، وقد يؤنث . وقال الفراء في قوله تعالى : K هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ J [ سورة فاطر ، آية رقم : 39 ] : جعل أمة محمد خلائف كل الأمم ، وقيل : خلائف في الأرض يخلف بعضكم بعضًا([5]) . وواضح أن كلمة خلافة تشير إلى قيام شخص محل شخص آخر أو قيام جماعة مقام جماعة أخرى . وليس في معنى الكلمة أية إشارة إلى ما جاء في معاني الألفاظ السابقة من القدرة والتصرف والتدبـير . ولقد ظهر في الفقه الإسلامي اتجاه يرى أن الخلافة نيابة عن اللَّه تعالى([6]) . قال الزجاج : جاز أن يقال للأئمة خلفاء اللَّه في أرضه ، بقول اللَّه عز وجل : K يَا دَاودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ J ([7]) . ولكن هذا الاتجاد لقي معارضة شديدة ؛ لأنه يتنافى مع كمال اللَّه تعالى ، فاللَّه تعالى حاضر لا يغيب . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والخليفة هو من كان خلفًا عن غيره ، والمراد بالخليفة أنه خلف من كان قبله من الخلق ، والخلف فيه مناسبة ، كما كان أبو بكر الصديق خليفة رسول اللَّه S ؛ لأنه خلفه على أمته بعد موته ، وكما كان النبي S إذا سافر لحج أو عمرة أو غزوة يستخلف على المدينة من يكون خليفة له مدة معينة . وقد ظن بعض القائلين الغالطين أن الخليفة عن اللَّه مثل نائب اللَّه ، وزعموا أن هذا بمعنى أن يكون الإنسان مستخلفًا . واللَّه لا يجوز له خليفة ، ولهذا لما قالوا لأبي بكر : يا خليفة اللَّه ، قال : لست بخليفة اللَّه ، ولكني خليفة رسول اللَّه S ، وحسبي ذلك . بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره ، قال النبي S : (( اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأرض … )) . والخليفة إنما يكون عند عدما لمستخلف بموت أو غيـبة ، ويكون لحاجة المستخلف إلى الاستخلاف ، وكل هذه المعاني منتفية في حق اللَّه تعالى وهو منزه عنها ، فإنه حي قيوم شهيد لا يموت ولا يغيب . ولا يجوز أن يكون أحد خلفًا منه ، ولا يقوم مقامه ؛ لأنه سمى له ولا كفء له ، فمن جعل له خليفة فهو مشرك به([8]) .
معنى الإمامة : جاء في (( لسان العرب ))([9]) : أم القوم وأم بهم : تقدمهم ، وهي الإمامة . والإمام : كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين . قال الجوهري : الإمام الذي يقتدى به ، وجمعه : أيمة . وإمام كل شيء قيمه ، والمصلح له ، والقرآن إمام المسلمين ، وسيدنا محمد S إمام الأئمة ، والخليفة إمام الرعية ، وإمام الجند قائدهم . وهذا أيم من هذا وأوم من هذا : أي أحسن إمامة منه . ويقال : فلان حسن الإمة : أي حسن القيام بإمامته إذا صلى بنا . والإمام : المثال . والإمام : الخيط الذي يمد على البناء فيبنى عليه ويسوى عليه . والدليل إمام السفر . وقال الراغب : الإمام : المؤتم به ، إنسان كان يقتدى بقوله أو فعله ، أو كتابًا أو غير ذلك ، محقًا كان أو مبطلاً([10]) . ويلاحظ أن كلمة الإمامة قد وردت في أكثر آيات الكتاب دالة على الهداية إلى الخير ، ولكنها استعملت أيضًا على أنها تفيد معنى الشر ، ولهذا قال صاحب (( اللسان )) : الإمام كل من ائتم به قوم ، كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين ، وكذلك قال الراغب : الإمام المؤتم به محقًا كان أو مبطلاً . ولكن الكلمة إذا أطلقت فإنها تفيد معنى الهداية إلى الخير ، كما في قوله تعالى : K إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا J [ سورة البقرة ، آية رقم : 124 ] ، وقوله : K وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا J [ سورة السجدة ، آية رقم : 24 ]([11]) ، أما حين يراد بها معنى الشر فإنها تأتي مقيدة به ، كما في قوله تعالى : K فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ J [سورة التوبة ، آية رقم 12]([12]) . وإذا كان القرآن الكريم قد وصف الأنبـياء والهداة المتقين بأنهم أئمة ، فلعل إطلاق اسم الإمامة على نظام الحكم الإسلامي يتضمن الإشارة إلى أن هذا النظام نظام هداية ورشاد . إن لفظ الإمامة يعني الاقتداء والاتباع الواجب على جميع الأمة للإمام القائد الذي يمسك بزمام الأمور ، فهو إمام الصلاة ، وإمام الحجيج ، وإمام المجاهدين . ولفظ الخلافة يعني حلول الإمام – الخليفة – محل رسول اللَّه S في قيادة الأمة ، إنه يقوم في مقام النبي S في كل شيء ما عدا تلقي الوحي الذي هو من خصائص النبوة . إن بين الاسمين صلة وثيقة تجمع بينهما ، إنهما يرميان في الشرع والاصطلاح إلى معنى واحد هو قيادة الأمة الإسلامية بشرع اللَّه تعالى ، تأسيًا واقتداء برسول اللَّه S ، وخلافة عنه . لقد تعددت التعريفات التي أطلقها الفقهاء على الخلافة – الإمامة – وإن كانت جميعها ترمي إلى هذا المعنى الذي أشرنا إليه ، وسوف نذكر بعض هذه التعريفات على سبيل المثال : 1- الإمامة رياسة تامة ، وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة ، في مهمات الدين والدنيا([13]) . 2- رياسة عامة لشخص مخصوص بحكم الشرع ، ليس فوقها يد([14]). 3- الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به([15]) . 4- حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها – إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة – فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين ، وسياسية الدنيا به([16]) . وواضح أن كل هذه التعريفات قد ركزت على أمور هامة تميز الخلافة كنظام للحكم عن غيرها من هذه الأمور : 1- عموم الولاية ، فهي رياسة عامة وتامة تـتعلق بالخاصة والعامة وهي حمل للكافة . وفي هذا العموم إشارة إلى وحدة الخلافة ، فولاية الخلافة عامة على دار الإسلام . 2- عموم الغاية . فغايتها حفظ الدين – حراسة الدين – وسياسة الأمة به أو سياسة الدنيا به . وفي هذا العموم إشارة إلى أن اختصاصات الخليفة عامة ، تجمع بـين أمور الدين والدنيا . 3- القيام مقام صاحب الشرع في قيادة الأمة به ، فهي خلافة النبوة على حد تعبـير الماوردي ، أو خلافة عن صاحب الشرع على حد تعبـير ابن خلدون . 4- تنفيذ الشرع الإسلامي ، فهي تحكم بشرع اللَّه ، وتُحكم به ، فلا يجوز الخروج عليه بحال ، فهي رياسة عامة بحكم الشرع ، وهي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي . وعلى هذا فالخلافة – الإمامة – هي الحكومة الإسلامية الشرعية . أو بعبارة تعين المعنى وتحدده هي الحكومة التي تكون الشريعة الإسلامية قانونها الأكبر – الدستور – وقانونها العادي ، والتي تستمد سند شرعيتها من الشريعة ، والتي يخضع لسلطانها كل المسلمين على الإقليم الإسلامي الكبـير . وإذا كانت الإمامة تساوي الخلافة عند أهل السنة ، فإن الشيعة يذهبون إلى أن الإمامة أخص من الخلافة فهي أكمل ؛ لأن الإمام عندهم هو صاحب الحق الشرعي في ولاية أمر المسلمين ، سواء تولى بالفعل أم لا ، أما الخليفة فهو صاحب السلطة الفعلية ، أما إذا تولى الإمام السلطة فعلاً ، فهو إمام وخليفة كما عند أهل السنة([17]) .
الخلافة الصحيحة والخلافة الناقصة : من الجدير بالذكر أن نميز في هذا الصدد بـين نظام الخلافة الصحيحة أو خلافة النبوة ، وبـين نظام الخلافة الناقصة أو خلافة الملك ؛ لأن عدم التميـيز بين النظامين يسبـب خلطًا ووهمًا ، مما يساعد على عدم فهم طبيعة النظام الذي نحن بصدده . وهذا التميـيز ليس بدعًا ، فقد وردت به النصوص ، وأجمع عليه المسلمون ، قال رسول اللَّه S : (( خلافة النبوة ثلاثة سنة ، ثم يؤتى اللَّه ملكه – الملك – من يشاء ))([18]) . وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن خلافة الخلفاء الراشدين هي خلافة النبوة ، وأن من بعدهم من الخلفاء كانوا ملوكًا ، أو بتعبـير أدق خلافتهم خلافة ملك . وخلافة الملك خلافة ناقصة ، أو هي خلافة ضرورية ، يقبلها المسلمون حين يعجزون عن تحقيق الخلافة الراشدة ، وهذا يكون لنقص في الراعي والرعية جميعًا ، فإنه كما تكونون يولى عليكم . وقد استفاض وتقرر ما قد أمر به النبي S من طاعة الأمراء في غير معصية اللَّه ، ومناصحتهم ، والصبر عليهم في حكمهم ، وقسمهم ، والغزو معهم ، والصلاة خلفهم ، ونحو ذلك من متابعتهم في الحسنات التي لا يقوم بها إلا هم ، فإنه من باب التعاون على البر والتقوى ، وما نهى عنه من تصديقهم بكذبهم وإعانـتهم على ظلمهم وطاعتهم في معصية اللَّه ، ونحو ذلك مما هو من باب التعاون على الإثم والعدوان([19]). وخلافة الملك غير جائزة في الأصل ، وذلك لأن خلافة النبوة واجبة ، وقد قال النبي S : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديـين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة )) . بعد قوله : (( فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثير ))([20]) . فهذا أمر وحض على لزوم سنة الخلفاء الراشدين ، وأمر بالاستمساك بها ، وتحذير من المحدثات المخالفة ، وهذا الأمر والنهي من النبي S دليل بيّن في والوجوب([21]) . وأيضًا فكون النبي S استاء للملك بعد خلافة النبوة دليل على أنه متضمن ترك بعض الدين الواجب([22]) . إن أساس نظام الخلافة الناقصة كما سبق أن بـينا هو فكرة الضرورة ، فالضرة تجعل المحظور جائزًا ، فحكومة الخلافة الناقصة جائزة طالما أنها تمثل أخف الضررين ، فقيام حكومة خلافة ناقصة أخف ضررًا من غياب كامل للحكومة الإسلامية – للخلافة الصحيحة . ومعلوم أن الضرورة تقدر بقدرها ، وينـبني على ذلك أمران : الأول : أن تلتزم الحكومة الناقصة بتطبيق كل قواعد الحكومة الصحيحة التي لا تعطلها الضرورة . الثاني : أن الحكومة الناقصة لا تستمر إلا طالما وجدت حالة الضرورة التي سبـبتها فقط ، وتـزل بزوال هذه الضرورة([23]) .
ومن الضرورات التي تفرض الخلافة الناقصة : - التغلب وهو أن يفرض شخص أو جماعة سيطرتهم بالقوة . - وغياب مستوفي الشروط ، فيضطر الناخبون لاختيار من لم تتوفر فيه الشروط كاملة([24]) . والخلافة الناقصة ليست ملكًا خالصًا ، كالملك الطبـيعي الذي حمل على الكافة على مقتضى الغرض والشهوة ، والملك السياسي الذي هو حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع المضار ، وليست خلافة كاملة راشدة – خلافة نبوة – وإنما هي مزيج بـين الخلافة والملك ؛ لأجل ذلك كانت تسميتها خلافة ملك . ويجوز تسمية من بعد الراشدين خلفاء ، وإن كانوا ملوكًا ، ولم يكونوا خلفاء الأنبـياء ، بدليل قول النبي S : (( … وستكون خلفاء فتكثر )) . قالوا : فماذا تأمرنا ؟ قال : (( فوا بـبـيعة الأول فالأول ))([25]). فقوله : (( فتكثر )) دليل على من سوى الراشدين فإنهم لم يكونوا كثيرًا ، وقوله : (( فوا بـبـيعة الأول فالأول )) دل على أنهم يختلفون ، والراشدون لم يختلفوا([26]) . وأصرح من ذلك قول النبي S : (( إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ))([27]) ، والراشدون كانوا أربعة . وفي الأثر أن عمر بن الخطاب سأل سلمان الفارسي : أملك أنا أم خليفة ؟ فقال سلمان : إن أنت جبـيت من أرض المسلمين درهمًا أو أقل أو أكثر ، ثم وضعته في غير حقه ، فأنت ملك غير خليفة . وفي رواية أخرى أن عمر قال : واللَّه ما أدري أخليفة أنا أم ملك ؟ فقيل له : أن الخليفة لا يأخذ إلا حقًّا ، ولا يضعه إلا في حق([28]). ومما هو جدير بالذكر أنـنا نحاول في هذه الدراسة أن نـتـناول نظام الخلافة الصحيحة دون نظام الخلافة الناقصة ، وهذا لا يعني أنـنا لا نشير في بعض الأحيان إلى نظام الخلافة الناقصة ، إن نظام الخلافة الصحيحة هو المثل الأعلى الذي نصبو إليه ، ونطمع في تحقيقه ، إنه النظام الذي وعد اللَّه به المؤمنين الذين استكملوا الإيمان بالعمل الصالح ، إنه النظام الذي أسسه النبي S وأرسى قواعده ، وبلغ الذروة في عهده خلفائه الراشدين ، وما تحقيقه بـبعيد ، وما ذلك على اللَّه بعزيز . (( تكون النبوة فيكم ما شاء اللَّه أن تكون ، ثم يرفعها اللَّه إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء اللَّه أن تكون ، ثم يرفعها اللَّه إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء اللَّه أن يكون ، ثم يرفعها اللَّه إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا جبريًا ، فتكون ما شاء اللَّه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ))([29]).
الهوامش :
([1]) لسان العرب ، ابن منظور ، ج 6 ص 4920 بتصرف . دار المعارف . ([2]) لسان العرب ج 1 ص 128 بتصرف . وانظر : مختار الصحاح ط نظارة المعارف العمومية سنة 1904 م ص 36 . ([3]) لسان العرب ج 3 ، ص 2065 . ([4]) لسان العرب ج 4 ص 4266 . ([5]) لسان العرب ج 1 ص 1235 . ([6]) ذهب الأستاذ المودودي إلى أن الإنسان خليفة اللَّه في الأرض ، والمراد بالخلافة في الأرض خلافة حكومة الأرض ومملكتها ، ففي الخلافة يتبدى معنى الحاكمية والسلطان باعتبار أنها خلافة إلهية ونيابة عن الحاكم الأعلى ، فالإنسان هو خليفة اللَّه في أرضه بما تحمله من أمانة التكليف : K إن عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً J [ سورة الأحزاب : 72 ] . فلفظ الأمانة يوضح مفهوم الخلافة ومعناها ، وكلا اللفظين يلقى الضوء على وضع الإنسان الصحيح بالنسبة إلى نظام العالم ، فهو حاكم الأرض ، لكنه حكمه لها ليس في ذاته وأصله ، بل هو حكم مفوض إليه Delegated . ومن ثم عبر اللَّه عن سلطانه المفوضة إلى الإنسان بلفظ الأمانة ، وعلى هذا سمى اللَّه من يستخدم هذه السلطات المفوضة إليه من جانبه تعالى (( خليفة )) . الحكومة الإسلامية ص 87: ص 93 ، ن المختار الإسلامي . وعلى هذا الأساس أقام المودودي نظريته في الخلافة ، فاللَّه تعالى هو الخالق والسيد الحاكم ، والذين يقومون بتنفيذ قانون السماء ما هم إلا نوب عن الحاكم الحقيقي ، وهذا موقف أولي الأمر في الإسلام والذين وعدهم اللَّه تعالى بالاستخلاف في الأرض : K وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا J [ سورة النور : 55 ] . وفي هذه الآية يبدو أمران عظيمان : الأول : أن الإسلام يستعمل لفظ الخلافة بدل الحاكمية ، وإذا كانت الحاكمية للَّه خاصة ، فكل من قام بالحاكم في الأرض وفق شريعة الإسلام يكون خليفة للحاكم الأعلى . الثاني : أن اللَّه قد وعد جميع المؤمنين بالاستخلاف ، ولم يحدد أحدًا بعينه ، فالمؤمنون كلهم خلفاء اللَّه خلافة عامة ، وهذه الخلافة العامة لا يختص بها فرد أو أسره أو طبقة ، بل كل مسلم خليفة ، وهو مسئول أمام ربه ، كما قال النبي S : (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) . ثم ذكر الإمام والرجل العادي حتى المرأة والعبد . ( البخاري ك الأحكام ب 1 ج رقم 7138، ومسلم ك الإمارة ب 5 ح رقم 1829) . ومن هنا يبدو أن اللَّه قد خول المؤمنين حاكمية شعبية مقيدة بسلطة اللَّه القاهرة وحكمه الذي لا يغلب ، ولا تتألف السلطة التنفيذية إلا بآراء المسلمين ، وبـيدهم يكون عزلها من منصبها ، ومن هنا تبدو الصبغة الديمقراطية ، وتزول شبهة الثوقراطية . فالخليفة نائب عن الأمة – مجموع الخلفاء عن اللَّه – ليقودها بمقضتى شرع اللَّه إلى ما فيه مصلحتها الدنيوية والأخروية ، فليس للخليفة ، بل وليس لجميع الأمة الخروج على مقتضى الشرع وإلا زالت عنهم صفة الخلافة العامة ، ولذلك فلو خرج الخليفة على مقتضى الشرع وجب الخروج عليه على جميع الأمة . ( بتصرف من كتاب نظرية الإسلامية السياسية ص 17 : ص 25 ) . وقد رتب الدكتور القطب طبلية على هذه النظرية نتائج منها : أن وعد اللَّه الذين آمنوا بالاستخلاف وعدًا عامًا يشمل جميع المكلفين ، فلا يمكن تخصيصه واعتباره خاصًا بالرجال دون النساء ، وعلى هذا فإن حق التصويت يكون ثابتًا لكل بالغ عاقل ذكرًا كان أو أنثى . وهذا العام الذي جاءت به الآية الكريمة يقيده الخاص الذي جاء في الحديث : (( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )) . أخرجه البخاري ك الفتن ح 7099 . والقاعدة أن تقيـيد الخاص للعام يكون في أضيق الحدود ، فلا تحرم المرأة في نطاق الحقوق السياسية – فيما يرى – إلا من رئاسة الدولة ، وكذلك من رئاسة الوزراء في النظام البرلماني . ( د . القطب طبلية – الوسيط في النظام الإسلامي – الحلقة الثالثة : الإسلام والدولة ص 45، ط أولى سنة 1982 ، ن دار الاتحاد العربي ) . ([7]) لسان العرب ج 2 ص 1235 . ([8]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية – جمع وترتيب عبد الرحمن محمد بن قاسما لعاصمي النجدي الحنبلي – المجلد الخامس والثلاثون طبع بإشراف الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين ص 43 – 45 . ([9]) ابن منظور ج 1 ص 133 . ([10]) الراغب الأصفهاني ، المفردات في غريب القرآن ص 24 ، ن دار المعرفة ، بيروت . ([11]) وانظر الآية الخامسة من سورة القصص . ([12]) وانظر الآية رقم 41 من سورة القصص . ([13]) الجويني ، غياث الأمم في التياث الظلم ص 15 ، ط أولى سنة 1400 هـ ، ن دار الدعوة بالإسكندرية ، تحقيق د . مصطفى حلمي ، ود . فؤاد عبد المنعم . ([14]) أحمد بن يحيى المرتضى ، البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأنصار ج5 ص 374 نقلاً عن كتاب الدكتور القطب طبلية ، المرجع السابق . ([15]) الماوردي ، الأحكام السلطانية ، ص 5 ، ن دار الفكر ، ط سنة 1893 . ([16]) ابن خلدون – مقدمة ابن خلدون ص 19 . ن دار القلم ، بيروت ، ط خامسة سنة 1984م . ([17]) د . محمد ضياء الدين الريس ، النظريات السياسية الإسلامية ص 108، ن دار المعارف . ([18]) أبو داود ك السنة ب 8 ، والترمذي ك الفتن ب 48 ح 226 وحسنه ، وأحمد ج4 ص273، ج5 ص 44 ، 50، ونقل المروزي عن أحمد أنه حديث صحيح . ([19]) ابن تيمية ، مجموع الفتاوى ، ج 35 ، ص 20، 21 . ([20]) أخرجه الأربعة إلا النسائي ، وأخرجه أحمد 4/126، والدارمي في المقدمة ب15، وأبو داود ك 29 السنة – ب 5 ، وابن ماجه ، المقدمة ب 6 ، ح رقم 42 ، والترمذي ك العلم- ب16 ح رقم 2816 ، وقال : حديث حسن صحيح ج 4 ص 149 . ([21]) ابن تيمية ، مجموع الفتاوى ، ج 35، ص 22 . ([22]) ابن تيمية ، المرجع السابق ، أشار إلى رواية أبي بكرة رضي اللَّه عنه أن النبي S استاء للرؤيا ، فقال : (( خلافة نبوة ، ثم يؤتي اللَّه الملك من يشاء )) ص 22 . ([23]) د . عبد الرزاق السنهوري – فقه الخلافة وتطورها ، ص 258 ، ترجمة عن الأصل الفرنسي قامت بها ابنـته الدكتورة نادية ، ونشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1989م ، وقد عرض سيادته لفكرة الخلافة الناقصة عرضًا وافيًا ، وقد ترفـنا في النقل عنه . ([24]) سوف يتضح ذلك تفصيلاً في مباحث القسم الثاني من هذه الرسالة . ([25]) مسلم ك الإمارة ، ب 10 الأمر بالوفاء بـبـيعة الخلفاء الأول فالأول ح رقم 1842. ([26]) ابن تيمية ، مجموع الفتاوى ج 35 ، 20 . ([27]) مسلم ك الإمارة ، ب 1 الناس تبع لقريش ح رقم 1821 وما بعدها . ([28]) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج 3 قسم 1 ص 221 . ([29]) أخرجه أحمد في المسند 4/273 . قال الهيثمي : رواه أحمد والبزار أتم منه والطبراني بـبعضه في الأوسط ورجاله ثقات . مجمع الزوائد 5/189، والحديث صحيحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1 ص8 ح رقم ( 5 ) .