الجـار قبل الدار
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" . متفق عليه
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ».
(( البَوَائِقُ )) : الغَوَائِلُ والشُّرُورُ .
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ ثُمَّ أَيْ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قَالَ ثُمَّ أَيْ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ } الْآيَةَ . متفق عليه
وقد كان أهل الجاهلية يحبون مكارم الاخلاق وكانوا أصحاب مروءة وحسن جواراً .
يقول شاعرهم مسكين الدارمي:
نَارِي وَنَارُ الْجَــارِ وَاحِـدَةٌ ... وَإِلَيْهِ قَبْلِي تَنْزِلُ الْقِدْرُ
مَـا ضَرَّ جَــارًا لِي أُجَـاوِرُهُ ...أَنْ لَا يَكُونَ لِبَابِهِ سِتْرُ
أَعْمَى إذَا مَا جَارَتِي بَرَزَتْ ... حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي الْخدْرُ
ويقول عنتر بن شداد :
وأَغُضُّ طرفي ما بـدَتْ لي جارَتي ... حتى يُواري جارتي مأْواهـا
ويقول عروة بن الورد:
وإنْ جارتي ألوَتْ رياحٌ ببيتها ... تغافلت حتى يستر البيت جانبه
يقول أبو جعفر العدوي :
شراء جارتي ستراً فضول لأنني ... جعلتُ جفوني ما حييت لها سترا
وما جارتي إلا كــأمي وإنني ... لأحفظهـا سراً وأحفظها جهرا
بعثت إليهــا أنعمي وتنعمي ... فلست محلاً منك وجهاً ولا شعرا
وقال آخر:
اطلب لنفسك جيراناً تجاورهم ... لا تصلح الدّار حتّى يصلح الجار
وقال آخر:
يلومونني أن بعت بالرُّخص منزلي ... ولم يعرفوا جاراً هناك ينغِّـص
فقلـت لهم كفُّــوا الملام فإنّها ... بجيرانها تغلو الدِّيـار وترخص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق