الحرب على الثوابت
بقلم فضيلة الشيخ/ محمد حسان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإننا نعيش أياماً قد كُلف فيها الذئاب برعي الأغنام!!وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها الذئاب!!
وقد وصف الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى هذه الأيام وصفاً دقيقاً، كما في الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجه والحاكم من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الروبيضة)).
قيل: وما الروبيضة)).
قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)).
نعم، فلقد تكلم التافهون والسفهاء في أمر العوام، بل في أصول وثوابت الإسلام!!
فها نحن نشهد في السنوات الماضية، حرباً سافرة فاجرة على أصول وثوابت هذا الدين يتولى كبرها دعاة على أبواب جهنم في أنحاء العالم الإسلامي، مكمن الخطر أنهم يُشعلون الحرب على الإسلام باسم الإسلام!!
ويهدمون أصول الدين باسم الدين!!
وذلك بأسلوب خبيث لا ينتبه لخطره كثير من الناس!!
وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً في حديثه الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت، يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم)).
قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال ((نعم، وفيه دخن)).
قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)).
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)).
قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: ((هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)).
قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)).
فلا يزال الإسلام وأهله من هذا الصنف الخبيث في محنة وبلية، ومع ذلك فهم يزعمون أنهم المجددون والمصلحون، وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ*أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ*وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا كَمَا ءَامَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا ءَامَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ*وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ*اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ*أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) [البقرة: 11-16]، وأنى لهم الهدى؟!
وهم يعلنون الحرب السافرة الفاجرة على الإسلام، لا على الفروع والجزئيات، بل على الأصول والكليات!!
بلا خجل أو وجل!!
فما أكثر الحروب التي أُعلنت على الإسلام منذ أن بزغ فجره واستفاض نوره، ولكننا نشهد الآن حرباً من نوع جديد تستهدف أصول وثوابت هذا الدين على أيدي رجال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، أولئك الذين يُسمون بالنخبة من أدعياء التحرير والتنوير والثقافة والفن والعلم والأدب.
إننا نشهد الآن حرباً عاتية سافرة على أصول وثوابت هذا الدين من هؤلاء الذين أُحيطوا بهالة من الدعاية الكاذبة، ولُقبوا بأفخم الألقاب والأوصاف، التي تغطي جهلهم وانحرافهم، وتنفخ فيهم ليكونوا شيئاً مذكوراً، بلي أعناق الناس إلى أفكارهم الخبيثة لياً، وهم في الحقيقة كالطبل الأجوف، يُسمع من بعيد وباطنه من الخيرات فارغ!!
وهذه الحرب السافرة تتم عبر خطوات منظمة، ووفق مراحل محددة، وهذه الخطوات حسب تقديري على النحو الآتي:
أولاً: التفخيم المستمر المتعمد للعقل ومكانته مع التقليل والاستهانة الشديدة النص ومكانته، مهما كانت درجة ثبوته من الناحية العلمية، بل وطالبوا - صراحة - بإعادة النظر في القاعدة الأصولية التي أجمعت عليها الأمة، والتي تقول: (لا اجتهاد مع النص).
طالبوا بإعادة النظر في هذه القاعدة بدعوى أنها تُصادر حق العقل في النظر والاجتهاد، وقالوا: من حق العقل أن يجتهد حتى مع وجود النص، ولو كان في القرآن والسنة!!
ومن ثم فهم يُسقطون أيَّ نصٍ تنكره عقولهم النيرة!! ومحال أن يتعرف العقلُ وحده على حقائق الإيمان وأركان وأصول هذا الدين إلا عن طريق النص القرآن والسنة النبوية، ثم انتقلوا من هذه المرحلة إلى مرحلة التشكيك فيمن نقل إلينا هذه النصوص وهم الصحابة، رضي الله عنهم.
ثانياً: الطعن في الصحابة، رضي الله عنهم، وتشويه صورهم، والقدح في عدالتهم لإبطال القرآن والسنة، لن الذي نقل إلينا الدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أصحابه، رضوان الله عليهم فإن الطعن في الصحابة هدم للدين!! فيقول أحد هؤلاء الضُلال في كتابه ((شدو الربابة في أحوال الصحابة))، يقول كلاماً فاجراً خبيثاً، ويصف فيه الصحابة، رضي الله عنهم، بكل عيب وأنهم كانوا يمثلون مجتمعنا متحللاً مشغولاً بالرذائل والهوس الجنسي!! ثم قال هذا الخبيث: (ولم تكن التجاوزات مقصورة على مشاهير الصحابة، بل تعدتهم إلى صحابيات معروفات).
ويتحدث هذا الأفاك عن النبي صلى الله عليه وسلم بكل غلظة وفظاظة وسوء أدب، فلا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا باسمه المجرد، فيقول في كتابه الخبيث ((مجتمع يثرب))، يقول: (ونظراً لأن إلتقاء الذكر بالأنثى، والأنثى بالذكر كان طقساً يومياً من الطقوس الاجتماعية المعتادة في مجتمع يثرب، فقد اضطر محمد دفعاً للحرج أن يبيح لهم أن يسيروا في المسجد وهم جنب).
وهكذا تبين كلماتهم فساد طويتهم وخبث عقيدتهم!!
يقول الإمام مالك بن أنس: من وجد في قلبه غيظاً على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابه قول الله تعالى: ( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )[الفتح: 29].
وقال الإمام الحافظ أبو زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم بأنه زنديق.
وقال الإمام الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، فمحبتهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
نعم، فالذي اختار الصحابة زكاهم هو الله، والذي شهد لهم وعدلهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكتفي بآية وحديث، قال الله عز وجل: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة: 100].
وفي ((الصحيحين)) من حديث أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه)).
فبعد هذا التكريم يأتي هذا الخبيث وأمثاله لينتقصوا من قدر هذه القمم الشماء، وولله لا أدري لهم مثلاً إلا كمثل ذبابة صغيرة سقطت على نخلة عملاقة.
ثالثا: التطاول على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإنكارها والقول بعدم حجيتها، بدعوى أن فيها الضعيف والموضوع، وأنها تتعارض مع كثير من نصوص القرآن الكريم، وأن الإسلام هو القرآن فقط دون السنة!!
وقد نقل الإمام ابن حزم إجماع الأمة على أن من أنكر السنة فقد كفر.
رابعاً: التطاول على القرآن وعقيدة التوحيد: فهذا الذي قد حكم القضاء المصري أخيراً بردته يعتبر القرآن نصاً بشرياً، لا قدسية له، وأن عقيدته مؤسسة على الأساطير الشائعة، ويقول هذا الخبيث - الذي لا يزال يتباكى عليه أمثاله من الخبثاء الحاقدين على الإسلام - في كتابه 0((نقد الخطاب الديني)):
(ما زال الخطاب الديني يتمسك بوجود القرآن في اللوح المحفوظ اعتماداً على فهم حرفي للنص، وما زال يتمسك بصورة الإله الملك بعرشه وكرسيه وصولجانه ومملكته وجنوده من الملائكة، وما زال يتمسك بالدرجة ذاتها من الحرفية عن الشياطين والجن والسجلات التي يُدون فيها الأعمال، والأخطر من ذلك تمسكه بصور العقاب والثواب، وعذاب القبر ونعيمه، ومشاهد القيامة والسير على الصراط، إلى آخر ذلك كله من تصورات أسطورية)!!
وهذا رائد خبيث من رواد هذا الجيل يقول: (القرآن قابل للنقد باعتباره كتاباً أدبياً)!!
ويقول: (وجود إبراهيم وإسماعيل، عليهما السلام، أمرُ مشكوك فيه، ولو ذُكروا في التوراة والإنجيل والقرآن، فلسنا ملزمين بتصديق أي منها) أي من الكتب الثلاثة!!
خامساً: التطاول على ذات الله عز جل!! وهل تصدقون؟!
فهذا ضال خبيث من سوريا لا زالت كتبه تطبع ودواوينه تُنشر إلى الآن، يقول في ديوان له: (لا الله أختار.. ولا الشيطان أختار.. كلاهما جدار.. كلاهما يغلق لي عيني فهل أبدل الجدار بالجدار)!! تعالى الله عما يقول هذا الظالم علواً كبيراً.
ويقول في كتاب من كتبه الخبيثة: (الله في التصور الإسلامي التقليدي نقطة ثابتة متعالية منفصلة عن الإنسان، لكن التصوف على مذهب الحلاج ذوب ثبات الألوهية وأزال الحاجز بينه وبين الإنسان، وبهذا المعنى، قتل الله وأعطى للإنسان طاقاته)!! ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ) [الأنعام: 100]. ويقول هذا الضال أيضاً في مجموعته الشعرية: (يا أرضنا يا زوجة الإله والطغاة).
ويقول فيها أيضاً: (نمضي ولا نصغي لذلك الإله تُقنا إلى رب جديد سواه)!!
سبحان الحليم الصبور.. على كل شيطان كفور!!
وهذا ضال آخر من العراق يقول في ديوانه: (الله في مدينتي يبيعه اليهود.. الله في مدينتي مشرد طريد).
ويقول: (الله مات.. وعادت الأنصاب).
ويُمعن في كفره فيقول: (يسقط كل شيء الشمس والنجوم والجبال والوديان والأنهار والبحار والشيطان والله والإنسان)!!
وهذه أمثلة أخرى من فلسطين الذبيحة: يقول أحدهم في إحدى قصائده:
نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير
ويقول آخر:
(وآخر ديك قد صاح ذبحناه.. لم يبق سوى الله.. يعدو كغزال أخفر تتبعه كل كلاب الصيد.. ويتبعه الكذب على فرس شهباء.. سنطارده سنصير له الله)!!
وهذا آخر من اليمن يقول في قصيدة له:
(صار الله رماداً صمتاً رعباً في كف الجلادين.. صار حقلاً ينبت مسابح وعمائم)!!
( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) [الإسراء: 43].
هذا الكم المزعج والمقزز من النقولات الكفرية إنما هو للرموز البارزة جداً في الوطن العربي والإسلامي، من رواد الأدب والثقافة، ممن يشكلون عقول أبناء الأمة، ويديرون فيها دفة التوجيه والتربية!!
ولا يمكن بحال أن نستقصي أقوالهم الخبيثة، فهي كثيرة بكثيرة الحقد الذي يغلي في قلوبهم على الإسلام والمسلمين، ولا يمكن أيضاً أن نستقصي ما يُبث وما يُنشر للأجيال الشابة الصاعدة والتي تربت وتتلمذت على أيدي هؤلاء الخبثاء!!
والسؤال المُلح الآن: ما المخرج من هذه الفتن؟!
والجواب:
أولاً: تحكيم الشريعة وإقامة حد الردة على هؤلاء الخبثاء وأمثالهم، لأن القوانين الوضعية كانت أخطر أسباب انتشار هذه الردة، لأنها لا تعاقب من خرج وارتد عن الإسلام، في الوقت الذي تعاقب فيه من خرج على القانون.
فهذا المرتد يعلن ردته، ويستخف بعقيدة الأمة ودينها، وإعلانه للردة يحدث في المجتمع الإسلامي نوعاً خطيراً من الفوضى التي تدك قواعده بفتحه الباب للمنافقين وضعاف العقيدة في متابعته على ردته، لذا فإن الشريعة الإسلامية العصماءلم تتساهل مع هذا الصنف الخبيث، وإنما أمرت بإمهاله ثلاث أيام، فإذا رجع عن ردته وتاب سقط العقاب، وإن أصر يقتله ولي الأمر أو من ينوب عنه.
روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة)).
وفي ((صحيح البخاري)) من حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من بدل دينه فاقتلوه)).
ثانياً: وجوب طلب العلم والعمل به، فلا مخرج لك أيها المسلم من هذه الفتن الحالكة - فتن الشبهات - إلا أن تستعين بالله عز وجل، وتطلب العلم الشرعي من العلماء المتحققين به.
فالعلم هو النور الذي سيبدد لك هذه الظلمات، فمن سلك طريقاً بغير دليل ضل، ومن تمسك بغير الأصول زل، والدليل المنير لك في الظلماء، والأصل العاصم لك من جميع الأهواء هو العلم. فبالعلم تتعرف على عقيدتك وعبادتك وشريعتك.
وبالعلم تتعرف على فتن الشهوات والشبهات، وبالعلم تتعرف الحلال والحرام، وعلى السنة والبدعة،وعلى الحق والباطل، وبالعلم تتعرف على معنى الولاء لله ولرسوله والمؤمنين، وعلى معنى البراء من الشرك والمشركين، وبالعلم تتعرف على أعداء الأمة في الخارج والداخل، وتستطيع أن تقف على حجم المؤامرة التي تحاك للأمة في الليل والنهار.
ثالثا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، الذي رواه مسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). وقال تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ… ) [آل عمران: 104].
وذلك لنصل إلى الخيرية التي وعد الحق بها في قوله: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه ) [آل عمران: 110]، وحتى لا نستحق اللعن كالذين كفروا، فقد قال تعالى: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ*كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [المائدة: 78،79].
رابعاً وأخيراً: الدعوة إلى الله عز وجل وتبصير الناس بالحق والتعرية الباطل وأهله!! فإذا كان أهل الباطل يتحركون للدعوة إلى باطلهم بكل قوة وفي كل مكان، فحريّ بأهل الحق أن يتحركوا لحقهم الذي من أجله خلق الله السماوات والأرض والجنة والنار، ولأجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل.
فولله ما انتشر الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله!!
فإذا حكمنا شرع الله، وتعلمنا وعلمنا بالعلم الشرعي، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر، دعونا إلى الله على بصيرة انكسرت أمواج هذه الردة على صخرة الإيمان.
وصلى الله على حبيبنا ورسولنا محمد وآله وصحبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق